تتزاحم الاحداث الدولية والاقليمية والمحلية، وتواكبها تهديدات عسكرية واقتصادية وسياسية، وتجري لقاءات بين وزراء الخارجية ومسؤولي الامن القومي، وتنعقد القمم الافتراضية لسحب فتائل الالغام ونزع صواعق التفجير على اكثر من جبهة، والعالم يراقب باهتمام ، ويتساءل هل نحن امام حروب ومواجهات تهدد السلم العالمي؟ ، ام في خضم ترتيب جديد يطيح بالقطبية الاحادية التي تربعت على عرشها واعتلت قمتها الولايات المتحدة الامريكية؟. كل الدلائل والمعطيات تشير بالمحسوس والملموس ان التفرد الامريكي بقيادة العالم قد انفرط عقده لصالح القوى الصاعدة، وعلى راسها روسيا والصين والقوى الاقليمية الاسيوية وفي مقدمتها ايران.هذه القوى رسخت منظومة شنغهاي التي تعتبر اكبر سوق عالمي من حيث الانتاج والاستهلاك والاصول، والتي اعتمدت العملات الوطنية في المبادلات التجارية فيما بينها بدل الدولار الامريكي بالاضافة الى العملات الرقمية، واذا استمرت في هذه السياسة وتوسع نشاطها.لتضم دولا اخرى فانها ستطيح بالدولار عن عرشه العالمي.
ان المشروع الصيني العملاق والخلاق المتمثل في (( الحزام والطريق يشكل القاطرةالاقتصادية التي لا يمكن لاي قوة على وجه الارض ان تعترض طريقها وخاصة بعد القمة الروسية الصينية الافتراضية التي اقرت التنسيق والتكامل والتعاون فيما بينهما في كافة المجالات، اللاقتصادية والسياسية والعسكرية(( يعني الاسم المخفف والاقل صدمة للغرب من - الحلف الصيني الروسي-))
الان ومع موعد الجولة الثامنة لمحادثات فينا والضبابية التي تسود اجواءها بين التفاؤل بالتوصل الى اتفاق شامل وتشاؤم يسوق المبررات والاسباب المؤدية الى الفشل، ومهما كانت النتائج ، فان الدول العظمى المشاركة في المحادثات والتي على معرفة كاملة بما يجري ، ومطلعة على كل التفاصيل، فان هذه الدول تدير الصراع فيما بينها من خلال الخروج بمكاسب من خلال المحادثات، وتاخذ كافة الاحتياطات اللازمة للتعامل مع التداعيات والنتائج، المترتبة على النجاح او الفشل. نجد هذه الدول تتصرف بدبلوماسية عالية وعقلانية على الرغم مما يتخللها من نزق بعض الاطراف.
ان الدول الغير مشاركة في المحادثات تحاول جاهدة للوصول الى ما يجري داخل اروقة فينا واحيانا يصلها بعض التسريبات المتعمدة من الاطراف المشاركة في المحادثات لكي تقوم بردود افعال يستخدما الطرف المفاوض للضغط على الاطراف الاخرى. ان الكيان الصهيوني هو اكثر الاطراف المتضررة من المحادثات ، فهو الاكثر غضبا ، والاعلى صياحا، والاشد تهديدا ووعيدا، لانه الخاسر الاول والخير من الاتفاق او عدمه، حيث انه بين امرين احلاهما مر، لان الاطراف الاقليمية الاخرى والعربية بشكل خاص اخذت تعيد ترتيب اوضاعها الداخلية ، وتراجع سياساتها الخارجية لمجاراة المتغيرات المقبلة ، والتاقلم مع تداعياتها ونتائجها، ولذلك اخذت بالتخلي عن سياسات ومواقف سابقة، وتتجه نحو نسج تحالفات وعلاقات جديدة، واصطفافات مع خصوم الامس كنتيجة مباشرة وقراءة دقيقة للانسحاب الامريكي من افغانستان.
هذا الانسحاب الذي فاجأ الناتو واخذه على حين غرة وهو الشريك في الاحتلال الامريكي لافغانستان والعراق وحليفه في الحرب الكونية على سوريا.ما بالك بالاطراف التابعة التي قدمت الدعم اللوجستي والمسوغ الاخلاقي والفتاوي الدينية التي تحلل للامريكي احتلالاته. اما الكيان وبحكم وظيفته السرطانية في الاقليم والتي بدأ يفقدها هو الطرف الحيد الذي لا يملك خيار التأقلم مع المستجدات والتداعيات المترتبة على محادثات فينا ، ويدرك اكثر من اي طرف اخران نجاح المحادثات يفضي بالضرورة الى عملقة ايران اقتصاديا وعسكريا والذي سينعكس جدليا على تقوية محور المقاومة دولا وفصائل. اما في حال فشلت المفاوضات فهذا سيقود الى ايران نووية تصنع القنابل الذرية كسلاح ردع اسوة بالدول النووية الاخرى والكيان هو الخاسر الوحيد.
ان فشل الكيان في جر امريكا الى حرب مع ايران وعجزه عن القيام بها منفردا ، اخذ يعكس نفسه على عقل الدولة والمجتمع الصهيوني ، فالدولة ترفع سقف التهديدات ويصاحبها شلل عن الفعل ، والمجتمع الاستيطاني فقد الثقة بقدرة الدولة على حمايته وتوفير الامن له وبدأ ياخذ زمام الامر بيديه مفرغا حقده ضد السكان الامنين في البلدات والقرى الفلسطينية الامنة ويكثف اعتداءاته على احياء القدس ومقدساتها، وردود الفعل البطولية التي يقوم بها شعبنا في فلسطين وبروز ظاهرة استخدام الاسلحة النارية جنبا الى جنب مع الاشكال النضالية الاخرى والاهم من ذلك الخطاب الفلسطيني المقاوم والفاعل ممثلا بحركتي حماس والجهاد.
في كل ما يجري في فلسطين وما حولها هناك ما يقلق قيادة الكيان العسكرية والسياسية، منبع هذا القلق الذي لا دواء له هو (( الصمت الاستراتيجي المريب لسيد المقاومة)) الذي يعجز الكيان عن التنبؤ بانفجار غضبة السيد الحليم الحكيم وصمام امانها .حماقة يرتكبها جو بايدن او قيادة الكيان، ستكون الصاعق الذي يفجر الحرب الاقليمية الحتمية الوقوع، والتى وعدنا بها سيد المقاومة، وكما يقول المثل(( ان وعد الحر دين)) ، ولكن التجارب السابقة علمتنا (( ان وعد السيد حق وحتمي)).
فيا قطعان المستوطنينان عذابكم قادم لا محالة
ويا اسرانا واسيراتنا في سجون الاحتلال
ان حريتكم اقرب اليكم من حبل الوريد
ويا شعبنا المقاوم والصابر المثابر على كل مساحة الوطن
ان نضالكم المتعدد الاشكال والوسائل ما هي الا تمهيد لليوم الذي سيأتي فيه غلاة المستوطنين مستجيرين بكم كي تحموهم من بطش المقاومين وصواريخهم من غزة واليمن جنوبا الى الضاحية وقاسيون شمالا وبغداد وطهران شرقا انه عصر الانتصارات
وان اليوم الموعود ات.
م/ زياد ابو الرجا