يعني تنظيم الاخوان المسلمين هذه الأيام حالة من التفكك والتصدع بين قرقائه وتياراته التي بدت على طرفي نقيض من خلال المواقف من جهة ومحاولات الهيمنة على ارث ما تبقى لهذه الجماعة من مؤسسات ومرجعيات حيث أصبح الشغل الشاغل لفرقاء الجماعة محاولة تشديد قبضتهم على ما بقي من مؤسساتها في صراع داخلي بعد تحلل علاقاتهم الجماهيرية.
وإلى جانب الصدوع الأفقية في التنظيم الإرهابي تعاني الجماعة من صدع رأسي عميق بين جبهتين يقود أحدهما محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، فيما يترأس الأخرى إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام.
وحذرت جبهة حسين في بيان رسمي قبل يومين أن "مجلس الشورى العام حسب نص اللائحة هو السلطة العليا للجماعة، وأي كيان باسم الإخوان المسلمين المصريين لا يلتزم بقرارات مجلس الشورى العام، فهو بذلك كيان أعلن عدم انتمائه للجماعة".
ويعكس البيان على ما يبدو مقاومة من الداخل المصري لقرارات حسين المقيم في تركيا.
وأضاف بيان جبهة حسين: "من يشارك في تكوين وإدارة مثل هذا الكيان فقد أعفى نفسه من جماعة الإخوان المسلمين".
واعتبر مراقبون وخبراء أن بيان جبهة حسين الأخير "يعكس تصوير الجبهة وكأنها الممثل الحصري للجماعة، ووصول أيضا الخلاف بين الجبهتين إلى طريق مسدود، وانتهاء جميع محاولات الصلح بينهما".
ومجلس الشورى العام في الجماعة الإخوان هو السلطة الأعلى في التنظيم الذي يقوم على السمع الطاعة لكن في ظل وجود غالبية قادة الجماعة التاريخيين في السجن عقب إداناتهم بجرائم إرهابية، أجرى التنظيم انتخابات جديدة مطعون في شرعيتها في ظل تفرق قادة التنظيم خارج مصر.
وتشير التقارير الى أن حقيقة تنظيم الإخوان المسلمين القائم على الادعاء أنه ضحية لعقود من الاضطهاد مجرد ادعاءات خبيثة لمحاولة التصوير بأن الجماعة تحمل الحلول لمشاكل العرب، وما وصولهم إلى الحكم في بعض الدول الا خير دليل من خلال تنكيلهم بالشعوب، وضاعفوا المشاكل العربية، ثم فروا حاملين خيبتهم مخلفين إرثاً ثقيلاً من الإرهاب.



