مقالات
عصام سكيرجي
8 آذار 2022 , 20:08 م

احيانا , بل وفي اغلب الاحيان تشبه السياسة لعبة كرة القدم , وكل طرف يسعى لرمي الكرة في ملعب الاخر . والحروب او العمل العسكري لا يقوم الا لخدمة الهدف السياسي , وهنا ياتي السؤال ما هي الاهداف السياسية للحدث الاوكراني , ماذا تريد الادارة الامريكية , وماذا تريد روسيا.

قلنا اننا على ابواب ولادة عالم جديد متعدد الاقطاب وبكل تاكيد تسعى الادارة الامريكية وهي المستفيدة من غياب القطبية الى منع هذه الولادة او على الاقل تاجيلها , وان لم تستطع ذلك فستعمل على جعل مخاض الولادة عسيرا , وهذا يفسر الهدف من تحرك الادارة الامريكية والناتو نحو ضم اوكرانيا للناتو بهدف محاصرة الدب الروسي الصاعد والذي يهدد بكسر قاعدة احادية القطبية , وهذا يفسر ايضا التحرك الروسي الاستباقي لمنع حدوث ذلك . الان وبعد التحرك الروسي وسقوط الهدف الاول للناتو والادارة الامريكية , من الطبيعي والمتوقع ان الادراة الامريكية لن تسلم بهذه النتيجة وستنتقل الى الهدف الثاني , اي تاجيل ولادة العالم الجديد او جعل المخاض عسيرا , وذلك عبر اطالة امد الازمة في اوكرانيا , وفي مخيلة الادارة الامريكية التجربة السوفيتية في افغانستان ومحاولة نقل هذه التجربة الى اوكرانيا , وهنا يغيب عن بال هذه الادارة ان اوكرانيا ليست هي افغانستان , وان روسيا اليوم ليست هي الاتحاد السوفيتي في اخر ايامه , وان اميريكا اليوم ليست هي اميريكا الثمانينات , وان عجلة التاريخ لن تعود الى الخلف وستواصل الدوران الى الامام . في لعبة البوكر , يحاول كل لاعب اخفاء الاوراق التى يملكها , وبالطبع الفائز هو صاحب الورق الاقوى , فمن هو صاحب الورق الاقوى اليوم في لعبة السياسة , قلنا ان الادارة الامريكية وبعد سقوط الهدف الاول , ستقفز الى الهدف الثاني والمتمثل في التاجيل وجعل المخاض عسيرا , ونشاهد اليوم كيف يتم نقل المجاميع الارهابية الى اوكرانيا , والادارة الامريكية تعتقد انها بهذا تمتلك الورقة الاقوى , وهذا وهم او عمى سياسي او هو غباء في تقدير قوة الخصم , فمن الغباء الاعتقاد ان روسيا ستقف مكتوفة الايدى وهي التى تملك الجوكر والاس ولن تتوانى عن استخدامهم عند الحاجة , وهنا لا يذهب احدكم بعيدا , فانا لا اقصد السلاح الذري واسلحة الدمار الشامل , بل اقصد المقدرة على التصعيد وتوسعة رقعة المواجهة امام الامريكي , وهناك الشرق السوري والعراق واليمن وجنوب صربيا ( الكوسوفو ) وووووو , وفي النهاية لن يصح الا الصحيح , العالم الجديد قادم ولن تستطيع اي قوة منع حدوث ذلك

المصدر: موقع إضاءات الإخباري