يا زهرة النيران في ليل الجليل ...
أما فلسطين .. واما النار جيل بعد جيل ..
نفذ ابطال المقاومة الفلسطينية في الأيام الأخيرة مجموعة كبيرة من العمليات النوعية في عمق دولة الكيان ومراكزه الحساسة، ادت الى قتل وجرح العشرات من المستوطنين وجنود الإحتلال، وهزت أركان دولة العدو، واثارت الرعب والهلع في صفوف جيشه ومستوطنيه،
وقدمت نموذجاً رائعاً يحتذى به للمقاتل الفلسطيني وهو يمتشق سلاحه، ويسدد ضرباته للعدو، ويدافع عن ارضه، ويؤكد في كل يوم ان فلسطين كلها لنا من نهرها لبحرها، لن نتخلى عن حبة تراب منها وشعبنا لن يركع ولن يستسلم وسوف يبقى يقاوم ويقاوم .
وأهم ما يميزها، أي العمليات، انها جاءت على شكل اشتباك مسلح مباشر مع العدو مما يعبر عن الجرأة والشجاعة التي تمتع بها المنفذون.
اضافة الى ان كافة هذه العمليات نفذت من قبل الأبطال من جيل الشباب الذي يثبت يوميا انه لن ينسى وهو الاكثر تمسكا بتحرير ارضه، في رد واضح منه على استراتيجية دولة الإحتلال وقادتها الذين راهنوا، كما كانوا يقولون "ان الكبار يموتون والصغار ينسون" وهاهم الصغار يردون و يهزمون مخططات العدو .
اما العملية الأخيرة، التي نفذت يوم امس، واستمرت لساعات طويلة، واوقفت العدو على ركبة ونص حسب مقولة سيد المقاومة سماحه السيد حسن نصر الله، انها كانت عملية مزدوجة وامتدت على مساحة الأرض الفلسطينية من تل الربيع الى يافا وينفذها شخص واحد، تستمر لساعات، و يعجز العدو عن الوصول إلى المنفذ رغم الحشودات، مما يؤكد القدرة العالية والإرادة الفولاذية التي لا تلين للمنفذ البطل، الذي ارعب دولة بكاملها، واثبت انه هو السيد على ارضه وهو صاحب القرار .
كان البطل رعد رعدا قاصفاً يقصف العدو بلا هوادة، وكان البطل حازم حازما بلا تردد، واكد انه هو المنتصر وأن العدو هو المهزوم وهذا ما أكده الابطال الذين سبقوه ايمن وخالد اغبارية ابطال عملية الخضيرة ومحمد غالب أبو القيعان بطل عملية النقب، وضياء حمارشة بطل عملية بني براك.
اننا في الوقت الذي نقف فيه إجلالا وإكبارا لأرواح الشهداء نتقدم من شعبنا الفلسطيني ومن اسر الشهداء ومحبيهم بأحر التعازي سائلين المولى عز وجل ان يتغمدهم بواسع رحمته
ونؤكد ان الطريق الذي سلكوه هو طريق التحرير.
وقبل ان نتناول معاني ودلالات هذه العمليات والرسائل التي وجهتها لا بد من الإشارة الي عمليات التشويه المتعمدة التي قامت بها اجهزة العدو ووقع فيها البعض، حين وجهوا اتهامات للمنفذين او البعض منهم انهم ينتمون إلى داعش، في محاولة مقصودة لتشويه النضال الفلسطيني.
ومن المؤسف انني سمعت مسؤولا فلسطينيا يستنكر هذه العمليات (بعد عملية الخضيرة)، ويقول بالحرف الواحد نحن امام شخص يريد ان يدخل الجنة ويبعث شعبه الى جهنم
وهذا مؤسف ان يصدر عن مسؤؤل فلسطيني بهذا الحجم (محمد بركة) في مقابلته مع قناة الميادين وانا اقول لمحمد بركة، وهو يعرف ذلك جيدا، ان داعش حليفة "اسرائيل"،
وتقوم بتنفيذ ما عجزت عنه في سوريا وغيرها وهذا لم يعد سرا وبات معروفا للجميع، وكنت اتمني ان لا يقع في هذا الخطأ.
منفذوا العمليات ابطال يدافعون عن شعبهم وحقوقه، اما من يريد ان يرسل شعبه الى جهنم فهم اصحاب أوسلو والتنسيق الأمني ومن هم على شاكلتهم.
