كتب الأستاذ حليم خاتون: التنظير الثوري، الوعي وامتلاك الحقيقة.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: التنظير الثوري، الوعي وامتلاك الحقيقة.
حليم خاتون
7 أيار 2022 , 12:32 م


You can send no massages to this group.

You are not a participant.

لا تستطيع أن ترسل رسالة الى هذه المجموعة.

انت لست مشاركا...

هكذا قرر مجموعة من "المفكرين!!!" الرد على موقف لم ينل إعجابهم..

هكذا قرر مجموعة من "المفكرين!!!" الرد على موقف لم ينل إعجابهم...

هي ليست المرة الأولى التي يدور فيها نقاش لا يعجب أصحاب العصمة من خلفاء الانبياء على الأرض...

المعركة شرسة جدا بين المقاومة ومعسكر الرجعية...

لذلك يجب اسكات كل انتقاد...

"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"...

تحت هذا الشعار خسرت الثورة الناصرية في مصر معركتها ضد الاستعمار والامبريالية بعد مسيرة عظيمة من الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي الزراعية على صغار الفلاحين، وبناء السد العالي وكسر احتكار سوق السلاح والانتصار في معركة تأميم قناة السويس وحرب ٥٦... والثورة العلمية والتعليمية حتى وصلت مصر في تلك الأيام إلى مستوى الهند وكانت تتفوق على كوريا الجنوبية...

هل يحق للثورة الوقوع في الخطأ...؟

يوم بدأ كم الأفواه في مصر تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، بدأ الانتهازيون مرحلة ركوب الثورة والمشي على رؤوس الناس وجماجم الشهداء...

إلى من يريد أن يعرف مدى خطورة الانتهازيين على أية مسيرة ثورية يجب أن ينظر إلى مصر اليوم...

مصر كامب ديفيد...

مصر التبعية الكاملة للغرب...

مصر خيانة القضايا القومية والمشاركة في حصار الشعب الفلسطيني...

مصر منع الغاز عن سوريا ولبنان طيلة عقدين من الزمن وبيعه للكيان الغاصب بأبخس الأثمان بإيعاز أميركي...

مصر الغرق في ديون خارجية أدت قبل الثورة إلى بيع البلد للإنكليز أيام الخديوي...

وأدت إلى رهن مصر للأميركيين والرجعية العربية مع انور السادات ومن أتى بعده، بما في ذلك الإخوان المسلمين ورسالة محمد مرسي الشهيرة إلى "الاخ شيمون بيريز"، رئيس "دولة إسرائيل"...

بضعة شباب لا اعرفهم شخصياً قرروا أنهم وحدهم من يمتلك الحقيقة...

التفكير ممنوع في مجتمع الحقيقة المطلقة...

حتى السيد نصرالله الذي اتخذ موقفا جدليا قابلا للتفهم إلى حد ما رغم عدم صحته بنظر الكثيرين من المفكرين والمناضلين؛ موقف الانسحاب من الساحات وتركها لاتباع السفارات الأميركية والبريطانية والفرنسية...

حتى السيد نصرالله لم يلجأ إلى سياسة كم الأفواه وتكسير الأقلام كما يفعل بعض السفهاء منا...

السيد نصرالله قال ما معناه،

"يا أخي، بدك تعمل ثورة، روح اعمل ثورة... أنا ما بمنعك، بس انا ظروفي ما بتسمحلي... أنا وضعي الإقليمي بخليني شوف المسائل من زاوية ثانية...الخ"

موقف السيد جدلي، ولا يوافق عليه الكثيرون من داخل، ومن نفس بيئة المقاومة، لكنه لم يصل إلى مستوى كم الأفواه..

المشكلة مع بعض من نصبوا أنفسهم أوصياء على الأمة وعلى مصالح الأمة أنهم لا يرون ولا يسمعون ولا يكتبون ولا يقولون إلا صدى أفكارهم هم وحدهم...

لقد خلق الله للإنسان لسان واحد، واثنتين من الآذان... سبحان الخالق...

أراد الله من الإنسان أن يتكلم مرة واحدة، ويسمع مرتين...

كما خلق الله للإنسان عقلا للتفكير...

أما هؤلاء الذين ختم الله على قلوبهم فقد ختموا على آذانهم وزادت سرعة ألسنتهم إلى عشرات الكلمات في الثانية ضمن أفق محدود لا يخرج على الوصايا العشر منذ عهد النبي موسى...

في كتابه "مزرعة الحيوانات"، يتناول الكاتب جورج أورويل (على ما اعتقد)، قصة تمرد حيوانات إحدى المزارع على صاحب المزرعة من البشر الذي كان تمادى في الظلم إلى درجة أوصلت الحيوانات إلى وجوب التمرد والثورة...

وقعت المأساة عندما قامت الخنازير في المزرعة بالسيطرة على مسار هذا التمرد وهذه الثورة عبر اقتناء كلاب مدربة لحماية طبقة الخنازير التي ركبت الثورة وبدأت تحت شعارات ثورية ملتوية بالسير على نفس طريق صاحب المزرعة قبل الثورة...

صحيح أن القصة رمزية وتريد التحذير من الانتهازيين الذين يركبون الثورات...

لكن هذا ينطبق فعلا على كل الثورات بما في ذلك ثورتنا ومقاومتنا...

الحصانة واجبة...

والحصانة لا تأتي من سياسة كم الأفواه ورفض سماع النقد وصبغ العصمة على قوم لمجرد أنهم من الحلقة التي تُسبًح والتي ترفض المساءلة حتى حين يتبين عقم السياسة المتبعة...

هذا ما انتهت إليه معظم الثورات والانقلابات الثورية...

تبدأ المرحلة الأولى بالعنف الثوري والإصلاحات الجذرية، ثم لا يلبث أن يتكون نواة فساد داخل الثورة لتنتهي الأمور إلى الأسوأ بعد فترة...

سبب هذه الخيبة غالبا ما يكون مجموعة من الانتهازيين الذين يسعون لتسخير هذه الثورة للمصالح الشخصية...

.لكن لكي ينجح هؤلاء، يحتاجون لكلاب تنبح وكلاب أخرى تعض دون تفكير...

هناك اقوال تتحدث عن الثورات التي تأكل أبناءها...

الحقيقة ليس هناك ثورات تأكل أبناءها، بل هي خنازير ثورات لا تلبث أن تتخذ لنفسها كلابا تنبح (الإعلام)، وأخرى تعض (العسكر و المخابرات)، لتنقض على الثوريين الأنقياء وتقوم بإسكاتهم أو حتى بتصفيتهم...

كل ذلك تحت شعار حماية الوعي...

في تاريخ الأحزاب والتنظيمات اللبنانية الكثير من الأسماء والدلائل التي تشير إلى هذا...

كما تلجأ الرجعية إلى إطلاق صفة اللغة الخشبية على المبادئ والمواقف الثورية، كذلك يفعل الانتهازيون والمنتفعون عبر إطلاق صفة التنظير الثوري على اي موقف نقد أو مطالبة بالحفاظ على خط النقاء الثوري...

كذلك الأمر مع الوعي...

صحيح أن الانتهازيين ينتفعون من الأوضاع عن سابق وعي وتصميم، إلا أن الأبواق التي تدافع عنهم كثيرا ما تكون ممن يحفظ كلمتين عن ظهر قلب ويعتقد أنه ملك الكون بهاتين الكلمتين...

معيار الوعي لا يرتبط بالدين، ولا بالإيمان الغيبي، بل يرتبط بثقافة عامة تتخطى حدود هذا الإيمان الإنعزالي...

معيار الوعي ينطلق من تكامل الأفكار ضمن المبدأ، وليس في تسخير المبدأ لتغطية عجز أو تراجع أو سياسة خاطئة يراد الاستمرار فيها...

المشكلة في الكثير من هذه المجموعات على التواصل الاجتماعي، أنها تُغرق جمهور المقاومة في أمور سطحية تقترب من ""التلمود الإسلامي""، إذا جاز التعبير الرمزي هنا...

مهمة أي موقع يجب أن يكون السمو بفكر البيئة وليس حبسها في إطار التبعية الجليدية...

نحن، معشر البشر ملزمون بالتطور دوما إلى الأمام... بمجرد أن نقف، نصبح من الماضي...

هناك ثوابت وطنية وقومية وإنسانية علينا العمل لها بالسير مع التاريخ...

التاريخ لا يرحم من يتوقف...

التاريخ يمشي دائما إلى الأمام في اتجاه واحد...

المشي في الاتجاه المعاكس وحتى الوقوف يعني الموت حتماً...

عندما يخاف أحدهم كلمة أو نقد... هناك مشكلة...

عندما تقرر مجموعة تعليب البيئة، هناك بالتأكيد مشكلة...

عندما يحاول أحد ما وأد الصراخ الذي يشير إلى الخطأ، هو فعليا وموضوعياََ، يخون المسيرة ولو دون قصد...

عندما تمادت قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي في البيروقراطية والفساد، كان منظر الحزب سوسلوف جاهز دائما للتبرير...

كانت الجرائد والشاشات تعمل على حماية الوضع القائم وترفض الانتقادات تحت شعار حماية وعي الناس من الأيديولوجية المضادة...

سقط الاتحاد السوفياتي...

سقطت الثورة الشيوعية...

هُزمت الثورة من داخلها...

هُزمت على يد من كان يعتقد أنه ينبح لصالح الثورة بينما الحقيقة أنه كان ينبح لصالح الفاسدين الذين ركبوا الثورة...

ما كانت الرجعية العربية ولا الإمبريالية قادرة على هزيمة جمال عبدالناصر...

الذي هزم عبدالناصر، هم الذين حموا الفساد والتسلط في حالته الجنينية، وتركوه يكبر حتى صار وحشا التهم كل انجازات الثورة الناصرية...

نحن لسنا استثناءََ...

الوحش الذي يهدد المقاومة والمبادئ الأساسية موجود في داخل المقاومة...

هو ذلك الذي يتستر على الفاسدين تحت حجج لن تنضب...

هؤلاء يملكون الحجة دائما لتبرير تحالفات الضرورة في ضرورة التحالفات...

ويل لثورة تسمح بقتل أبنائها وخنق اصوات تطالب بالعدل والإصلاح في أمة جد الحسين...

ويل لمن باسم الحسين، يحمي اليزيديين الجدد الذين بات بعضهم يسيطر على مواقع ثابتة حتى داخل المقاومة...

لا يكفي أن تلعن يزيد الذي ذبح ابن بنت الرسول...

عليك لعن يزيد العصر الحديث الذي يشاركك دعاء كميل مساء ويقوم بنهب اللبنانيين وسرقة أحلامهم في اليوم التالي...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري