بقلم ناجي أمهز
لا أريد أن أقحم نفسي ولا القارئ بفرضيات الأسئلة التي لا أحد يملك الأجوبة عليها إلا حزب الله.
ولكن أريد أن أوصف واقعا، أنا من وجهة نظري اعتبره بالفرصة الذهبية أمام حزب الله.
وحقيقة لا مسايرة وأتمنى أن تصل رسالتي هذه إلى قيادات الحزب، لأن هذه المعركة بحال اندلعت ستكون حربا كبرى، فالحروب ضد الاحتلال، تختلف كليا عن الحروب على الثروات، فأمريكا وأوروبا وحلف الناتو والعدو الإسرائيلي ومن معهم من عملاء واتباع، سيقاتلون إلى آخر جندي من أجل السيطرة على ثروات المنطقة، مما يعني بأن هذه الحرب ستحول لبنان والمنطقة إلى رماد بحال اندلاعها، فالدول التي تخوض حربا ضد روسيا حتى لو تحولت إلى حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها الأسلحة النووية، لن تتوقف عند حرب على لبنان، فالأمر يتعلق بالنظام العالمي، وأوروبا قررت التحرر من سيطرة الغاز الروسي، وهذه الدول وفي مقدمتهم حلف الناتو هم بحاجة إلى بديل عن الغاز الروسي، والغاز في المنطقة اللبنانية وفلسطين المحتلة هو من البدائل الاقل تكلفة مالية وأعباء سياسية، لذلك الموضوع معقد وشائك، وإن كان لا بد للحزب أن يخوض هذه المعركة فيجب ألا يخوضها قبل ان يخرج كل الشعب اللبناني، وخاصة السياسيين الذين طالبوا بنزع سلاح حزب الله، وان يطالبون هم الحزب بخوض هذه المعركة دفاعا عن لبنان، اما غير ذلك فلا داعي للدخول بالمجهول من اجل شعب سرقت وهربت ودائعه الى امريكا وبقرار امريكي، ويقول ان حزب الله يحمي الفاسدين،
او من اجل شعب يشاهد العدو الاسرائيلي يسرق ويعتدي ويحتل، ويصدق من يقول ان هناك احتلال ايراني.
صدقا لو كنت مكان حزب الله لما قبلت أن يجرح أصبعا لمقاوم، طالما هناك سياسيون يسيئون إلى المقاومة وشهدائها وجرحاها.
فاليوم وتحت أنظار العالم برمته، يقوم العدو الإسرائيلي بالاعتداء على مياهنا الإقليمية وسرقة ونهب ثرواتنا الطبيعة، وفي وضوح النهار وبدعم امريكي معلن، يعني إسرائيل اليوم تمارس فعل الاعتداء علنا.
وأنا لو كنت مكان حزب الله وهذا الأمر فرضية سياسية، وقبل أن أعلن أني سأواجه وأدافع وأردع العدو الإسرائيلي عن سرقة ثرواتنا والاعتداء على مياهنا.
كنت سأوجه سؤالا إلى السياديين الذين نخروا رأسنا بالسيادة والاستقلال، وقصة سلاح حزب الله، وأقول لهم وبكل وضوح ومن دون أي مجاملة، أيها السادة السيادييون الذين تطالبون بنزع سلاح حزب الله، اعتبروا اليوم سلاح حزب الله غير موجود وتفضلوا دافعوا عن مياهنا وثرواتنا من اعتداء العدو الإسرائيلي.
بل سأطالب الذين طالما تكلموا عن الاحتلال الإيراني مع أنه غير موجود، ماذا سيقولون عما يقوم به العدو الإسرائيلي،
بل أكثر من ذلك، أنا لو كنت مكان حزب الله كنت ساوجه سؤال للذين تحدثوا عن السلام مع إسرائيل، أن يشرحوا لنا كيف سيكون السلام، ونوعه وشكله، ووفق أية معايير، أو اقله فليتفضل الذين طالما طالبوا بالسلام مع إسرائيل، أن يطالبوا إسرائيل من أجل السلام ان لا تسرق ثرواتنا النفطية.
وأيضا لو كنت مكان حزب الله كنت سأحقق رغبة الذين طالبوا الحزب بالحياد، وفعلا لا قولا، كنت سأجلس على الحياد وأتفرج من بعيد كيف الحياد سيكف يد العدو الإسرائيلي عن سرقة حقوقنا.
نعم أنا لو كنت مكان حزب الله لفعلت كل هذه الأمور دون يرف لي جفن، بل كنت سأطل صباحا ومساء على الشاشات والفضائيات وبالمهرجانات وعبر المواقع الإلكترونية وأسأل السياديين، أين أمكم فرنسا، واين أبوكم إنجلترا، واين أختكم أمريكا، واين إخوانكم العرب، أين هم؟؟؟ لماذا لا يأتون للدفاع عن لبنان، وعن مياهه وثرواته وحقوق الشعب اللبناني.
أين الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكل هذه الخزعبلات الأممية التي تشاهد الاعتداء على بلد هو عضو بكل هذه المحافل الدولية.
بل لو كنت مكان حزب الله، سأسأل الذين انتخبوا أخصام وأعداء الحزب، وأقول لهم تفضلوا روحوا عند يلي انتخبتموهم وخليهم يوقفون العدوان على لبنان.
واكرر للمرة المليون انا لو كنت مكان حزب الله لابتسمت ابتسامة كبيرة وساخرة من كل هذا الطقم السياسي صاحب الفلكلور السلام مع اسرائيل، الذي كشفته اسرائيل بان ثمنه لا يساوي عندها "فص ثوم معفن".
انا مكان حزب الله لست مضطرا حتى ان ارفع صوتي، لأن ما يحصل اليوم هو دليل انه لا احد قادر على حماية لبنان وشعب لبنان الا المقاومة، وان كان هناك شعبا يريد ان يحمي وطنه، فهذه الساحات، فاليخرج بالملايين ويطالب حزب الله بالدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله.
انا مكان حزب الله لست مضطرا للقيام بالحرب دفاعا عن كل لبنان، وبعد ان تنتصر دماء شباب وبيئة حزب الله، وبعد ان تقصف مدن وقرى بيئة حزب الله، ياتي بالختام من يزايد عليك ويتهمك بانك ايراني وغير لبناني.
كما على الشعب ان يرد على الذين يهاجمون المقاومة.
بالختام هذه نظريتي للموضوع، لأن بحال دخل حزب الله حربا حتما سيحملونه كل النتائج وسيقولون انهم كانوا قادرين على حلها عبر الامم المتحدة، يعني لن يكون لحزب الله اي جميل او اعتراف بمعروفه.
فالعيطيهم حزب الله الوقت الذي يريدونه لكف الاعتداء الاسرائيلي، وهكذا تكون الامور واضحة امام الشعب.