كتب الأستاذ حليم خاتون: رحلة الجحيم إلى جهنم.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: رحلة الجحيم إلى جهنم.
حليم خاتون
11 كانون الثاني 2022 , 21:46 م


لم يكن الرئيس ميشال عون يعرف أن كلمته في اخذ البلد إلى جهنم، سوف تكون بالفعل عنوان عهد كان البعض يعتقد أنه كان سوف يكون مختلفاََ...

لكنها الحقيقة التي تطبع عهد رئيس أقل ما يمكن القول فيه هو أنه فعل نقيض كل ما كان يطمح أن يكون عنوان تاريخه...

هل يمكن أن يكون ميشال عون وناجي حايك من نفس التيار...؟!

حتى جوزفين ديب التي تكره وتحب في الوقت نفسه كل ما يمثله حزب الله والتي تمثل ذلك الجيل من التيار البرتقالي الذي يعيش أزمة انتماء بين الوطن وبين الطائفة؛ حتى جوزفين ديب لم تستطع تمرير افكار الحايك التي تؤمن هي بها أيضاً...

هذه الأفكار تختصر شخصية الجنرال بكل ما فيها من خليط من التناقضات...

أنها افكار العونية الأولى التي أرادت الخروج من انعزاليتها إلى المسيحية المشرقية الأوسع آفاقا، لكن دون جدوى... إنها عقدة الأقليات...

تبدأ الرحلة إلى هذا الجحيم الذي اسمه لبنان منذ اللحظة التي يقرر فيها المرء الحجز على متن طائرة بيروت...

لطالما واجه المرء تحدي الآخرين بأن كل ما يقوله أو يكتبه ليس سوى شعر بعيد عن الواقع...

حتى قبل الصعود إلى الطائرة، يواجه المرء كل العجز الذي تمثله السلطات في لبنان...

تخبط في كل شيء... في كل شيء دون استثناء...

كأن كل هدف هذه السلطات هو امتصاص اخر دولار بقي في جيوب اللبنانيين...

تشريعات لا معنى لها سوى أن هذه السلطات لا تعرف من أمور إدارة الأزمات شيئا...

كل ما تتقنه هو السرقة، ثم السرقة، ثم السرقة التي تسبق السرقات التي تنتظر ذلك العائد ولو لفترة إلى ذلك الجحيم الذي نجح الرئيس ميشال عون في وضع اسمه إلى جانب الاسماء الأخرى الكبيرة التي تسببت ببناء جهنم عصرية في لبنان...

لا، الأمر ليس مقتصرا فقط على رفيق الحريري ولا على وليد جنبلاط ولا السنيورة ولا الرئيس بري...

يبدو أن كل الطبقة السياسية في لبنان دون استثناء غاطسة حتى أذنيها في هذه الجريمة سواء عن قصد أو عن سذاجة...

حتى شربل نحاس، العدو المفترض لكل تلك الطبقة ليس بريئا من دم ذلك الصديق...

أما كيف...

فهناك أكثر من ألف سبب وسبب للنيل من الوسطيين... بل حتى اصدقاء المقاومة الذين لم يصدقوها القول حين سكتوا عن شطحاتها في الاتجاه الغلط...

هل سوف تكون هذه الرحلة هي آخر خطوة في اتجاه جهنم...؟

هل سوف أعيد الكرة وأهرب كما هربت سنة ١٩٧٧ بعد المآسي التي جلبتها لنا في تلك الأيام "حركة وطنية" انتهازية بكل ما في الكلمة من معنى...؟

هل تؤدي بنا سياسات المقاومة الإسلامية إلى هذا الخيار...؟

عفواً... لكن اسمحوا لنا بالصراخ...

هناك أصوات كثيرة يجب أن تعلو فوق صوت المعركة...

صراخنا سوف يمنع عبد الحكيم عامر جديد...

صراخنا يجب أن يستبق ظهور سادات آخر...

هل سوف ننتصر...

أم أن نهايتنا سوف يكتب عنها جيل آخر...

ربما...

لقد هُزمت ثورة كومونة باريس...

لكن ما فعله روبيسبير، أنتج كل فرنسا المعاصرة...

في لبنان، عندنا أكثر من ماري انطوانيت واحدة... واكثر من لويس...

في لبنان... كل الطبقة السياسية ماري انطوانيت...

وفي لبنان أيضاً، حتى الكثيرين ممن يدعون الانتماء إلى الثورة، هم أيضاً ماري انطوانيت...

كل الكرادلة والشيوخ هم نفس ذلك الكاردينال الذي تعرفنا عليه مع الفرسان الأربعة...

في لبنان، وقت نصب المشانق يقترب...

لكن هذا لن يكون نهاية الأزمة... ولا نهاية الإنهيار...

جماعة الكاردينال وماري انطوانيت اقوى بكثير مما كانوا عليه في فرنسا...

إنها البداية... وليرحمنا الله من نسخة لبنانية من Mad Max...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري