عام يمر على أبناء الأمة فيه الكثير من الحزن والفقد المجبول بالعزة والكرامة، وفيه الصبر والتحفيز نحو الإرادة لمتابعة مسيرة الشهداء القادمة، وفي مقدمتهم سماحة السيد الشهيد الأسمى، رضوان الله عليه. لقد أثبتت صحة التوجه وصدق البصيرة التي عمل عليها سيد الشهداء. وما تلا ذلك كان تأكيدًا على أن المستهدف ليس جغرافيا فقط، ولا طائفة ولا مذهبًا، بل هو معنى أبناء الأرض الرافضين للاحتلال والمتشبثين بأرضهم، والمناهضين لكل أنواع الوصاية والخنوع والإذلال.

في هذه الذكرى، يعز علينا غياب سوريا عن مشهد العزاء، لكنها حاضرة في مضمار المقاومة والتحرر، وحاضرة في معنى الوفاء لرجال الشموخ والعنفوان. في هذا اليوم الحزين، نوجّه العزاء إلى الإخوة في المقاومة الإسلامية في لبنان، وإلى بيئة المقاومة وكل المقاومين في أمتنا، بأسمى آيات العزاء والافتخار. وإننا على عهد الدم وماضون في طريق ذي الشوكة حتى ينبلج فجر التحرير ويسقى غمام الوصاية بغوث التحرر من الاحتلال.

في كل يوم، الذكرى خالدة وباقية.

المنسق العام للهيئة التأسيسية المؤقتة لحزب التحرر الوطني - سوريا

محمود موالدي