بقلم :محمد سعد عبد اللطيف"مصر .
انتهت حرب ٱكتوبر 1973 م وانتظر الشعب المصري ،ٱن يجني إنكسار الخنوع والهزيمة، ويعيش الشعب حياه كريمة ولكن ،استيقظ الشعب المصري ، في صباح يوم 18 يناير عام 1977م على قرار حكومي يقضي برفع أسعار سلع أساسية مثل( الخبز ،والشاي ،والأرز، والسكر واللحوم ،والمنسوجات، وغيرها من السلع الضرورية بنسبة تصل إلى الضعف. إندلعت المظاهرات في كل المدن المصرية ، وقد اطلق عليها
إنتفاضة الخبز ،واطلق' السادات" عليها إنتفاضة الحرامية هي إنتفاضة شعبية عارمة قامت في مصر في يومي 18-19/من يناير عام 1977، على نظام الرئيس أنور السادات في جميع المدن الرئيسية تقريبًا من الإسكندرية إلى أسوان مرورًا بالقاهرة؛ بسبب مضاعفة أسعار مواد غذائية أساسية بينها الخبز. ،اشترك فيها كل طوائف الشعب المصري وكان اتحاد
طلاب مصر في مقدمة المظاهرات وعمال المصانع ،واليسار المصري والناصريين ،وصل المتظاهرين في اليوم الٱول الي ميدان التحرير في القاهرة ،كان السادات من عادتة ان يذهب كل عام في الشتاء بسبب اعتدال الطقس في جنوب مصر الي استراحة الرئاسة في "مدينة اسوان" ،وقد اندلعت المظاهرات واعمال الشغب ،والمواجهات بين المتظاهرين والٱمن المركزي ،وحرق مراكز الشرطة والمؤسسات الحكومية وواجهة المحلات ،شعر السادات بالخوف بعد معلومات بتحرك المتظاهرين ناحية الاستراحة المقيم فيها غادر منها فورا ، فقد اصدر السادات اوامرة بنزول الجيش بعد اعمال عنف كانت كارثية ، حيث وقع 87 قتيلا واكثر من 250 جريحا ولم يكن متوقع المواجهات بين الجيش والثوار في شوارع القاهرة يوم 19 يناير 1977.وقد صدر قرار
بفرض حظر التجوال ونزل الجيش إلى المدن للسيطرة على المظاهرات وأعمال التخريب التي استهدفت المباني الحكومية والمحلات التجارية، واعتقال الآلاف من المتظاهرين من العمال والطلبة.كان شعب مصر يحلم بالرخاء الاقتصادي الذي وعد به أنور السادات بعد حرب/ 73/ وتحوله" من الاشتراكية إلى الرأسمالية "وتقربه من الولايات المتحدة. إلا أنه في يوم 17 يناير 1977، أعلن نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والإقتصادية "الدكتور عبد المنعم القيسوني" في بيان له أمام مجلس الشعب مجموعة من القرارات الإقتصادية منها رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية وبذلك رفع أسعار الخبز والسكر والشاى والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع الهامة في حياة المواطن البسيط بدأت الانتفاضة بعدد من التجمعات العمالية الكبيرة في منطقة حلوان بالقاهرة في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية وفى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة ، وعمال شركة الترسانة البحرية، في منطقة المكس بالإسكندرية ،وبدأ العمال يتجمعون ويعلنون رفضهم للقرارات الإقتصادية وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة تهتف ضد( الجوع والفقر وبسقوط الحكومة والنظام) ،
كان الطلبة في الصباح يتحدثون عن القرارات الصادمة، والغضب الذي يجتاح نفوس المواطنين، وتعددت حلقات المناقشة بين الطلبة وجرت اتصالات بطلبة المعاهد والكليات الأخري وتم الاتفاق علي تنظيم مسيرة لرفض القرارات تخرج من جامعة القاهرة وتتجه الي مجلس الشعب، ولم تمر لحظات حتي اخترق سيل الطلبة البوابات الحديدية للجامعة وعبروا كوبري الجامعة في اتجاه شارع قصر العيني عندما التقوا مع مسيرات أخري نظمها عمال منطقة حلوان الصناعية ، وكلما تحركت الجموع انضمت اليها الجماهير وهي تهتف ،،احنا الشعب مع العمال. ضد حكومة الاستغلال« ومن قصر العيني الي ميدان التحرير الي باب اللوق والناس لا تكاد تصدق أن ذلك يحدث.
ورغم اضطرار الحكومة للتراجع عن قرار رفع الأسعار، واصل السادات وصف الانتفاضة في خطبه بانتفاضة الحرامية؛ بسبب أعمال سلب استهدفت المجمعات الاستهلاكية خلال الأحداث.كما حمل الشوعيين واليسار المصري عن هذة الٱحداث ووصفها بانتفاضة الحرامية !!
" محمد سعد عبد اللطيف "
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية "