"يا ريت حدا بيجي يحمل عنا هالحمل..."
"يا ريت الدولة بتقوم بدورها..."
حزب الله هو واحد من مكونات هذا المجتمع... مثله مثل غيره...
لا يريد، ولا يطمح أن يكون الحزب القائد...!!!؟؟؟
هذا شيء مما وصلني ومما يصلني كي "أحل عن سما رب الحزب"، ولا استمر بمطالبته بالقيام بما يطلبه منه التاريخ...
أحياناً، يعتقد المرء أن العجز الذي يشعر ويصرح به الحزب في مسألة مواجهة أزمة النظام في لبنان... هو عجز نفسي... هو نوع من الأمراض النفسية، حيث يكون المرء صحيحاً جسدياً مئة في المئة، لكنه يعجز عن المشي أو الحركة...
في علم النفس هذا موجود...
فهل أن حزب الله مصاب بهذا المرض...؟
كل الدلائل تشير إلى أن حزب الله، ما شاء الله، بصحة جيدة جداً، وهو قادر على إزاحة الجبال، كما عبر الأمين العام السيد نصرالله...
إذاََ، لماذا هذا العجز وهذا البكاء... أو بالأحرى التباكي...؟
ربما هي عقدة نفسية... يريد حزب الله أن يكون محبوب الجماهير... كل الجماهير...
يريد الحزب أن يكون محبوبا من رجل الشاي وابنه احمد وسامي فتفت...
يريد حزب الله أن يكون محبوباً من مصطفى علوش وأحمد الحريري...
وايضا من سامي الجميل وحتى من احمد الأسير...
يا إخوان... حتى لو قدمتم لهؤلاء لبن العصفور... هم لن يحبونكم...
المسألة بسيطة جداً...
لكل من هؤلاء أسبابه كي لا يحبكم...
منهم من تربى منذ أن فتح عينيه على الدنيا، على كره كل شيء له علاقة بالمقاومة...
منهم من تلقى منذ الطفولة لقاح كره المقاومة، سواء كانت فلسطينية أو لبنانية أو غيرها...
منهم، من يفضل أن تبقى فلسطين في الأسر والسبي، على أن يأتي التحرير على يد "الروافض"...
ألا ترون الغزل والحب الجارف بين "قادة الأمة"، وأولاد عمنا من احفاد خالتنا سارة...؟
منهم، بل كلهم لهم مصالح ترتبط بمحور يبدأ بالخليج والسعودية ولا ينتهي بأمريكا وإسرائيل...
لذلك، لا يمكن أن يحبكم هؤلاء...
لو مهما فعلتم، انتم تمثلون شيئاً كانوا قد نسوه... انتم تمثلون الكرامة والشرف، وهم غير مستعدين لدفع ثمن هذه الكرامة وهذا الشرف...
انتم تتكلمون صبح مساء عن فلسطين...
"خلص"، لقد ملّ العرب اسطوانة فلسطين...
يا أخي هم "بدهن يعيشوا"...
لقد جلب لهم محمد بن سلمان الحضارة الى كل مدن الجزيرة...
افضل D.Gs في العالم...
الحضارة في السعودية والخليج لا شأن لها بالعلوم والفلسفة والحرية والديمقراطية والتنمية البشرية...
الحضارة هي في تحويل مدن الجزيرة العربية إلى ملاه ليلية مع الموسيقى الصاخبة والخمور على أنواعها، وشوية مخدرات...
وربما بضعة مخنثين ومخنثات...
فالحضارة الغربية بالنسبة لأمثال أبن سلمان تُختصر في هذا...
العرب الذين "بدهم يعيشوا" لم يحبوا حزب الله ولن يحبوا المقاومة...
في الأمس كفّروا جمال عبد الناصر بحجة أنه اشتراكي ملحد...
اليوم يكفرون حزب الله لأنه من أتباع الروافض والمجوس...
عفواً دكتور بلال، هناك فرق كبير بين التواضع في عز القوة والقمة، وبين التمسكن ومحاولة التشبه بأذلاء هذه الأمة استرضاء لمحبة في غير محلها...
وطلباََ مستحيلاً لحب خارج شرع الزواج...
يعيب علينا الدكتور بلال امنياتنا بأن يدك حزب الله بالفاسدين في السجون...
يقول إن هذا لن يحصل لأن الحزب لا يريد لعب دور القائد...
إما أن الدكتور بلال تتلمذ وبالغ في التتلمذ على أفكار غاندي، ولا يريد رؤية الذئاب التي تحوم حول البلد وحول الحزب...
وإما أنه من الحالمين بطهارة مجتمعاتنا، بما فيهم سمير جعجع وسامي الجميل وفؤاد السنيورة...
يا دكتور... غاندي شيء آخر تماما عما تعتقده...
غاندي كان مقاوما بالأسلوب السلمي الذي قد يصل إلى الشهادة كما يفعل بعض الفلسطينيين...
بينما ما تدعوا إليه انت هو أسلوب ابي موسى الأشعري الذي لم يستطع أن يرى الفرق بين سمو علي، وقعر جهنم معاوية...
يا دكتور... الحزب الذي لا يريد قيادة المجتمع إلى الأفضل لا يستحق أن تتبعه الجماهير...
الحزب الذي لا يرى لنفسه دورا في قيادة النضال، لا يستحق أن يتنفس حرية...
ما العيب في القوي إذا ما قاد من هم أضعف منه في نضال لتحرير الأمة من الفساد والعجز والفقر والفوضى...؟
هل يريدنا الدكتور أن نطلب من قوة خارجية أن تأتي كي تقود النضال...؟
أم أن النضال لا يحتاج إلى قيادة...
أم أن أزمة النظام في لبنان لا تحتاج إلى نضال للتغلب على ما نعيشه...
أم أنها النوايا الحسنة...
علينا الصلاة والصوم كي يهدي الله الفاسدين والسارقين علهم يهتدون ويتوقفون عما ارتكبوا، ولا يزالون يرتكبون...
لا بل يزيد الدكتور باتهام من يطلب من المقاومة القيام بما يفرضه التاريخ عليها، بأنه يريد توريط المقاومة في...
لقد قرأنا في تاريخ الشعوب عن نضالات كثيرة، معظمها كان عبارة عن نزاع اهلي...
في النهاية، هؤلاء الفاسدين وأتباعهم هم جزء من المجتمع ولا يمكن عدم ضربهم بحجة تجنب حرب أهلية...
لو كان الفيتكونغ آمنوا بهذا لما كانت تحررت سايغون...
لو كان لدى الحزب الشيوعي الصيني منظًرون من هذه الشاكلة لكانت الصين لا تزال تحت الوصاية البريطانية الأميركية...
إذا كانت الأحزاب كلها خربانة، والدولة محتلة من قبل سلطات هي أيضاً خربانة... هل يبقى الحزب يتفرج ويأمل تغيير الوضع عن طريق الدعاء...
أم يعمل على تأطير الناس والقوى الحية في المجتمع من أجل القيام بفعل التغيير...
لا احد يطلب من الحزب الهجوم على المسيحيين أو الدروز أو السنة...
المطلوب أن يفتش الحزب عمن يستطيع التحالف معه من أجل هذا التغيير...
بما أن الله قد أعطى هذا الحزب وهذه المقاومة كل تلك القوة المباركة، فواجبه استعمال هذه البركة في سبيل حقوق الناس وليس الإنزواء خوفا من فتنة قد يكون لا بد منها...
كل القوى في لبنان تتحدث عن نظام مدني...
يا أخي قد يكون هذا هو الحل.
إقامة نظام علماني كامل كما يطالب الكثير من المسيحيين والدروز وحتى السنة...
رفض التحرك ودفن الرأس في الرمال لن يؤدي في النهاية إلا إلى انتصار الفاسدين وهزيمة المقاومة...
أمس أعلن الرئيس عون عن لا مركزية إدارية ومالية، سوف تؤدي حتما إلى نوع عالِِ من الفيدرالية الذي سوف ينتهي إما إلى التقسيم، أو إلى الفتنة والحرب الأهلية...
ماذا سوف يكون موقف الحزب؟
أمس أيضاً، أعلن الرئيس عون عن الدعوة لإقامة نظام مدني...
إذا أرادت المقاومة وأد التقسيم، فما عليها إلا الدعوة لأوسع تحالف يقيم الدولة العلمانية القوية العادلة حيث يتساوى كل المواطنين دون أي تمييز...
إما قيادة الناس إلى الحرية والسيادة والاستقلال، وإما تركهم عبيدا لنظام لن يرحم ابدأ...