ندوة بعنوان العنف ضدّ المرأة.
أخبار وتقارير
ندوة بعنوان العنف ضدّ المرأة.
12 كانون الأول 2021 , 16:24 م

تحت شعار لا لن نهزم !! أقام المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة بتاريخ 10 كانون الأوّل ندوة افتراضيّة عبر تطبيقZoom بعنوان:

"العنف ضدّ المرأة" وقد تشرّف المرصد بحضور خاصّ للمناضلة أنهار الديك التي عانقت الحرية حديثًا .

واعدت الندوة وقدمتها رئيسة الوحدة الثقافية في المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة الأستاذة زينة محمد الجانودي التي شددت في مقدمتها على أهميّة المرأة في المجتمع وبأنّها تتمتّع بكلّ الخصائص الإنسانيّة التي تؤهلها لتكون بأرقى مراتب الكمال البشري، فهي الأساس في قيام الحضارات والأمم وبناء الأسرة وتكوينها، وتلعب دورا مهما في تقدّمه ونجاحه، وتناولت المقدّمة أيضا معاناة المرأة على مراحل التاريخ البشري والواقع المعاصر، من ظلم واعتداء وانتهاك لإنسانيّتها وكرامتها وتجاهل حقوقها من قبل بعض التّشريعات والقوانين.

وافتتحت اللقاء الاسيرة المناضلة انهار الديك حيث لخّصت تجربتها منذ اعتقالها وكل ما تعرضت له من ممارسات اجرامية وتعسفية من قبل الإحتلال، كما ذكرت كيفيّة مناشدتها لأحرار العالم لدعمها حتى حصولها على الحرية، وكان للمرصد العربي دورًا في دعمها من خلال حملة الكترونية تم توجيهها الى المجتمع الدولي عبر بث فيديوهات تحدث فيها الاعضاء في المرصد طالبوا خلالها المجتمع الدولي للتحرك ، وعن ماذا أضافت لها تجربة الأسر، قالت أنهار: بأنها أصبحت أكثر صلابة وتحمل وقدرة ، وبدأت بتقدير ما تملكه من نعم ، وختمت مناشدة لاحرار العالم والجمعيات وحثهم على التحرك من اجل قضية الاسيرات نظرًا لظروفهم الصعبة جدا.

وقد شارك في الندوة المحامي والمدرّب الدولي باسم حمد من لبنان الذي تحدّث عن أكثر اشكال العنف ضدّ النساء شيوعًا وانتشارًا في لبنان، وعن القصور في التشريعات والقوانين التي تحمي المرأة من العنف، وعن تقييمه لدور الدولة تجاه مايحدث للمرأة من عنف. كما واضاف بان ما تعيشه المرأة الفلسطينية هو امر عظيم نظرًا للتضحيات التي تبذل ولقدرتها على تحمل كل هذه الصعاب ومقاومته ، ونوه بالتضحيات التي قدمتها أنهار سيما في ظروف الحمل التي مرت بها.

كما شارك أيضا الكاتب والباحث الدكتور غسان الشامي، الذي تحدّث عن التحديات التي تواجه مناهضة وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في فلسطين، وعن الإجراءات والتدابير التي من شأنها ان تكون أولويّة لإنهاء العنف ضد المرأة.

وختمت الدكتورة رولا حطيط رئيسة المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة متحدثة عن التداعيات النفسية والاجتماعية التي يسببها العنف ضد المرأة على المدى البعيد وكيفيّة تجاوزه بشكل عام وخصصّت في حديثها الأسيرات الفلسطينيّات.وقالت : ان التعرض للعنف بكافة اشكاله الجسدي والمعنوي له انعكاسات نفسية واجتماعية بطبيعة الحال بشكل عام على الفرد ومحيطه ، واذا ما نظرنا الى تجربة الاسيرات تحديدا وما يتعرضن له من تعذيب وعنف من قبل الاحتلال نجد ان لذلك ايضا اثار نفسية واجتماعية اضافة الى التاثير على الاسرة والعمل تختلف بعض الشيء.