والآن نتوقف امام الدلالات والمعاني والرسائل
_اولا:
ان تتركز هذه العمليات في الداخل المحتل عام ٤٨ فهذا يحمل دلالة واضحة، ان هذه الأرض هي جوهر الصراع، وليس مسموحا لأحد أن يتنازل عنها، ويجب ان تعود حرة لأهلها.
ثانيا:
ان تنفيذ ابطال من ام الفحم عملية الخضيرة، يؤكد بوضوح فشل كافة محاولات الأسرلة لشعبنا هناك وانه يدافع عن حقوقه الوطنية وضد الإحتلال وان قضيته ليست قضية المساواة فحسب.
_ثالثا:
ان يقوم المقاومون الفلسطينون، بالذهاب من الضفة الغربية ويصلون الى داخل الخط الأخضر وينفذون عملياتهم بكل اقتدار واحتراف و يخترقون كافة الحواجز التي اقامها العدو خاصة في الفترة الاخيرة، يؤكد مدى هشاشة وضعف كافة الاجراءات الامنية التي اتخذها العدو في الفترة الأخيرة وتؤكد ان اقدام المناضلين تصل الى حيث يريدون ولن يقف امامهم أي عائق.
_رابعا:
ان انطلاق المناضلين من الضفة وينفذون عملياتهم في ال ٤٨ ، يؤكد ان الشعب واحد والهدف واحد والأرض واحدة.
_خامسا:
اكدت هذه العمليات للعالم اجمع ان قضيتنا حية ولن تموت وان خيار الشعب الفلسطيني هو خيار المقاومة، ولم يعد يثق بخيار المفاوضات وخيار اوسلو.
_سادسا:
وجهت رسالة واضحة صريحة لدولة العدو والمنظمات الدولية وكافة دول العالم، انه لا سلام ولا استقرار في هذه المنطقة من العالم دون استرداد الشعب الفلسطيني لحقوقه وزوال دولة الإحتلال.
_سابعا:
وجهت رسالة لدول التطبيع، تقول لهم لقد أخطأتم الخيار والشعب الفلسطيني هو من يملك القرار.
_ثامنا:
اكدت القدرة العالية للشعب الفلسطيني وتصميمه الذي لا حدود له في محارب هذا العدو.
وليس هناك اعظم من ان يستطيع مقاتل واحد من خوض معركة مزدوجة لساعات طويلة وعلى مساحة شاسعة من أرض فلسطين، ويخترق الحواجز الأمنية وينتقل من جنين ..الى تل الربيع ومنها الى يافا، و يقاوم حتي الاستشهاد في ملحمة بطولية لا مثيل لها، واذا كان مقاوم يفعل كل هذا، فان شعبنا يستطيع ان يفعل ويحقق المستحيل.
_تاسعا:
رسالة موجهة للمستوطنين، الذين عاشوا حالة من ارعب والهلع، لن يحميكم امنكم ولاجيشكم، وامامكم طريق واحد هو الإستعداد للرحيل، فهذه الأرض ليست لكم.
_عاشرا:
سقوط التنسيق الأمني تحت اقدام المقاومين.
_ حادي عشر:
ان ما شهدناه من إجماع لدى الشعب الفلسطيني ومقاومته الاشادة بهذه العمليات رغم المواقف النشاز للبعض وهم عملاء الإحتلال، يؤكد ان شعبنا موحدا خلف خيار المقاومة، واذا كانت المفاوضات قادت الى الانقسام، فان هذه العمليات ادت الى الوحدة في الميدان
دروس كثيرة ودلالات كبيرة ورسائل عديدة حملتها هذه العمليات وهي تبشر في هذا الشهر المبارك بوجود مقدمات لاندلاع انتفاضة شعبية كفاحية مقاومة جديدة تبدأ، وهي بدأت فعلا ولا تنتهي الاباقتلاع الاحتلال وزواله ومعه كل الخونة والمستسلمين.
ختاما
التحية لابناء شعبنا في كل فلسطين وبشكل خاص لأهالي جنين ومخيمها وهم خزان الثورة ومدرسة الابطال، كل التحية لهم وهم يلقنون العدو دروسا في كل يوم وفي كل مكان، ويصنعون مجد هذه الأمة، والمطلوب من الجميع دعمهم والوقوف الى جانبهم في مسيرتهم الكفاحية.
التحية لابطال شعبنا القيعان وحمارسة والثنائي اغبارية ورعد حازم ولكل المقاومين
ونحن على موعد قريب لتحرير فلسطين
المجد للشهداء
الحرية للأسرى
والشفاء للجرحى
طارق ناصر ابوبسام
براغ، ٨/٤/٢٠٢٢