ما هي صواريخ جافلين ولماذا تعلق أوكرانيا الآمال عليها كثيراً؟
أخبار وتقارير
ما هي صواريخ جافلين ولماذا تعلق أوكرانيا الآمال عليها كثيراً؟
27 شباط 2022 , 13:15 م


تدفقت صواريخ جافلين (FGM-148 Javelin) أمريكية الصنع المضادة للدبابات إلى أوكرانيا خلال الأشهر الماضية من كل حدب وصوب، حيث تعول كييف على هذه الصواريخ بشكل كبير لصدّ الهجوم الروسي وتدمير أعتى الدبابات والمدرعات الروسية. فما هي صواريخ جافلين الأمريكية التي يصفها البعض بـ"جزار الدبابات"؟


خلال الأشهر والأسابيع الماضية، كان يمكن العثور على أبرز علامات جهود الغرب لدعم أوكرانيا، على مدارج مطار بوريسبيل الدولي في العاصمة الأوكرانية كييف، حيث توجد أنظمة صواريخ جافلين المضادة للدبابات، والصواريخ المحمولة على الكتف والمصممة لمساعدة القوات الأوكرانية على تدمير الدبابات الروسية المتقدمة، بعد أن وصلت من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول البلطيق، كما يقول تقرير سابق مجلة ​​Foreign Policy الأمريكية.


وتضيف المجلة أن إيمان أوكرانيا بنظام جافلين قوي للغاية، لدرجة أن وزير الدفاع في البلاد ذهب مؤخراً إلى حد القول إن ثقته في القوات المسلحة كانت فعالة "مثل ذلك الصاروخ جافلين الذي يطلق من على الكتف". 


ولكن ما الذي يجعل هذا السلاح مفيداً جداً أمام الجيش الروسي؟

الإجابة تكمن في أن صواريخ جافلين (Javelin)، التي تعني "الرُّمْح"، التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، تعمل بنظام "أطلق وانسَ"، ما يعني أن الجنود يمكنهم بشكل أساسي إطلاق الصاروخ على الهدف دون الحاجة للتصويب عليه بدقة، ويصيب الصاروخ هدفه بفضل المعدات الإلكترونية والمستشعرات الحرارية والبصرية بداخله، بحيث يتتبع الصاروخ الحرارة الصادرة عن مدرعات أو دبابات العدو ليصيبها مباشرة.


وتتمتع صواريخ جافلين بخبرة قتالية قليلة نسبياً، لكنها تميل إلى أن تكون فعالة وسهلة الاستخدام، لدرجة أن الجنود سيُطلقون الصواريخ على أي شيء تقريباً، وليس الدبابات فحسب، إذ تقول مجلة فورين بوليسي إن الجيش الأمريكي كان يستخدم هذا السلاح ضد المخابئ والكهوف والجنود المشاة في حروبه الأخيرة بأفغانستان وا للجيش الأوكراني على استخدام صواريخ جافلين المضادة للدروع/ Kyi

السبب الآخر للثقة بهذا السلاح الذي يوصف بـ"جزار الدبابات"، هو أنه يعرض طاقمه لمخاطر أقل من أنظمة الصواريخ الموجهة التقليدية، إذ أورد تقرير لمجلة National Interest الأمريكية، أنه يمكن إطلاق صاروخ جافلين أيضاً في وضع الهجوم المباشر لضرب الأهداف القريبة جداً، لدرجة عدم ملاءمة الهجوم العلوي أو إن كانت الأهداف تستفيد من غطاء حماية علوي مثل خندق أو مدخل كهف. كما يمكن أن يكون وضع الإطلاق المباشر فعالاً ضد الطائرات المروحية التي تحلق على ارتفاع منخفض.


لكن يظل نطاق ومدى صاروخ Javelin أقل من المعتاد، إذ يصل إلى 2.5 كيلومتر فقط. قد يكون ذلك مناسباً وكافياً لمعظم المواقف القتالية، إلا أن مدى صواريخ التوجيه السلكي الأقدم أو صواريخ Kornet يصل إلى 5 كيلومترات أو أكثر.


ولأن جافلين نظام خفيف الوزن، أصبح سلاح الاستجابة الأول على الأرض في حالات الطوارئ التي يمكن وصفها بـ"غزو دبابات كبير وغير متوقع"؛ السيناريو الذي كان من الممكن أن تواجهه القوات الأمريكية في حرب الخليج، وتكرار نفس المخاوف حالياً في منطقة البلطيق.


وبلغت فاعلية وكفاءة صواريخ Javelin درجة أن مسألة بيع أو إعطاء الولايات المتحدة تلك الصواريخ لأي دولة أو كيان تصبح ذات أبعاد سياسية معقدة، وهو ما تكرر أكثر من مرة، وكان آخره في أوكرانيا.


ويصل وزن وحدة الإطلاق عند تحميلها بالصاروخ إلى 23 كغم (معظم الوزن يكون من الصاروخ)، ويمكن إطلاقه من وضعية الانحناء أو الجلوس، وهذا أخف بكثير من الصواريخ الموجهة بالأسلاك أو الصواريخ بعيدة المدى الأخرى، التي تتطلب عادةً حاملاً ثلاثياً ثقيل الوزن.


بمجرد رصد المستخدم للهدف يتم تسليط الراصد بالأشعة تحت الحمراء عليه ويضغط على الزناد، ليُطلق صاروخ جافلين من وحدة الإطلاق دون استخدام محرّكه الصاروخي في "إطلاق ناعم"، يتسبب في أن يكون الانفجار الخلفي قليلاً نسبياً. يسمح الانفجار الخلفي عند إطلاق الصواريخ للقوات المعادية برصد مكان مُطلِق الصاروخ، بل وتجعل عملية إطلاق الصاروخ من داخل مكان مغلق (مبنى) مخاطرة قاتلة، لذا الانفجار الخلفي المنخفض لصاروخ جافلين يزيد من احتمالات نجاة مطلق الصاروخ.

بالطبع صواريخ بهذه المميزات ليست رخيصة، إذ يبلغ ثمن الواحد منها حوالي 80 ألف دولار، وأرسلت الولايات المتحدة 300 صاروخ جافلين إلى أوكرانيا قبل غزوها من قبل الروس، و180 صاروخاً إضافياً، و30 قاذفة في أكتوبر/تشرين الأول 2021. واشترت كييف لأول مرة 210 صواريخ جافلين المضادة للدبابات و37 قاذفة من الولايات المتحدة في عام 2018، وقال مسؤولون أمريكيون في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية، إنه يمكن أن يكون المزيد في الطريق إذا أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه لأوكرانيا، وهو ما حدث بالفعل.


إذ أعادت أمريكا تزويد أوكرانيا بزحمة جديدة من صواريخ جافلين المضادة للدروع، بحسب ما أعلن مسؤول رفيع في البنتاغون يوم السبت 26 فبراير/شباط 2022، وذلك في سبيل دعم الدفاعات الأوكرانية ضد الغزو الروسي.


وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أعلن السبت أيضاً، أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 350 مليون دولار لصد الغزو الروسي، ستشمل وسائل عسكرية دفاعية جديدة لمساعدة أوكرانيا على مواجهة تهديدات المدرعات والمقاتلات والمروحيات والتهديدات الأخرى، من بينها صواريخ جافلين.