كتب علي سمير: تقدير موقف حول زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة
عين علی العدو
كتب علي سمير: تقدير موقف حول زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة
علي سمير
25 نيسان 2022 , 12:29 م

قام وفد أمريكي بزيارة منطقة الشرق الأوسط، ضم كلاً من مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ونائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية

وقد زار الوفد كلاً من كيان الِاحتلال وعمان ومصر.

وتقول الولايات المتحدة: إنّ هذه المساعي تهدف إلى تهدئة الأوضاع المتفجرة في المنطقة، وإنهاء “دوامة العنف”، و”ضبط النفس”، و”الامتناع عن أي تحرك أو تصريح من شأنه أن يؤجج التصعيد” وسط التوتر المتصاعد في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس المحتلة

أمّا الأهداف التي سعت إليها الزيارة فكانت:

1- محاولة احتواء موجات العنف المتفجرة في الأقصى وفلسطين والمنطقة عموماً، وعدم انزلاق الأوضاع لمواجهة مع غزة، وتهدئة الأوضاع لعدم التشويش على الانشغال الأمريكي في الأزمة الأوكرانية والصراع مع روسيا.

2- الرغبة الأمريكية في التخفيف من التصدع الحاصل في العلاقة الصهيونية مع النظام الأردني جراء السياسات الصهيونية في القدس.

3- إعطاء نوع من الحياة للمحافظة على وجود السلطة الفلسطينة التي ضعف دورها بشكل خطير في الآونة الأخيرة، ومنحها آفاق سياسية وهمية حفاظاً على دورها الأمني لخدمة أمن الاحتلال والهدوء في المنطقة عموماً.

4- الرغبة الأمريكية في المحافظة على الإرث التطبيعي والاتفاقات الإبراهيمية التي رعتها واشنطن في السنوات الأخيرة.

5- الرغبة الأمريكية في المحافظة على الِانطباع التقليدي بأهمية دورها وحضورها وتأثيرها في المنطقة، حيث بدأ هذا الدور بالتراجع جراء سياسات أمريكا الانسحابية من المنطقة، لصالح الصراع مع الصين والتوجه لمنطقة الباسفيكي

 التقدير:

 - من غير المتوقع أن تساهم هذه المساعي في إحداث تأثير كبير على الواقع المتفجر لكون واشنطن وأطراف الزيارة لا تمتلك وحدها مفاتيح الاستقرار، لوجود قوى أكثر فاعلية والتصاقاً بالميدان مثل حركات المقاومة والجماهير الغاضبة، في ظل بقاء السياسات الصهيونية العنصرية والإجرامية والمستفزة التي تساهم بشكل كبير في تفجير الأوضاع، سيما مع خصوصية وحساسية عامل الزمن في شهر رمضان، وذكرى سيف القدس، والمعادلات التي فرضتها. هذا على المستوى الميداني.

- لكن على المستوى الرسمي والسياسي،فإنّ هذه المساعي قد تساهم في المحافظة على حد أدنى من الدور الأمريكي في المنطقة وعلى التخفيض من مستويات تآكل تأثيره، فضلاً عن مساهمتها النسبية في كبح الانهيار في دور السلطة، وتقليص التوتر بين الكيان والنظام الأردني، والمساهمة في استمرار حالة الهرولة العربية التطبيعية.