كتب عصام سكيرجي: الأسد في الامارات,, زيارة كسر الحصار
مقالات
كتب عصام سكيرجي: الأسد في الامارات,, زيارة كسر الحصار
عصام سكيرجي
21 آذار 2022 , 19:38 م

في البداية اعيد واكرر ما قلته ولاكثر من مرة وفي اكثر من مقال, ان السياسة لا تعترف بالعواطف وان التحليل السياسي لا يقوم على العاطفة بل هو يقوم على المعطيات . عاطفيا انا ضد هذه الزيارة , بل وضد اي علاقة مع اي نظام عربي رجعي , وخصوصا تلك الدول المسؤولة مسؤولية مباشرة عن العشرية السوداء في سوريا, ولكن للسياسة قوانينها , وما ينطبق على الافراد لا ينطبق على العلاقات بين الدول . مع زيارة سيادة الرئيس بشار للامارات . ظهرت الاصوات المعارضة لهذه الزيارة , وتقسم هذه الاصوات الى قسمين .القسم المنتمي الى ايتام الفورة السورية, والتى جائت الزيارة لتسدل الستار معلنة نهاية احلامهم باسقاط الدولة السورية .. اما القسم الثاني فهو من المزاودين الذين لا يفقهون الف باء السياسة . شخصيا ما يهمني هو ان لا تتخلى سوريا عن ثوابتها الوطنية والقومية وان تبقى كما عهدناها دائما قلعة العروبة وقلبها النابض ,, واذا كانت الزيارة ستعمل على التخفيف من اثار الحصار الاقتصادي فمش غلط , اما المزاودين فنقول لهم اين كنتم خلال الاحدى عشر عاما الماضية وكم دولار ارسلتم لمساعدة شعب عانى الويلات من جراء الحصار الاقتصادي .

المهم الان هو كسر الحصار دون التخلي عن الثوابت ..وانا اثق بان القيادة السورية لا يمكن ان تتخلى ولن تتخلى عن الثوابت لانها لو كانت ستفعل لما خاضت هذه الحرب . كان السبب الاول للعدوان الهمجي الكوني على سوريا هو مواقف سوريا القومية والوطنية , رفضها للصلح مع الكيان ورفضها للتطبيع ودعمها المبدئي لفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية ,, وللتذكير هنا نقول بان سوريا وان ذهبت الى مدريد الا انه يسجل لها انها اولا طالبت بان يمثل العرب بوفد عربي موحد حتى لا يتم الاستفراد بكل طرف على حدة , وليس ذنبها ان العرب ارادوا التنازل والتفريط والاستسلام فذهبوا مجزئين, ويسجل لسوريا انها لم توقع ولم تتنازل ولم تفرط مع انه عرض عليها الانسحاب من كامل الجولان , وكانت مقولة القائد الخالد حافظ الاسد ( اذا كنا غير قادرين على التحرير الان , فليس من حقنا ان نحرم اجيالنا القادمة من حقهم بالتحرير ) , عندما اغلقت كل العواصم في وجه قيادات حماس , فتحت دمشق ذراعيها ووفرت لهم الامن والملاذ , بعد سقوط بغداد جاء كولن باول الى دمشق يحمل شروطه الخمسة وكان الرفض السوري لهذه الشروط , كانت دمشق الحضن الدافيء للاجئين العراقيين ....جاء العدوان وكان الغدر من القريب قبل البعيد ومن كانت دمشق ملاذهم الامن كانوا اول من خان دمشق ...اشتد العدوان وكانت الرسائل تصل لدمشق تكرارا لشروط كولن باول الخمس , وكان الرد السوري بالرفض....لن نطيل وهناك الكثير الكثير ليقال , اليوم سوريا انتصرت وتنتصر , تغيرت المعادلات الدولية وتعزز دور محور المقاومة وموازين القوة ومعادلات الردع , وما لم يستطيعوا اخده في لحظة الضعف , بالتاكيد لن يستطيعوا اخده في زمن الانتصار ..والقيادة التى وثقنا بها في لحظات الضعف , نثق بها اكثر واكثر في زمن الانتصار

المصدر: موقع إضاءات الإخباري