جبهة الشرق تتمدد فهل حان الوقت..؟
مقالات
جبهة الشرق تتمدد فهل حان الوقت..؟
محمود موالدي
22 تشرين الثاني 2024 , 18:35 م

كتب محمود موالدي 


مع تصاعد منسوب العمل المقاوم من جهة العمق والأهداف المترافق مع ألإبهار في ألأسلوب وما انجزه المجاهدون في الجَنُوب من تصدي بطولي رسخ مفهوم الانتماء و التشبث بالعقيدة الضاربة عمق الضمير الإنساني الحي، تأتي جولة المبعوث "الصهيوامريكي" إلى لبنان و عودته إلى واشنطن بعدما سمع الرد اللبناني الذي كان منسجمًا مع الواقع السياسي في محيطه الداخلي و المتغير الخارجي من جهة و مع المنسوب الناري في الميدان من جهة ثانية،  فقد أفرغ عوامل التلغيم من الورقة المقدمة و حولها لروافع تحصين لقدرة وقوة العمل الميداني، إلا أن المبادرة بحد ذاتها ولدت ضعيفة وفاقدة لتكامل بين بي الأطراف إذ إن التعنت المكشوف لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني كان بارزا في كل مُفصّل من مفاصل "التفاوض" ، وبل و كان عدم الاتزان واضحًا في خطاباته الخرقاء فمشروع النهوض "للصهيونية" وخياراته الخيالية لن تتحقق بحكم حقائق التاريخ و الجغرافيا، و النهوض الإنساني اللذي استيقظ متأخرًا عبر قرار المحكمة الجنائية الدولية، فيمًا رأس الشر العالمي يتحكم بمصير الأمم و يتلاعب بأرواح الشعوب، فلنعتبر أن عوامل الميدان من جهة و مراس المفاوض اللبناني الوطني من جهة ثانية و قوة وثبات البيئة الحاضنة للمقاومة و عموم الشعب اللبناني المتكاتف في هذه المحنة عوامل افشلوا اوراق الولايات المتحدة الأمريكية،  المجموعة كلها بالورقة المقدمة على أساس " مبادرة وقف إطلاق النار" ، لكن الواقع العالمي كان أيضا له تأثيره المباشر على تقاطعات المعركة، و نية الإدارة الأمريكية الحالية خلق مناخات ملتهبة و تركها للإدارة الجديدة كأرث ثقيل وكفيل بإفشال سياساتها الخارجية، ليبقى غرب آسيا مصدر من مصادر القلق العالمي طالما وجد الاحتلال و فرض المُدّ الصهيوني على المنطقة ثم أن أوروبا ستأخذ حصتها من الميراث الاستعماري عبر الصراع الأمريكي الممثل للغرب و الروسي الممثل للشرق من البوابة "الأوكرانية"
ليبقى العامل المشترك في كلتا الجبهتين هو الجنون الغربي على مصادر الطاقة و الممرات العالمية الهامة و استحواذ النفوذ و السيطرة المطلقة على ثروات و تراث و حضارة الشعوب المستضعفة، إن المعول عليه اليوم و المعروف منذ قديم التاريخ هو الثبات و قوة الجأش و حسن البصيرة و يقين الصابرين، فكل ما يكتب من قرارات و كل التحصيل السياسي وا ي إجماع عالمي يكتبه المقاتل في الميدان و على مختلف الجبهات، فغزة ما زالت تقاوم و الجَنُوب مازال ثابتا ومساند كذلك العراق واليمن وسورية التي قدمت ثلة جديدة من الشهداء،  و الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قدمت وبذلت و ما زالت تقدم و تضحي، فكل تلك المكتسبات هي انتصار بالرغْم الدمار و مانحن عليه هو رسم معالم اليوم التالي ما بعد الحرب و أن الجبهة المجهزة للتوسع في أوروبا الشرقية باتت ظروفها أكثر نضوجا، و جاهزية المواجهة أصبحت حتمية،  فلتكن المواجهة بالتكامل و تتوحد ساحات الشرق في مواجهة برابره الغرب وا عوانهم.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري