مجموعة من العجائز "الناصعي البياض، تبرجاََ"...خلفهم مجموعة ممن يرسم على وجهه ابتسامة بلهاء... يرفع كل هؤلاء ذلك الشعار الذي لا يقل سخافة عما تحتوي رؤوسهم الفارغة...
"IRAN OUT..."
وصف هؤلاء بالبلاهة والسطحية هو أقل الأوصاف إساءة اليهم، ليس احتراما، بل شفقة...
فاقد العقل يستحق الشفقة حتى لا يهيم في الشوارع كما يفعل هؤلاء...
لكن هل هؤلاء فاقدو عقل فعلاً.. أم أنهم عملاء موضوعيون لإسرائيل...؟
سوف يقسم بعض هؤلاء أغلظ القسم انهم ليسوا عملاءاََ لاسرائيل، وربما أقسموا حتى أنهم عروبيون على سراط ابن سلمان وأبناء زايد ومن لف لفهم... وهم يفعلون ذلك كل يوم، ويصدقون تلك الأكاذيب التي لا يمكن أن تغطي عوراتهم...
ربما كان بعض هؤلاء مجرد اغبياء فعلاً، رغم أن أمثال سامي الجميل، أو شارل جبور، أو نديم قطيش، أو ديما صادق هم من حيث دروا أو من حيث لا يدرون؛ هم فعلا عملاء موضوعيون لإسرائيل...
ليس في الأمر أي مبالغة.
لقد أوصل كره بعضهم لحزب الله إلى التعامل مع الشيطان على حد زعم هذا البعض...
هم لا يكرهون الشيعة، والكثير من هؤلاء ولدوا من أبوين شيعيين...
هم يكرهون فعل مقاومة المحتل... يكرهون فكرة مقاومة الرجل الأبيض...
هذا الفعل، وهذا الكره قد يجيبا عند بعضهم على عبودية الدولار..؛
لكن عند البعض الآخر، هي إما عقدة نقص، وأحيانا كثيرة هي قضية محاولة التمثل بالرجل الابيض...
أنها نظرية ابن خلدون في الغالب والمغلوب، حيث يسعى المغلوب دوما لتقليد الغالب في لبسه وأكله وشربه وطريقة حياته، علّه يصل يوما إلى مرتبة هذا الغالب الذي هو اليوم الرجل الأبيض...
الرجل الابيض الذي أباد الهنود الحمر، والذي يريد إبادة الشعب الفلسطيني، والذي عجز، رغم كل القوة الهائلة والأموال الطائلة عن إركاع اليمنيين...
هؤلاء موجودون لأن المقاومة رحيمة...
هؤلاء يستطيعون ممارسة البغاء السياسي، لأن المقاومة تغض الطرف عما تعتبره صغائر... وعمن تعتبرهم إما بلهاء أو "شركاء في الوطن!!!"...
لكن هل هؤلاء ابرياء فعلا من تهمة العمالة لإسرائيل..؟
هل هؤلاء لا يعرفون فعلاً ماذا يفعلون..؟
ليس هناك كبير فرق بين العمالة الذاتية، والعمالة الموضوعية...
الإثنان يخدمان العدو...
العميل الذاتي هو الذي يعي أنه عميل لإسرائيل او أميركا أو السعودية من أجل المال فقط، لأن لا وطن له...
وطنه هو ذاته، وهو لا يحقق ذاته إلا بالمال حتى لو تزلف للسلطان الجائر، وحتى لو ساهم في قتل اطفال اليمن...
الفرق قليل جدا بين هذه الاطراف الثلاثة التي يتبع لها هؤلاء العملاء...الهدف واحد:
تصفية القضية الفلسطينية مع ما يعنيه ذلك من امتثال لنظام عالمي تحت قيادة الطغمة المالية العالمية التي يسيطر عليها، ليس بلهاء العرب كما قد يتوهم البعض، بل غلاة الصهاينة والمحافظين الجدد من المسيحية الصهيونية...
أما الصهاينة العرب، فهم قد خلقهم الله لخدمة شعب الله المختار سواء أدركوا ذلك ام لم يدركوا...
أما العميل الموضوعي، فهو ذلك الذي يخدم العدو عبر تهيئة البيئة المناسبة التي تساعد هذا العدو على السيطرة المباشرة أو غير المباشرة على الوطن...
هو يعتقد أنه حليف أو صديق لهذا العدو...
ربما يعتقد أن عداوته للمقاومة أو نفي العداوة لإسرائيل ومن وراء إسرائيل، أو التبرأ من القضية الفلسطينية كما يفعل النظام الرسمي العربي، سوف يقربه الى قلب اميركا، سيدة "العالم الحر المزيف"...
لا مانع عند العميل الموضوعي الانتقال الى القتال على الأرض ضد المقاومة، كما فعل قبلا بشير الجميل، وكما فعل، وقد يفعل سمير جعجع وسامي الجميل وبالتأكيد، المرأة الحاقدة على الوجود وعلى الله الذي بارك المقاومة، مي شدياق... ومثلها أيضا شارل جبور...
العميل الموضوعي، قد يكون أيضاً هو الذي ينفذ كل توصيات المحتل والمركز الامبريالي في اميركا، ولا يدخل الى القتال المباشر ضد المقاومة، إلا بعد التيقن أن مشروع الرجل الأبيض قد انتصر فعلا...
عندها يُبرز العميل الموضوعي وجهه النتن على حقيقته، كما هو حال وليد جنبلاط، ومعهم سُنّة السعودية وسُنّة التنكر لفلسطين والقدس والمسجد الأقصى...
هؤلاء سُنّة يزيد ومعاوية، يحاولون التشبه بالخليفة عمر...
لكنهم أبعد من أن يصلوا إلى كعب صنداله...
هل سوف يأتي يوم تفرض فيه العدالة الثورية حكمها على العملاء...
في غزة خرج عملاء السعودية من جمعية ما يسمى إبن باز وأحرقوا صور السيد نصرالله والشهيد سليماني...
صحيح أن سلطة غزة وجهت إليهم إنذاراً بعدم الإساءة إلى من يقف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني...
ماذا كانت ستفعل سلطة غزة، لو أن هؤلاء العملاء أحرقوا صورة الشيخ احمد ياسين...
هل كانت سوف تكتفي بالإنذار؟
الواجب كان يفرض إنزال نفس العقاب لما فعله هؤلاء...
ثم ماذا يفعل عملاء ابن باز في غزة، ممن باركوا التطبيع الرسمي العربي وممن وافقوا على تغيير نصوص قرآنية خضوعاََ لإملاءات واشنطن...؟
المسألة ليست مسألة حرية تعبير... تلك "الحركات" التي قد تبدو مجرد سخافة وبلاهة هي ليست كذلك...
هؤلاء يرتكبون فعل عمالة بكل ما في الكلمة من معنى ويجب أن يدفعوا لذلك أثماناََ باهظة... سواء في غزة ام في لبنان...
لو كان هذا الفعل حصل في باريس ايام الاحتلال النازي لكانت هذه العجائز تمشي في الشوارع بعد التحرير، وقد جزّ الموس شعورهن، وحملن على أعناقهن ما يشير إلى عمالتهن، وقلة شرفهن...
لكن العملاء في لبنان اعتادوا أن لا تقتص المقاومة لا من أعدائها، ولا من العملاء الموضوعين...
لم يُنفذ حكم إعدام ميداني واحد بعميل...
كم من العملاء أفلت من العقاب بأحكام قضائية مخجلة...
أساسا هل يستطيع القضاء ملاحقة كبار العملاء ومحاكمتهم وهو عاجز حتى عن المتعامل الصغير...
على كل حال، هذا ليس سوى غيض من فيض...
هل تتحمل المقاومة جزءا من المسؤولية...؟
كل شيء يقول إن على المقاومة فرض سلطتها بالفعل... على الاقل يتحقق فعلا صيت (دولة حزب الله)، فيتم سوق العملاء بالطوابير إلى المشانق، حتى لو نبحت الكلاب، وهي في كل الأحوال لم تتوقف عن النباح...
تصرفات الحزب توحي بواحد من إثنين:
إما أن حزب الله لا يبالي والتجربة تدل أن القيادة الحالية ليست من النوع المغرور الذي لا يهتم لما يقال أو يشاع...
وإما أن الحزب يعتبر نفسه محصنا إلى درجة لا تسمح بالنيل منه...
في الحالتين، يخطئ حزب الله...
بل في الحالتين يتمادى حزب الله في الخطأ...
رسمياً، يقترب حزب الله من أربعة عقود على وجوده...
لا يمكن القول إن الحزب اليوم هو نفسه الحزب الذي كان...
التطور الذي حصل داخل حزب الله منذ أيام الطفيلي وحتى يومنا هذا هو تطور هائل...
لم يعد حزب الله بضعة مجموعات قامت بشكل تلقائي بفعل مقاومة احتلال وصل إلى بيروت ودخل القصر الجمهوري في بعبدا...
لقد تطورت هذه المجموعات الصغيرة حتى صارت تنظيماً عسكرياً ألحق الهزيمة بالعدو الصهيوني أكثر من مرة، وهزم مشروع الحلف الأطلسي في المنطقة العربية، واطاح بكل الإرهابيين الذين تدفقوا من كل الحدود بغية إقامة نظام دولي يحمي إسرائيل...
ساهم بإسقاط اميركا من عرش القطب الأوحد، ورفع روسيا والصين إلى مركز المساواة معها...
هل حزب الله محصن فعلاً من قبل الجماهير... وحتى متى؟
هؤلاء العملاء يرشقون الحزب بالبحص، فلا يعيرهم الحزب أهمية حتى تراكم البحص من حوله...
جمهور المقاومة يعرف أن كل ما يقوله هؤلاء العملاء هو أكاذيب؛ لكن حتى جمهور المقاومة بدأ يتململ من عدم فاعلية الحزب داخل السلطة...
حتى جزء كبير من جمهور المقاومة صار يطالبها بالفاعلية أو التنحي...
عندما نصح الكاتب ابراهيم الامين المقاومة بالخروج من السلطة، خفنا من الغدر أو الطعن بالظهر...
اليوم تتلقى المقاومة الطعنات بدلاََ عن حلفائها من الفاسدين...
لا بل نجح العملاء في تحميل المقاومة وزر جزء كبير من فساد السلطة...
مرة أخرى، نعود إلى ابن خلدون.
يقسم ابن خلدون العلوم بين العلوم النقلية( فقه، تفسير، حديث، فلسفة، دين...الخ)، والعلوم العملية التي نعرفها اليوم ( فيزياء، رياضيات، اقتصاد...الخ)...
يبدو أن حزب الله لا يزال يعيش عصر العلوم النقلية ولا يريد لا تعلم الاقتصاد ولا السماح للإقتصاديين من جمهور المقاومة بوضع برنامج فعلي عملي للخروج من الأزمة بدل التخبط الذي يقهر كل يوم فقراء لبنان ويدفعهم إلى الكفر...
تقول المقاومة، وهي محقة، أن معظم ما جرى وما يجري، هو مؤامرة أميركية صهيونية خليجية على لبنان...
حسناََ، ماذا اعددتم، وماذا فعلتم، وماذا سوف تفعلون لمواجهة هذه المؤامرة...
مؤامرة داعش والنصرة وكلاب الدين من عرب وعجم تمت مواجهته...
ماذا عن المؤامرة التي تجري الآن في لبنان... وحتى متى يجب الانتظار...
تعلموا من اليمن...
الكتاب من العنوان يُقرأ...
حكي، ثم حكي، ثم حكي...
والسلطة في أيدي نفس الأشخاص، وفي أيدي أشباههم من الفاسدين...
لا تزال المصارف تحكم البلد بالنيابة عن الأميركيين...
لا يزال عون وبري وميقاتي والحريري وجنبلاط وجعجع وبقية أهل السلطة والمعارضة المزيفة يدعمون قرارات رياض سلامة في تحميل الفقراء وزر الأزمة وثمن الحلول...
سواء طلع الدولار ام نزل...
الضحية هم صغار الكسبة من جنود وموظفين وعمال ومعلمين... وغيرهم...
يتم اسكات الفقراء بفتات من خارج الراتب، لأن السلطة لا تريد اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الأزمة...
بضعة ملايين طبعها أو يطبعها رياض سلامة تُسكت الناس وتُسكت المقاومة ونوابها ووزراءها في نفس الوقت... يستمر رياض سلامة والمصارف في سرقة أموال صغار المودعين ورواتب صغار الكسبة...
شكرا استاذ محمد رعد، لكن كل ما فعلتموه هو التغطية على شنائع السلطة حتى لو رفعتم الصوت...
شكرا شيخ نعيم، لكن الانتخابات لم تعد تهمنا، لأنكم لن تقوموا بما يجب القيام به...
إما أن تتحملوا المسؤولية وتقولوا للناس الحقائق وما يجب القيام به، وإما أن تعودوا على بيوتكم...
لقد دفعتمونا دفعا إلى الكفر...