كتب عصام سكيرحي: الدكاكين السياسية الفلسطينية والشرعية الزائفة.
فلسطين
كتب عصام سكيرحي: الدكاكين السياسية الفلسطينية والشرعية الزائفة.
عصام سكيرجي
4 شباط 2022 , 11:47 ص

كتب عصام سكيرحي:


مع بداية ظهور فصائل المقاومة الفلسطينية كان لا بد من الذهاب الى تشكيل الجبهة الوطنية كاطار جامع للفصائل . فهذة سنة الثورات , لكننا في الساحة الفلسطينية , وبدلا من ذلك ذهبنا الى الاطار الجاهز اي منظمة التحرير الفلسطينية دون ان نعمل على ماسسة المنظمة كاطار جبهاوي قائم على اسس جبهاوية , مما سمح لاحقا بظهور ظاهرة الهيمنة والتفرد في الساحة الفلسطينية , فكيف حدث ذلك ؟.

بعد هزيمة 67 واستقالة الشقيري كانت حركة فتح اول فصيل يشارك في عمل المنظمة وسط مقاطعة الفصائل الاخرى , ويومها لم يكن هناك في الساحة الا فتح والجبهة الشعبية ومنظمة الصاعقة, حينها فتح شاركت في اول جلسة للمجلس الوطني بعد هزيمة 67 وسيطرت على المنظمة بدعم من منظمة الصاعقة في ذلك الوقت, انتخب يحيى حمودة كخلف لأحمد الشقيري والذي لم تتجاوز رئاسته للمنظمة العام الواحد, لياتي بعده عرفات على سدة الرئاسة , ومع دخول الجبهة الشعبية للمنظمة , عمدت حركة فتح الى تقسيم مقاعد المجلس الوطني ومؤسسات المنظمة وفق صيغة النصف زائد واحد لفتح كمبداء عام , ولكن على ان تكون الصيغة التوافقية هي الاساس في اتخاد القرارات, وهذا ما كان يمنع ويحول نسبيا من التفرد في اتخاد القرار . فكيف كسرت فتح هذه الصيغة التوافقية . قامت فتح بدعم الانشقاقات في صفوف الجبهة الشعبية فظهرت اولا القيادة العامة ثم الديمقراطية . كما وقامت بدعم ظهور فصائل اخرى صغيرة الحجم نذكر منها على سبيل المثال الانصار وجبهة التحرير العربية . وبعض الفصائل التى تاسست في الداخل الفلسطيني كجبهة النضال الشعبي والتى اسسها المرحوم صبحي غوشة , ليخلفه على رئاستها اخوه المرحوم سمير غوشة . ومع هذه التعددية بداء المال السياسي ياخد دورة في كسر قاعدة التوافقية ويؤسس لظهور ظاهرة الدكاكين السياسية الديكورية ديمقراطيا, ولتشكل الغطاء السياسي للهيمنة والتفرد تحت مقولة الاجماع والقرار التوافقي المدفوع الثمن . ما سبق هو مقدمة للتوضيح فقط , فعمليا في الساحة الفلسطينية هناك اربع فصائل اساسية ورئيسية وهي فتح والجبهة الشعبية وحماس والجهاد , وهناك عدة فصائل لها اوزان نسبية يؤخد بها وهي القيادة العامة والديمقراطية والصاعقة وفتح الانتفاضة, وهناك مجموعة الدكاكين مثل دكانة المجدلاني وغيره , والسؤال هنا هل يمكن لمجلس تقاطعه معظم القوى الرئيسية (الجبهة وحماس والجهاد ) وتقاطعه ايضا معظم القوى ذات الاوزان النسبية كالقيادة العامة والصاعقة وفتح الانتفاضة ) هل يمكن لهذا المجلس ان يكون شرعيا, وهل يمكن للدكاكين السياسية ان تشكل غطاء الشرعية لهذا المجلس؟, الجواب وبالتاكيد لا حتى ولو شاركت دكانة الديمقراطية في مثل هذا المجلس , وقد يقول قائل هنا كيف لك ان تعتبر الديمقراطية دكاناً سياسية وقد سبق وان قلت بانها من الفصائل ذات الوزن النسبي, وجوابي على ذلك الم تشكل الديمقراطية وعبر تاريخها دكانا سياسية؟ مواقفها مرهونة ومجيرة لمن يدفع اكثر.