هل هناك صراع كوني بين الخير والشر؟ .......الفعل المطلق على المستوى الكوني بحيث أن خنادقه متبلورة وبفصل عامودي هو بالتأكيد مفقود ، مما يجعل العقل العملي على المستوى النسبي والجزئي يخضع لاجتهادات ضمن نطاق الساحة التي يقع فيها الفعل وربما تجد امتدادات لها على مستوى إقليمي ولكن للاسف لم تمتد إلى مستوى كوني . مما يجعل الصراع في حيز محدد وبموضوعات محددة ، ولكن على المستوى الكلي والمطلق هناك مفاهيم وحكمة نظرية تشكل تنوير وتعضيد الموقف العملي والجزئي .
في لبنان موضع جزئي ونسبي إذا ما اريد رسم سماته ، فستجد أنه فقد مفاهيم أساسية سبق أن ترسخت عميقا في دلالاتها وغوصها الفكري وسياقات تبلورها التاريخي ( مفاهيم الدولة ، الحرية ، الانسان ، العدالة والحق ، منظومة القيم .........الخ ) هل هناك دلالات على ما اقول أبلغ من شعارات ترفع اليوم في شوارع لبنان من قبل كم من منشدي العضوية في الندوة البرلمانية ، انظروا إليها، بالتأكيد سيصاب الانسان المتزن المتحلي بحدود فكري معين بشيء من الغثيان ، شعارات متجهة في استهدافها إلى الوطن ومن حمى الوطن وحرر الوطن ومرتبطة في معطياتها بالعدو الصهيو امريكي ومستندة في تمويلها على البترودولار السعودي اللاهث إلى التطبيع مع العدو الصهيوني .
قراءة هذا المشهد تؤشر مباشرة إلى أنّه نعم هناك صراع بين الخير والشر بين الحق والباطل ؛ من يرتبط بنهجه وسلوكه وفعله وتعاطيه السياسي وتمويل نشاطه بالشر المطلق والشيطان الأكبر والمطبعين مع العدو الغاصب هم الشر بعينه ، هم الباطل بعينه هم المتآمرين على الوطن والحق هم أنفسهم الذين اوصلوا لبنان إلى هذا الوضع المازوم الحالي ؛ من حرر الوطن وحماه وأسقط كل المؤمرات عليه ، من يطرح منهجاً فكرياً يلتقي مع قوى الخير إقليميا وعالميا هو الخير بعينه ، هو الحق بعينه . فالعقل الموجب إزاء هذا المشهد لابد أن يكون ضمن الأفعال المحددة للإنسان( الواجب ، المباح ، المستحب ، المكروه والمحرم ) والاقتراع النيابي هذا الشهر في لبنان هو ضمن المشهد تماما الذي يعكس صورة من صور صراع الخير والشر ويعتبر مسألة مفصلية في تاريخ لبنان ، وصراع الخير والشر هو مسألة عقلية كما يقر الشرع بذلك تحت تعبير القبح والحسن ( راجع كبار المفكرين والعلماء المجتهدين والمراجع العظام للتأكد من صحة ذلك ) والموقف العقلاني الملتزم بالقيم هو بالضرورة ينتصر للخير للحق للذين يبذلون الدماء صونا للوطن والإنسان وفعله يندرج تحت الواجب الملزم اداءه .
سماحة المفتي الشيخ أحمد قبلان أفتى بحرمة التخاذل عن أداء الواجب ، وبدلالة عقلية تستند إلى التنوير الإلهي ، هو يؤدي واجبه المناط به عبر هذه الفتوى ، وحسنا فعل . رد الفعل يأتي الآن من رجل معمم انبرى ياول كلام الله ( هل هو من الر اسخين في العلم؟؟؟؟!!!!) ام هو ممن عصف به ودفعه الى ذلك ؟؟ فانبرى لمهاجمة موقف من أدى واجبه . سماحة المفتى يحفز على نصرة رجال ( الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فعلى ماذا تحفز ايها الجليل المعمم ولصالح من ؟!