واضافت يتعرض بعض المعتقلين إلى تأثيرات صحية ونفسية وسلوكية، قد تصاحبها أمراض من بينها القلق الدائم والاكتئاب والانعزال عن العالم تزامنا مع التأثير على الحياة المهنية، لنجد ان معاودة العمل من جديد قد يأخذ بعضا من الوقت.

واعتبرت انه في بداية الاعتقال نجد سيطرة لمشاعر الخوف والإحساس بالظلم الدائم وتوقع الأذى من الآخرين، وتدوم تلك الأحاسيس فترة من الزمن، قد تستمر بعد الاعتقال، وتكون بحاجة إلى تأهيل للتكيف مع الحياة الجديدة.

وقالت إلا أنه ليس كل من يدخل السجن يمر بهذه المراحل ويتأثر سلبيا، فقد يكون من بينهم من يعتبر ان السجن له معنى كبير كالتضحية مقابل فكرة أو معتقد، وهذا ما نجده في التجربة الفلسطينية .

حيث نجد ان المجتمع الفلسطيني يعيش واقعًا مختلفًا عن المجتمعات العربية نظرًا لوجود الاحتلال الصهيوني وممارساته الاجرامية، وهذا بدوره ينعكس على ادوار الاسرة داخل هذا المجتمع، وان كان هذا المجتمع تقليدي ويتخذ صفة الذكورية الابوية، الا اننا نجد دور المراة الفلسطينية لافتًا ، حيث شأركت الرجل في النضال بجميع اشكاله ، وقدمت الكثير من التضحيات سواء داخل فلسطين المحتلة او في الخارج، وهذا جعلها تتميز عن صورة المرأة التقليدية في المجتمع العربي من خلال الصمود وتحمل المسؤولية في غياب الرجل وتعرضها للاعتقال والاسر وهذا بدوره اضاف الى شخصيتها وجعلها اكثر قدرة لتحمل المسؤولية واكثر صلابة وثقة بالنفس.

واضافت الدكتورة رولا انه على الرغم من التأثير الذي تتعرض له الاسيرة على المستوى النفسي والاجتماعي وهذا امر طبيعي، الا اننا نجدها بعد فترة من الزمن أكثر قوة على مستوى شخصيتها ، فباتت اقوى وتاثيرها اصبح اعمق واهتماماتها اشمل ، وهنا نجد الكثيرات منهن قد يلجأن الى ممارسة اعمال اجتماعية وسياسية وحقوقية بعد الاعتقال والاسر نتيجة ما خبرنه من هذه التجربة .

وختمت الدكتورة لا ننس دور الأسرة الفعال في تقديم الدعم والاحتواء للاسرى ، رغم ما تمر به من ظروف صعبة ، فالاسرة تعيش صدمة الغياب وإحساس التقصير وجلد الذات والعجز.

اما فيما خص الاجراءات التي تساعد على تخطي تجربة الاعتقال فلخصتها الدكتورة رولا بما يلي:

• المكوث فترة داخل المنزل والاستماع للأسرة دون الحديث كثيرا عن تجربة الاعتقال.

• القيام بمهام بسيطة داخل المنزل كإعداد الطعام سويا.

• القيام بزيارات عائلية بعد فترة من الخروج من المعتقل وليس مباشرة.

• أهم احتياجات المعتقل بعد الخروج هي الحاجة للأمان والطعام والراحة والاطمئنان.

• تقديم الإرشاد النفسي للمعتقل في حالة الصدمة والأزمة الكبيرة.

• زيارة الطبيب لو كانت هناك عوارض مرض كنوبات البكاء والعصبية والصرع وفقدان الوعي وقلة النوم.

• السجين أو المعتقل تكون لديه مشاعر سلبية بحاجة للتنفيس.

• عدم استخدام لغة الوعظ كأن نقول له اصبر ولك ثواب.

• عدم الاستعجال في العلاج والتأهيل.

• البحث عن فرصة عمل جديدة

المصدر: موقع إضاءات الإخباري