نشرت منذ أيام صحيفة تركية تقريراًعن نقاشات داخل أروقة الحكم التركية لتصحيح العلاقة مع سوريا .
لم يتضمن التقرير أية إيضاحات أو تفصيلات أو معلومات فقط تسريبات لاتستند لأي مصدر معلوم .
وهذا سياق عام دأبت عليه السلطات التركية . بتسريب أخبار عن لقاءات أمنية في عمان و في بغداد وموسكو أو أماكن أخرى .
لتحقيق أهداف متعددة . وغالباً تترافق تلك التسريبات مع تصعيدٍ عسكري تركي في المناطق المحتلة من قبل قواتها أو إرهابييها .
وكل مرة تنفي القيادة السورية ذلك.
وقد رأينا أن تحليلات كثيرة إنتشرت وبدأت بعرض الدوافع التركية والأسباب السياسية والإقتصاديه لهذا التغيير ( الذي لم يحصل ).
واستند ذلك المنطق في جزء منه إلى مساعي أردوغان لتحسين العلاقات مع مصر والسعودية والإمارات .
وإلى إنخفاض التأييد الشعبي لأردوغان وحزبه .
والوضع الإقتصادي وغير ذلك من أسباب.
هذا في التحليل ولكن الواقع يؤشر لنقيض ذلك .
وأن هذه العلاقة تسير في طريق الصدام العسكري الحتمي .
(لأن سوريا لايمكن أن تقبل بالمصالحة مع تركيا وبقاء جيوشها تحتل أراضٍ في أربع محافظات سورية) .
أقول إن الصدام ليس فقط بسبب العداء الذي لاحدود له تجاه القيادة السورية والرئس الأسد شخصياً .
وإنما لأن أحد أوجه ذلك العداء يستند للأطماع التاريخيه التركية في الأرض السورية أو أجزاء منها والموجودة في الدستور التركي .
وهي ترى أن حالة سوريا الأن تمكنها من نيل أطماعها وهذه فرصة يجب إغتنامها لأنها قد لاتتكرر أبداً .
.. أما المصالحة مع الدول العربية فهو لايرتبط بالملف السوري وإنما بالملف الليبي مع مصر والإقتصادي مع السعودية والإمارات لحاجتها لإستثمارات وأموال هذين البلدين
ومحاولة تشكيل التحالف السني المعادي لإيران والمرتبط بعلاقتهم القديمة والمستحدثة مع إسرائيل
وبطبيعة الحال العداء المشترك مع هذه الدول لسوريا وإن بدرجات متفاوته ..
.... الإدعاءات التركية بوجود التهديد الكردي القادم من الجنوب كذريعة تجعل تركيا أكثر تصلباً وعدائيةً تجاه الدولة السورية ..
وسيدفعها للتمسك باحتلال ماتحت يد جيشها وإرهابييها . من أراضٍ سورية ..
...وجود ألاف الإرهابيين شمال سوريا ستكون ذريعة أخرى لإبقاء الوضع على ماهو عليه إلى أمدٍ غير محدود .
بدعم دولي خوفاً من خروج هؤلاء الإرهابيين باتجاه تركيا ومنها الى أوربا .
... وجود تفاهم أمريكي تركي على إبقاء الساحة السورية ساحة إبتزاز وضغط على سوريا وروسيا وإيران .
وهذا لن يحصل إلا ببقاء الإحتلال وإرهابييه .
....وجود مخطط تركي لنقل مئات ألاف اللاجئين بعد أدلجتهم ومنحهم جنسية تركية بالتزامن مع أعمال التتريك الجارية حاليا.
في الإقتصاد والتعليم والخدمات والأحوال المدنية والأمن .
وإكمال عملية التغيير الديموغرافي الجارية في عفرين ومحيطها .
وتحضير البيئة ربما للمطالبة بإجراء إستفتاء في تكرار لمشهد لواء إسكندرون . . .
وأعتقد أن أحد أسباب الموقف التركي غير العدائي من روسيا في حربها الحالية هو محاولة تقديم رشوة ودين يجب رده لاحقاًفي الملف السوري . طبعاًإضافة لأسباب عديدة أخرى .
. أعتقد أنه من الضرورة الحذر في التعامل مع البروبوغاندا التركية فيما يخص الملف السوري لأن حالة العداء ليست مرتبطة بأردوغان وحزبه وإنما بوجود قانوني لذلك العداء يتعلمه كل تركي في مراحل تعليمه .وتربيته .
. ربما هي لعنة الجغرافيا أن تكون مجاوراً لعدو يرى أن كل حقك هو مسروق من أملاكه .
أو لعنة التاريخ الذي جعلت لذلك العدو تاريخاً مشتركاً ولكنه تاريخ أستعماري أسود ودامٍ.
دامَ مئات السنين .