محمد النوباني:
الهجوم غير المسبوق الذي شنته وحدة الطائرات المسيرة والوحدة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية على مطار ابو ظبي الدولي ومنشأة نفطية ومواقع حساسة في الإمارة في ساعة مبكرة من صباح يوم امس الإثنين والذي أصاب اهدافه بدقة متناهية مشعلاً النار فيها
من دون أن تتمكن وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية التي تمتلكها الامارات والتي انفقت على شرائها عشرات بل مئات مليارات الدولارات من اكتشافها او إعتراضها او إسقاطها هو فشل عسكري ذريع للصناعات العسكرية الامريكية والإسرائلية واضعافاً لمقدرتها على المنافسة ع في سوق السلاح العالمية.
وقد جاء هذا النجاح اليمني والفشل الإماراتي ليؤكد بأن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد خانه الذكاء والتقدير السليم للموقف بل وأرتكب خطأ إستراتيجياً فادحاً عندما هب لنجدة السعودية في الأجزاء الشمالية من اليمن ضارباً عرض الحائط بأتفاق غير معلن مع الحوثيين بعدم التدخل في المعارك الدائرة في شمال اليمن مقابل عدم قيام الحوثيين بقصف العمق الإماراتي .
بكلمات اخرى فإن بن زايد لم يكتف بتحريك لواء العمالقة المدعوم إماراتياً لإحتلال مدينة شبوة، وهذا ما تم فعلاً،بل أمره بمواصلة التقدم نحو مدينة مأرب الإستراتيجية لمساندة قوات عبد ربه منصور هادي المدعومة سعودياً، في المعارك الشرسة التي تخوضها ضد الحوثيبن في المدينة وتغيير ميزان القوى في الحرب اليمنية لصالح قوى العدوان السعودي الإماراتي.
ومن نافلة القول بأن هذا التحول الخطير الذي طرأ على موقف الإمارات من الحرب والذي تزامن مع ضبط القوات البحرية الحوثية لسفينة شحن اماراتية محملة بكميات كبيرة من الاسلحة والمعدات الحربية والذخائر وناقلات الجند المدرعة في البحر الاحمر وإقتيادها مع طاقمها إلى ميناء الحديدة اليمني، والذي فسر في صنعاء على أنه عودة قوية للإمارات لمساندة السعودية في في حربها الظالمة ضد الشعب اليمني، هو الذي سرع في إتخاذ القرار الحوثي بقصف الإمارات. ويعتقد المراقبون السياسيون بأن السعوديين والمريكيين والإسرائيليون هم الذين ضعطوا على بن زايد ليورطوه مجدداً في حرب اليمن بعد ان اوحوا له ان الحوثيبن لن يتجرأوا على قصف الإمارات وإذا ما تجرأوا فإنهم سيخفون للوقوف إلى جانب الإمارات والدفاع عنها.
وقد نسي او تناسى بن زايد وهو يتخذ قراره المتسرع ثلاث مسائل مهمة:
الآولى: أن امريكا وإسرائيل والسعودية هم سادة في التخلي عن حلفائهم واتباعهم عندما تقع الواقعة.
والثانية: أنه حتى لو حسمت معركة مأرب لصالح السعودية والامارات عسكرياً فإن ذلك لن يؤدي إلى حسم الحرب لصالح قوى العدوان حتى لو استمرت الحرب١٠٠ عام.
وألثالثة: أن الامارات دولة ضعيفة وذات إقتصاد ريعي قائم على بيع النفط،ومشتقاته، والغاز وعلى تأجير الموارد المحلية لعملاء خارجيين، وأيضاً على وجود شركات عالمية كبرى وتجارة بحرية وجوية رائجة وبالتالي فإن توجيه ضربات إنتقامية حوثية لها سوف يؤدي إلى زعزعزعة إستقرارها وقطعاً إلى هجرة وهرب الشركات والرساميل منها مما سيؤدي إلى إنتهاء مرحلة الازدهار الإقتصادي الريعي والعودة إلى عصر البداوة وركوب الجمال.
فرأس المال جبان و وجوده في اية دولة بحاجة إلى هدوء وأمن و إستقرار وليس إلى توتر وحروب وشعور بإنعدام الأمن.
وغني عن القول ايضاً بأن الرد الذي قامت بها القوات المسلحة اليمنية وقوات حركة انصار الله على العدوان الإماراتي واستهدف مواقع إستراتيجية حساسة في ابو ابو ظبي، والذي سيعقبه كما هو واضح قصف على دبي فيما لو لم تفهم رسالة الإثنين، التي وجهت لإمارة ابو ظبي كما يجب هو رد لغايات ردعية وليس لغايات إنتقامية.
كما ان الضربة الاثنين لدويلة الحوثية للإمارات لم تكن عدواناً كما جاء في البيانات التي اصدرتها قوى العدوان والدول الداعمة لها بقدر ما كان دفاعاً مشروعاً عن النفس تجيزه كل الشرائع الارضية، والسماوية وميثاق الأمم المتحدة من ناحية ورسالة لحكام الإمارات بان دويلتهم ستلتهمها النيران وستتحول إلى دويلة غير آمنة في حال لم تعلن عن إنسحابها من الحرب الظالمة على اليمن من ناحية أخرى.
في الختام فإنه يمكننا القول بأن القصف الحوثي على الإمارات هو في احد جوانبه ايضاً رسالة للإسرائيليين مفادها بأن من إتخذ قراراً بقصف الامارات يمتلك الإرادة والشجاعة السياسية التي تمكنه من إتخاذ قرار مماثل بقصف إسرائيل التي تفيد مصادر الحوثيبن بانها متورطة مع الإمارات في ألحرب التي تخوضها ضد الشعب اليمني سواء من خلال إمداد ابوظبي بالسلاح او من خلال دخواها بواسطة الإمارات عسكرياً إلى مجموعة من الجزر اليمنية الهامة الواقعة على البحر الاحمر وفي مقدمتها جزيرة سوقطرة الإستراتيجية وإقامة قواعد عسكرية فيها.
ومن يعود بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لا بد ان يتذكر بأن الحوثيين قد أعلنوا بانهم تمكنوا من تطوير صاروخ باليستي يللغ مداه ٢٦٠٠كم هو صاروخ قدس واحد ،وهذا الصاروخ مع أسطول الطائرات المسيرة اليمنية بإمكانه اصابة العمق الإسرائيلي بسهولة.
كما يجب ان لا ننسى بأن أهم اهداف الحرب العدوانية التي السعودية على للشعب اليمني قبل اكثر من سبع سنوات كان من ضمن احد اهم اهدافها بعد نهب ثروات اليمن وخيراته وهي كثيرة، هو السيطرة على موانئه وجزره وتمكين إسرائيل من تأمين السيطرة على مضيق باب المندب الإستراتيجي المهم جدا بالنسبة لها.
كما ان احد اه الاستحقاق بعد تصفية القضية الفلسطينية هو احد اهداف إتفاق السلام التطبيعي الإبراهيمي المبرم بين إسرائيل ودويلة الإمارات المتحدة بعد تصفية القضية الفلسطينيةهو تمكين إسرائيل من القضاء على الجناح اليمني من محور المقاومة
الذي يعتبرونه بمثابة خطر وجودي على إسرائيل.