كابوس المواجهة العسكرية في اوروبا...حرب باردة في فخ اوكرانيا.
مقالات
كابوس المواجهة العسكرية في اوروبا...حرب باردة في فخ اوكرانيا.
23 كانون الثاني 2022 , 19:15 م


تصفحت أخبار الغرب عن قضية الحرب الباردة الجديدة بينهم و بين وريث السوفييت .. المضحك أنهم يروجون لما أسموه بالخنادق الأوكرانية و كيف أنها بطول عشرات الكيلو مترات و عرض عدة كيلو مترات و أن عبروها سيكلف وريث الجيش الأحمر خسائر كبيرة جداً ، و عزوا ذلك لمهارة الأوكرانيين في استخدام الصواريخ المضادة للدروع من طراز جافلين الأمريكية و التي بحسب التقرير تُعرف باسم ( اطلق و انسى ) ، ثم بلغت بهم الحماقة لتوقع خسارة وريث الجيش الأحمر كما خسر مع الجيش الفنلندي عام 1939 وسط مغالطات تاريخية و صبيانية كبيرة ...

- كيف سيحمي خندق بلداً بأكمله خاصة و أن الخندق ممتد على الحدود الشرقية فقط لأوكرانيا بينما في الشمال لا يوجد ( الخندق الخارق المتفجر ) ...

- كيف ثبتت مهارة الأوكرانيين باستخدام صواريخ جافلين و هي بالأساس ( كما تتحدث تقارير الغرب ) أنها من نوع ( اطلق و انسى ) فهل ثبتت مهارتهم بضغط زر الإطلاق ؟؟؟؟

- من قال أن الجيش الأحمر خسر حرب الشتاء ؟!؟!؟ مع فنلندا عام 1939 !!! ؟؟

إن جزيرة القرم سابقاً بحربها التي استولى عليها الرّوس وظلّت ذات أهمية

قصوى في القرن العشرين لاحتوائها قاعدةً بحريةً روسيةً تعدّ الوحيدة من نوعها في المياه الدّافئة وهي مقرّ أسطول البحر الأسود الروسي

• تشهد المنطقة منذ 2014 ازمة سياسية بعدما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم باستفتاء وأصبحت تحت حكم روسيا الاتحادية

هنالك مزاعم غربية متصاعدة تثيرها الولايات المتحدة بشأن التخطيط الروسي لغزو اوكرانيا

يتحدث خبراء ومحللون سياسيون عن عدة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث إذا قررت موسكو شن هجوم

ومن جملة هذه السيناريوهات كان في تقرير لخبراء عسكريين بارزين أشاروا أن لدى روسيا وبحكم قدراتها الضخمة مجموعة متنوعة من الخيارات تشمل تطويق الجيش الاوكرانيةومحاصرة الموانئ الرئيسية في البلاد وفرض الجيش الروسي سيطرته الكاملة على مدينة "دونباس"

وذكر التقرير أن الرئيس الروسي

" فلاديمير بوتين" حشد أكثررنت ١٠٠ الف جندي روسي على الحدود مع اوكرانيا وهنا يضع الغرب أمام خيارات ثلاث

أما غزو كامل مع سيطرة كاملة على منطقة دونباس او عملية محدودة او عدم تحريك القوات وممارسة الضغط على "كييف والغرب" وذلك نظراً لامتلاك روسيا قوة بحرية هائلة من المرجح أن تتضمن أي هجوم بذلك تضمن روسيا الاستيلاء على جزء أكبر من شرق اوكرانيا وتطالب بترتيب جديد من كييف او ببساطة من ضم المنطقة

إلا أن روسيا أكدت مرارا من خلال اجتماعاتها أنها لا تنوي شن أي تحرك عسكري ضد اوكرانيا مشددة على أن هذه الاداعاءات عارية عن الصحة وحملت الناتو مسؤولية التوتر في المنطقة خاصة في ظل أنشطة للحلف للتوسع شرقا نحو حدود روسيا

وحذرت الخارجية الروسية في وقت سابق أن التصرفات الغير مسؤولة للغرب في إطار ملف اوكرانيا تثير مخاطر عسكرية كبيرة قد تصل الى نشوب نزاع واسع النطاق في اوروبا

من جهة أميركية أثارت تصريحات الرئيس الاميركي "جوبايدن" سيلاً من الانتقادات حيث تعهد البيت الأببض بالقيام برد صارم على أي تحرك عسكري روسي في اوكرانيا وكان جو بايدن قد اعتبر ان روسيا ستُحاسب إذا قامت بالغزو وأفادت مصادر مطلعة بأن واشنطن سمحت لكل من " ليتوانيا ولاتفيا وايستوينا " بإرسال صواريخ أميركية الصنع وأسلحة أخرى الى اوكرانيا

مهددا ً أيضا ً إيزاء المخاوف العميقة حول حشد القوات الروسية على حدود اوكرانيا

وهدد أيضا بأنه سيفرض عقوبات اقتصادية قوية واجراءات أخرى تستهدف أكبر بنوك روسيا وقدرة روسيا على تحويل الروبل الا دولار وعملات اخرى بذلك يرمي الى ثني بوتين عن استخدام الآلاف من الجنود الذين حشدوا هناك لمهاجمة جارة روسية الجنوبية

روسيا أكدت أن المحادثات ضرورية بين الجانبين لأن التوتر في اوروبا خرج عن

نطاقه على حد وصفها وموسكو تريد الحصول على ضمانات بأن اوكرانيا لن تنضم لحلف شمال الأطلسي الناتو والقوى الغربية تقول أن سيادة أوكرانيا يجب ان تُحترم وكانت هذه القوى قد دعت الى خفض التوتر مع اوكرانيا

أعلن البيت الأبيض منذ وقت أن بايدن اتفق مع قادة كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا على استخدام كافة الادوات المتاحة تحت تصرفهم رداً على المخاوف من قيام روسيا بغزو اوكرانيا

من جهة اخرى أعلن خبراء روس على عدم وجود أساس منطقي لرواية الغزو وأنها رواية هستيرية معادية لروسيا فلافروف حذر عن عودة كابوس المواجهة العسكرية في اوروبا ومسؤول عسكري روسي آخر يعلن بأن أي تصعيد في اوكرانيا " يعني بداية النهاية ورصاصة في الوجه لا في الساق"

مع ضمانة للروس بأن اوكرانيا لن تستولي على المناطق التي استولى عليها الانفصاليون الروس في 2014 وحذرت الغرب من عدم تجاوز الخطوط الحمراء من ضم اوكرانيا للناتو

وأنه ان كانت التحركات العسكربة للروس بالقرب من اوكرانيا واضحة مكشوفة فإن الأمر لا يتعلق بعمل عسكري وإنما يتعلق

"برسالة يريد بوتين أن يرسلها للغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية"

وهذا ماقاله "اندريه كورتونوف " رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية

فالتدريبات والأسلحة في اوكرانيا ومحاولة ضم اوكرانيا لحلف الناتو غير جديدة لكن موسكو فقدت أعصابها مؤخراً على استخدام الجيش الاوكراني لطائريتيَن تركية بلا طيار ضد القوات المدعومة من روسيا في شرق اوكرانيا وكان تحليق قاذفتَين اميركتَين بقدرات نووية مؤخراً قرب شبه جزيرة القرم عامل إزعاج إضافي

الأزمة الأوكرانية تستنهض أجواء الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة الاميركية ومعسكر الصقور الأميركي يطالب الادارة الاميركية بانتهاج سياسيات تصعيدية وضرورة إعادة الاعتبار للخيار العسكري

والتخلي عن الأطر الديبلوماسية بذريعة أن مصداقية الدول العظمى وُضعت على المحك مرة اخرى وضرورة اعادة الاعتبار للخيار العسكري للتعامل مع روسيا بمحاذاة حدودها الاقليمية

لم تصبر روسيا طويلا على تقلبات الاوضاع السياسية في اوكرانيا ودخول الناتو بقيادة اميركا على خط الأزمة حتى سارعت لنشر قواتها العسكرية في شبه جزيرة القرم لحماية منفذها البحري الحيوي علل البحر الاسود فغالبية سكان القرم هم من الروس وتتمتع بحكم ذاتي ضمن اراضي اوكرانيا

موسكو لم تلقِ بالا أي من التهديدات حتى الاقتصادية لأن هذا التهديد والضرر سيعود بشكل خاص على أصحابه بدرجة أكبر سيما أن حجم التبادل التجاري بين روسيا اوروبا يعود بشكل خاص لصالح روسيا وخاصة في قطاع الطاقة والغاز الطبيعي البالغ الاهمية للعجلة الاقتصادية الاوروبية وسريعاً ظهرات بوادر التصدع داخل المعسكر الاوروبي خلافا ً للتهديدات الاميركية

ورغبة واشنطن الاكبر من خلال النزاع هو الحد من النفوذ الروسي في اوروبا فإن قدرتها على الرد تبقى محدودة سيما أن ّ التصدير مما يتوفر في مخزونها الاستراتيجي من الطاقة لتحقيق مآرب جيوسياسية اميركية وأن ّ هنالك قيود تحد أميركا من التحرك لمساعدة دول اوروبا الشرقية لتقليص اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي

فحكما ستبقى روسيا القوة المهيمنة لتصدير الغاز للمنطقة

وأن الاحتمالات تشير ان الطرفين من يتجنبان الوقوع في حرب صعبة التكهن بنتائجها المدمرة مع استبعاد جر الناتو لهذه الحرب

ولنتذكر قليلا الحرب بين السوفييت وفنلندا

الذي جرى في حينه خسارة معركة انتهت بتبديل القيادة العسكرية المسؤولة عن الجبهة ) أما الحرب ففيها خسارة أشبه بالساحقة للجيش الفنلندي و هي ما تترجمت لاحقاً باتفاقية الذل التي وقعوها مع السوفييت و تنازلوا بموحبها عن كل الأراضي التي طالب السوفييت فيها ...

- وريث السوفييت الآن و هو الاتحاد الروسي ضم شبه جزيرة القرم و كسب الانفصاليين في دونباس و هو ليس على عجلة من أمره

والدب الروسي لا يدخل معركة لو كانت باردة الا وظفر بها بمخالبه

المصدر: موقع إضاءات الإخباري