لن يبقى النسر الأميركي مهيمنا منفردا قادرا على إدارة العالم في ظل استعادة الدب الروسي قوته وبروز التنين الصيني.
مقالات
لن يبقى النسر الأميركي مهيمنا منفردا قادرا على إدارة العالم في ظل استعادة الدب الروسي قوته وبروز التنين الصيني.
يوسف جابر
9 كانون الثاني 2022 , 12:11 م

كتب الأستاذ يوسف جابر:


تسعى أميركا لبسط سيطرتها ونفوذها على العالم بعد أن اتخذت القرار باعادة رسم خارطة جديدة لتوسعها باعادة الانتشار في الشرق الأوسط وتحديد بوصلة الأهداف نحو الحد من التمدد الصيني الذي يشكل خطرا استراتيجيا عليها من حيث القدرة الاقتصادية التي يتمتع بها بأكبر احتياط مالي وحاجات العالم لصناعاتها وخبراتها في كل صنوف المتطلبات اليومية بكل أنواع الابتكارات لا سيما المستلزمات الاولية التي تتفرد بها الصين عالميا في قدرة التصنيع وجودتها وسرعتها وسعرها المقبول.

وقد صرح السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن وجودها في الشرق الأوسط , بالوقت التي هي موجودة بقوة أكثر من أي وقت مضى من خلال حكام الأنظمة ( الملوك والأمراء والرؤساء العرب ومسؤولي أحزاب وخلايا عصابات ) تقدر على تحريكهم عن بعد في ظل وجودها العسكري الذي يقارب ال 400 ألف جندي المنتشرين في العديد من دول الشرق الأوسط بكامل عتادهم وأسلحتهم.

هذا وقد جلبت إدارة بايدن الشهر الماضي إيلان غولدنبرغ كأحد كبار صنّاع السياسات الأميركية إلى وزارة الدفاع, وهو غولدنبرغ محللاً سابقاً في مركز أبحاث بواشنطن على صلة بالحزب الديمقراطي.

وفي وقت سابق من العام 2020 ساعد إيلان غولدنبرغ في صياغة مجموعة من التوصيات التي حثت إدارة الرئيس جو بايدن على: (1) التركيز على مهمة مكافحة الإرهاب في المنطقة, وليس على حرب برية جديدة مثل عام 1991 أو 2003; (2) تقليل حجم القواعد الأميركية الكبيرة في الخليج, ونقل بعض القوات الأميركية إلى مواقع أخرى في المنطقة أبعد من مدى الصواريخ الإيرانية; (3) التفاوض مع الشركاء لضمان وصول الأميركيين إلى الموانئ والمطارات لإرسال المزيد من القوات الأميركية إلى المنطقة في الحالات الطارئة.

كل ذلك مرتبط بالإقتصاد العالمي الجديد وتوسع النفوذ للدول العظمى التي استقرت ادارة الرئيس بايدن على الاعتراف بتنوع النفوذ العالمي كدول عظمى في الشرق الأوسط, وتبقى قلقة من مستقبل الصين الجديد من حيث التطور التكنلوجي والامساك بالسيطرة على الاقتصاد العالمي بقدرتها الهائلة على التمدد بنسبة كبيرة عالميا وتقديم كل صنوف الدعم للدول من أجل الحفاظ على وجودها العالمي كدولة عظمى تتقاسم القرارات السيادية السياسية والاقتصادية وهو ما يحول من الوقوف في وجهها سدا منيعا من بعض الدول الحليفة لها ليس الا.

في نهاية المطاف لن تبقى الولايات المتحدة ممسكة بالقرارات العالمية منفردة وخاصة في الشرق الأوسط, هنالك دولا لها اهميتها فرضت وجودها كالصين وروسيا متحدتين في وجه الغول الاميركي.