في ليلة 24 اغسطس آب عام 2014 خاض مطار الطبقة العسكري في ريف محافظة الرقة شرق سورية أشرس وآخر المعارك ضد قطعان تنظيم داعش الإرهابي التي تمكنت أخيرا من اقتحام المطار بعد سقوط عشرات الشهداء من حاميته من جنود الجيش السوري.
الساعات الأخيرة للمعركة لم ينجو أحد ليروي تفاصيلها فاستشهد من استشهد واسر من أسر من جنود الجيش السوري على ايدي قطعان داعش برابرة العصر وبعدها بأيام عرض انتاج داعش المرئي بمقاطع تقشعر لها الأبدان من ذبح لجنود سوريين لم يعرف إذا ما كان منهم من حامية المطار .
مئات العائلات السورية فقدت الاتصال بأبنائها في تلك الليلة ومنها من يروي تفاصيل الاتصال الأخير وكأنها لحظة وداع ومن ذاك التاريخ حتى اليوم لم يعرف مصير هؤلاء الجنود وعددهم يقارب الألف .
يقول سامر زرقا وهو صحفي سوري وشقيق أحد المفقودين في ذلك اليوم الأليم كما يصفه قائلا" في ذكرى جنود مطار الطبقة المنسيين24/8/2014 لن ننسى هذا اليوم الذي ابتلعت فيه صحراء الرقة ما يقارب ألف جندي سوري ألف إنسان دفعة واحدة بينهم أخي منجد دون خبر عنهم حتى اليوم ، ألف عائلة سورية وألف أم انتظرت ألفا من أبنائها كانوا في مطار الطبقة وفي حامية المطار دون جواب عنهم ودون معرفة ما جرى وكيف جرى ومن المسؤول عما جرى".
معركة مطار الطبقة التي استمرت لأسابيع دفاعا عن المطار مات سرها مع من دافعوا واستشهدوا وفقدوا ولكن ما كان يعرفه الكثيرون أن حصارا قاسيا و جوعا وعطشا احاط بالجنود لسنين وأن الطيران كان وسيلة الإمداد الوحيدة وأن قذائف داعش وانتحارييه أحاطت بالمطار من كل جانب لأيام و أسابيع وشهور وأن معركة شديدة كان يعرف فيها الجنود المحاصرين أن داعش من امامهم والصحراء اللعينة من خلفهم .
ويضيف سامر ف" ما نعرفه أن معركة غير متكافئة ضد جنودنا في مطار الطبقة كان فيها شهر آب ولهيبه متآمرا مع الصحراء مع الجوع والعطش مع داعش مع الخيانة مع الغدر، مع سوء الإدارة ، حتى السماء كانت أيضا في إجازة الصيف وكأنها لم تكن معنية بما يجري"
ويختم الأخ المفجوع بأخيه و"بعد ٦ سنوات على الغياب يضيق الأمل كما ضاق كل شيء ويصبح احتمال التحاقنا بمن ننتظرهم أكثر من احتمال رجوعهم الينا وتأتي مآسي جديدة متجددة لتحاول أن تنسينا المآسي القديمة وتتكسر النصال على النصال على النصال..."
وفي 24 آب/ أغسطس عام 2014 تمكن ارهابيو داعش من اختراق أسوار المطار واستولوا على أجزاء كبيرة منه، وقد وقع هذا الهجوم عندما كان الجيش السوري ينسحب من المطار إلى منطقة إثريا، وفي حصيلة هذه المعارك قتل نحو 350 إرهابيا من "داعش" في ذلك اليوم ونحو 200 جندي سوري استشهدوا، في حين تمكن "داعش" من أسر عشرات الجنود ممن رفضوا التخلي عن المطار، وكذلك أسر مئات الجنود ممن انسحبوا من المطار ولاذوا في مزارع القرى المجاورة، وقام التنظيم الإرهابي بإعدامهم جميعا، على حين المئات من الجنود لم يعرف مصيرهم بعد.