جملة، هي فحوى رسالة مرشد الثورة الإيرانية التي غيرت وجه الشرق الأوسط...
كم كان غبياََ صدام حسين حين صعد إلى البوسطة الأميركية، وهاجم إيران الاسلامية بعد أن كان مهادنا للشاه، عميل الأميركيين...
مضغه الأميركيون حتى امتصوا كل قطرة دم فيه، قبل بصقه على أول محطة...
ظن صدام حسين أنه يستطيع خداع الأميركيين بالعداء لإيران، فخسر الحرب الظالمة التي شنها على طهران قبل أن يعود ويخسر كل شيء...
الاميركيون لم ولن يسمحوا لأي عربي بامتلاك العلم والتكنولوجيا...
مسموح للعرب بناء طرقات وجسور على ايدي شركات الغرب...
لكن من غير المسموح امتلاك العلم والمعرفة...
لذلك دخل الأميركيون إلى العراق وقاموا بتصفية آلاف العلماء والاساتذة المتفوقين..
لم يفهمها صدام حسين في العراق، كما لم يفهمها رفيق الحريري في لبنان..
جاء الحريري الى لبنان يحمل مشروع تحويل لبنان الى كازينو الشرق الأوسط...
هذا هو أقصى المسموح...
لكن رئيس المافيا لا يحتمل الفشل...
عندما يفشل العنصر في مهمة، يتم تأديبه كي يكون عبرة لغيره..
عندما فشل صدام مع إيران، تم توريطه في الكويت قبل تصفيته...
غزو الكويت كان أحد مداخل اميركا لإحكام السيطرة وبناء الشرق الأوسط الجديد...
عندما فشل رفيق الحريري في تصفية المقاومة الإسلامية، وهو لم يوفر فرصة لتحقيق ذلك، تمت تصفيته...
رغم كل الحكي والمراوغة ومحاولة إلصاق تهمة الوطنية بهذا الرجل، فإن مهمة رفيق الحريري كانت تصفية المقاومة منذ اليوم الذي أعطى الأمر لإميل لحود بإرسال الجيش إلى الجنوب وجمع السلاح "غير الشرعي"!!...
صحيح أنه بنى علاقة مع السيد نصرالله، كما بنى علاقة مع الرئيس حافظ الأسد...
لكن هذا كان ضمن سياسة،
"اليد التي لا تستطيع كسرها، قبًلها، وادعي عليها بالكسر"...
ال ١٥٥٩ ليس إنتاجا جنبلاطياََ، ولا من تدبير مروان حمادة كم يروج بعضهم...
هما خائنان، لا شك في ذلك...
لكن علاقاتهما الدولية لا تسمح بالوصول إلى الأمم المتحدة عبر فرنسا وأميركا وتحييد روسيا والصين...
هما أصغر من هذا بكثير...
هذه المهمة قام بها رفيق الحريري...
لكن الحريري الأب، كما صدام حسين، كان من الغباء لدرجة أن صدق أنه أحد مهندسي المشروع، ولم يعرف أنه جزء من المشروع، وبالضبط، الجزء الذي يمكن التضحية به...
جاء رفيق الحريري يحمل مشروع الشرق الأوسط الجديد من ضمن مشروع السلام مع إسرائيل الذي ينهي القضية الفلسطينية...
من لا يذكر الرهان الذي وُضع على نجاح شيمون بيريز في انتخابات الكيان في التسعينيات، كي يكون لبنان التالي في قطار السلام الآتي في الربيع... بعد كامب ديفيد ووادي عربة واوسلو...
حتى أوتوستراد الجنوب تم تخطيطه على قياس هذا المشروع...
لكن أرييل شارون، فاجأ الجميع وربح الانتخابات...
مرة أخرى صدق الدكتور جورج حبش الذي قال إن فلسطين سوف تتحرر بفضل "وطنية" الصهاينة وليس وطنية الفلسطينيين والعرب...
الصهاينة لن يتخلوا ابدا عن حلمهم الصهيوني بالسيطرة على كامل فلسطين والمنطقة العربية والعالم...
بينما سوف يسير العرب من تنازل الى تنازل آخر، حتى لا يبقى ولا حتى ورقة توت تخفي عوراتهم...
معامل الكهرباء التي كان من المفروض أن تنير لبنان عبر خط الغاز العربي، تم تخريبها عبر منع الغاز المصري من إقامة ترابط كهربائي عربي...
تم زرع رياض سلامة في المصرف المركزي حتى يتم إغراق لبنان في الديون القاتلة...
أليس هذا ما يقوله كتاب "القاتل الإقتصادي"؟ (أنظر في الانترنت)
من أصل أربعة نواب لحاكم مصرف لبنان، رفض اثنان سياسة الحاكم في تحويل الدين من الليرة إلى الدولار، فتم إبعادهما بعد فترة...
من يسمع أو يقرأ كلمة الدكتور ناصر السعيدي في نقد هذه السياسة...
من يشاهد كيف تم تمرير سياسة رفيق الحريري وفؤاد السنيورة في البرلمان لا يستطيع سوى الأسف لان أكثرية نواب الأمة، كانوا مُباعين للسعودية وأميركا وعبد الحليم خدام عبر رفيق الحريري...
كما قيل أعلاه، فشل رفيق الحريري في تصفية المقاومة، كما فشل في تدجينها... فلجأ إلى ال ١٥٥٩ قبل أن يصبح هو شرارة إمكانية الحرب الأهلية في لبنان..
بعد رفيق الحريري، قررت الإمبريالية والرجعية العربية الدخول مباشرة في حرب للقضاء على المقاومة...
تموز ٢٠٠٦، ليس مجرد موعد نصر لا يعترف به جنبلاط وجعجع والسنيورة...
٢٠٠٦ كانت سنة الفصل التي عرفت فيها اميركا أن كلب حراستها في المنطقة، صار بحاجة إلى حماية خاصة...
تقرر دفع البلد إلى الهاوية، وكان جنبلاط والسنيورة واجهة ما سوف يحدث...
لكن السابع من أيار، قضى على المشروع قبل أن يبدأ...
ما فشل في بيروت في ذلك السابع من أيار، نجح في أوكرانيا قبل سنين...
ما يجري اليوم في أوكرانيا هو ما كان المفروض أن يحصل في بيروت لو لم يتغدى حزب الله بالمحور الأميركي الإسرائيلي الخليجي، قبل أن يتعشوا به...
دفع اليأس هذا المحور من هزيمة إلى هزيمة أخرى، حتى كانت الضربة القاضية في سوريا...
قرر هذا المحور شن حرب مجنونة شاملة تقضي على الأخضر واليابس في لبنان بعد الفشل في استهداف حزب الله على حدة...
لكن تدمير لبنان، يستوجب أكثر من عملية...
مشروع الشرق الأوسط الجديد لم يمت في ذهن الأميركيين...
المفروض أن يلتحق لبنان بمنتدى هذا الشرق للغاز الذي تسيطر عليه إسرائيل...
لكن لبنان يجب أن يكون تابعا وليس مركزاً...
لذلك يجب تدمير القطاع المصرفي حتى لا تكون بيروت مركز هذا المنتدى المالي، لأن القطاع المصرفي اللبناني أكثر تطورا من كل القطاعات المصرفية في المنطقة...
ولأن مرفأ بيروت هو الأول في المنطقة، يجب تدميره هو الآخر...
كان يجب تدمير اقتصاد لبنان بالكامل وعدم السماح بأية إمكانية استعادة العافية...
لذلك تم منع توتال من إكمال عملها في البلوك رقم 4...
كما تم منع أي حفر آخر في أي من البلوكات الأخرى...
بعد أن تم لهم ما ارادوا وبعد ان زرعوا في لبنان من الادوات العميلة ما يكفي...
جاء هوكشتين ليفرض الشروط...
الشروط هي انتزاع أكبر مساحة ممكنة من لبنان، لأن هذا البحر واعد جداً بالنفط وبالغاز...
كما يجب تركيع لبنان كي يوافق على الالتحاق بالمنتدى إياه الذي يضم الكيان كمركز مع اليونان وقبرص ومصر كلواحق...
المشكلة أن المقاومة تقول انها ملتزمة بما تلتزم به السلطة، والجيش يقول انه خاضع للسلطة السياسية، والسلطة في لبنان اميركية الهوى وسوف تخضع لما تقوله أميركا ومن ورائها إسرائيل...
أما أعداء المقاومة، فهم تابعون لأميركا، ويسبحون باسمها ليلا نهارا...
النقطة واحد، التي خسّرت لبنان ال1943، أكثر من الفي كلم2، هي من أختراع فؤاد السنيورة كاشف هوية الشهيد غسان كنفاني، والمتسبب باغتياله...
النقطة 29 هي النقطة التي عرف بها ميقاتي في حكومته ما بعد سعد الحريري، فاخفاها لغرض في نفس يعقوب...
النقطة 23 التي كان يدافع عنها الرئيس بري، هي النقطة التي وضعها الصهاينة قبل ان يتكرم عليهم فؤاد السنيورة ب860كلم2 لم يجلبها من بيت إبيه...
حتى النقطة 29، هي ليست النقطة الفاصلة لحدود لبنان مع فلسطين إذا ما عاد لبنان إلى حدود 1923 التي وضعها البريطانيون والفرنسيون بعد إعلان دولة لبنان الكبير...
باختصار...
لبنان، يتنازل إذا قبل بأي من الطروحات الموجودة اليوم على الطاولة...
حدود لبنان بالتأكيد تتجاوز النقطة 29 وقد تحتوي على كامل بئر كاريش...
الترسيم إما ان يكون تحت قبضة قوة المقاومة التي لا تعترف بهذه الحدود وهي محقة، وإما الأفضل أن لا يكون...
الفلسطينيون الذين أوقفوا آبار الغاز أثناء سيف القدس عن الامواج عليهم التحرك قبل ان تقع الفاس بالراس...
يا جماعة، فلسطين تضيع وانتم نيام...
لكن... بكل أسف...
لا حياة لمن تنادي...