على المسلمين التمسك بالوحدة ونبذ التفرقة في الدفاع عن فلسطين المظلومة:
مقالات
على المسلمين التمسك بالوحدة ونبذ التفرقة في الدفاع عن فلسطين المظلومة:
محمود موالدي
11 أيلول 2025 , 23:49 م


*بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمدا يوازي نعمه ويكافئ مزيده وافضل الصلوات التامات على سيدنا ونبينا وقرة اعيننا حبيب اله العالمين ابا القاسم محمد(ص) وعلى اله الطيبين الطاهرين و أصحابه المنتجبين*

*السلام على بقية الله في الارضين الامام المهدي جعلنا الله لتراب مقدمه الفداء.*

*اصحاب السماحة والفضيلة! السيدات والسادة! الاساتذة الكرام اتقدم الى معاليكم بالتحية والتقدير والمباركة واتوجه من خلالكم الى هذا المنبر الكريم والقائمين عليه.*

*من خلال هذه الذكرى العظيمة، نتوقف عند بعض التعاليم الزاخرة والفيض النبوي التوجيهي لهذه الأمة ومنها الوحدة؛ وحدة الصف ووحدة الكلمة ووحدة هذه الأمة. إن مفهوم وحدة الأمة الاسلامية في تعاليم النبي الأعظم(ص) يقوم على أساس الأخوة الايمانية و المساواة بين جميع المسلمين وتجاوز الانتماءات الضيقة كالقبيلة والعشيرة والعرق و الى اخره.*

*فالجميع أمة واحدة، تجمعهم كلمة التوحيد، والهدف هو وحدة عبادالله و نشر دينه الحنيف؛ فقوله صلى الله عليه واله : [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا]، الا أن المعيار الايماني كان متمما لأمر الخالق العظيم تبارك وتعالى، فجعل التوجيه الرد الواحد تحت شعار وحدة الأمة بقوله تبارك و تعالى : [ان هذه أمتكم امة واحدة و أنا ربكم فاعبدون].*

*إلاّ أن الوحدة بدون حوامل الحماية ودعائم التمكين، تكون شعارات جوفا و شعارا مفرغا من محتواه؛ لذلك كان التركيز الكبير في الدعوة النبوية منذ نشوئها و انطلاقتها، على مقا//ومة الأعداء والتحرر من العبودية والوصاية، لتتجلى هذه المفاهيم في سيرة نبينا الأكرم (ص)؛ فكان العنوان الأبرز في المرحلة النبوية هو تحقيق النصر والتمكين للاسلام واقامة الدولة وحماية المستضعفين.*

*ونحن اليوم في ظل كثرة الظلم ونشاط الاستبداد وتحكم الاستكبار وخرق مفاهيم الاسلام من خلال بعض الدخلاء وتفريغ الدين من جوهره العظيم ليصبح القتل باسم الله ودينه حالة يومية نعيشها؛ كل ذلك نتاج التخلي عن مفهوم المقاومة الوقائية للمجتمع ومناهضة الاستكبار بكل وسائل العصر الحديث.*

*ولتعزيز ما ذُكر من مفاهيم نبوية عظيمة لابد لنا بالعمل الصادق والجاد بتشكيل هوية الأمة الاسلامية، من خلال تثبيت القيم والمباديء الاسلامية المشتركة والاهتمام بالتراث والتاريخ الاسلامي وتعزيز الوحدة بين مختلف التيارات والمذاهب والمشارب الاسلامية.*

*كما أصبح من الضرورة الانفتاح الواعي على الثقافات الاخري، لأن التحديات التي تواجهنا اليوم كبيرة وعظيمة جدا، تتطلب منا التكاف والتعاضد لأن الاستعمار المتعدد لأوطاننا اتخذ طريقا سهلا للنفوذ الى مجتمعاتنا من خلال كيّ الوعي وتهجين العقول وتشويه العقيدة وبث روح التفرقة؛ واستخدم في ذلك جاهلي الاسلام ومراهقي الدين ومرتزقة التوجه.*

*وعلينا كنخب ومثقفين أن نكون في موضع الاشتباك الدائم مع العوامل التي وجدت ومع من أوجدها والذي غذاها بكل وسائل القوة.*

*اننا اليوم نواجه مظلومية كبيرة سواء كان في فلسطين، غزة وسوريا والعراق ولبنان، لكن علينا التمسك بالوحدة ونبذ التفرقة والذهاب الى خندق المواجهة بالأطر الذكية والمقا//ومة الذكية لتكون فعلا وليس ردة فعل.*

*في الختام أنقل اليكم سلاما من أبناء وطني الشرفاء الذين يعانون اليوم أسوء أنواع المعاناة في ظل الاستبداد والاحتلال والوصاية.*

*كل التحية والتقدير لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.*

*✍️الأستاذ محمود موالدي*

*المنسّق العام للهيئة التأسيسية المؤقتة لحزب التحرر الوطني في سوريا*

10 أيلول 2025