ماذا تفعل العلاقات الحميمة بعقلك وجسمك ابتداءً من سن الخمسين؟
منوعات
ماذا تفعل العلاقات الحميمة بعقلك وجسمك ابتداءً من سن الخمسين؟
7 حزيران 2022 , 01:43 ص


العلاقات الحميمة تحمي القلب وتقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، فضلا عن أنها تخفف التوتر وتحسن احترام الذات وجودة النوم.


يتضح من خلال استطلاع حديث لـموقع LELO (مخصص للألعاب المثيرة) جمعته المجلة الرقمية “Geriatricarea“، أن 55٪ من الإسبان الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا مارسوا الجنس بشكل أفضل مع تقدمهم في السن ويقول 6 من كل 10 أنهم مارسوا العلاقات الحميمة كل أسبوع تقريبا.

 

وهذه هو العامل الذي يساهم في الحفاظ على جوانب معينة من العافية والصحة البدنية، بحسب ما أوضحته صحيفة “الكونفيدنسيال” الإسبانية.


يبدو أن العلاقة الحميمة مع الشريك لها بعض التأثير الوقائي على صحة القلب والأوعية الدموية، خاصة عند النساء ولكن أيضًا عند الرجال، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Health and Social Behavior. من خلال هذا البحث تم تحليل الفوائد الصحية المحتملة للنشاط الجنسي مع شريك منتظم، وتبيّن أيضا أن النساء الناشطات جنسيًا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة.


ومع ذلك، خلص العمل أيضًا إلى أن المستويات العالية من النشاط الجنسي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الرجال، ما يفيد أن هذا الاستنتاج يتعارض مع معظم الأبحاث السابقة وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من هذا الخطر.


يجب على الرجال والنساء الذين يعانون من مشاكل في القلب أن يسألوا الطبيب عن مدى أمان العلاقة الحميمة بالنسبة لهم. علاوة على ذلك، يحتاجون أيضًا إلى أن يكونوا محددين بشأن مدى انتظام ممارسة العلاقة الحميمة، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على القلب. في هذا الصدد أوضحت مؤسسة القلب الإسبانية: أن “ممارسة الجنس مفيدة لصحتنا، لأنها تمرين هوائي يساعد على حرق السعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، فهو يقلل من التوتر ويعزز الصحة العاطفية”.


هناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن النشاط الجنسي مرتبط بالوقاية من الأمراض. وبالتالي في أثناء ممارسة الجنس، ترتفع مستويات الغلوبولين المناعي، ما يحمي من العدوى ويعزز مقاومة أكبر للأمراض، بحسب الدكتور إجناسيو فرنانديز لوزانو، نائب سكرتير الجمعية الإسبانية لأمراض القلب.


هذا وقد تم إثبات ذلك من خلال دراسة نُشرت في “The American Journal of Cardiology” حيث وجد أن الرجال الذين مارسوا العلاقة الحميمة مرتين في الأسبوع لديهم احتمال أقل بنسبة تصل إلى 50٪ من المعاناة من نوبة قلبية مقارنة بأولئك الذين مارسوها مرة واحدة في الشهر. و


على العكس من ذلك، فإن قلة هزات الجماع مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقًا لدراسة أجريت في إنجلترا والتي درست مائة امرأة أصيبت بنوبة قلبية. ووجدت الدراسة أن 65٪ منهن لم يتمكّن من الشعور بالمتعة مقارنة بـ 25٪ من النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة ولكن لديهن مشاكل في القلب والأوعية الدموية.


ومع ذلك، توصي مؤسسة القلب الإسبانية؛ مرضى القلب بالاستفسار بشأن ممارسة العلاقة الحميمة مع طبيب القلب. من جانبها، وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم على كل من الرغبة الجنسية وقدرة الرجل على الانتصاب والحفاظ عليه لفترة طويلة.


بالإضافة غلى ذلك يمكن لأدوية ارتفاع ضغط الدم أيضًا أن تقلل الرغبة الجنسية وتسبب ضعف الانتصاب. في حين أن هذا لا يؤكد أي فائدة، فقد يظهر ارتباطًا بين ضغط الدم والصحة الجنسية. في الحقيقة، الكثير من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ليس لديهم مخاوف صحية عندما يمارسون العلاقة الحميمة.


وجدت بعض الأبحاث مثل تلك المنشورة في مجلة “التقارير النفسية” أن العلاقات الحميمة المنتظمة تزيد من فعالية جهاز المناعة. وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين قاموا بها بشكل متكرر (مرة أو مرتين في الأسبوع) كان لديهم غلوبولين مناعي A (IgA) في نظامهم أكثر من أولئك الذين لم يمارسوا العلاقة الحميمة.


يإذكر أن الغلوبين المناعي IgA هو جسم مضاد يعيش في الأنسجة المخاطية، مثل الغدد اللعابية والأنف والأنسجة المهبلية.


من ناحية أخرى، سلطت دراسة أحدث من السابق تم جمعها في “مجلة أبحاث الجنس“، الضوء على مجموعة صغيرة من النساء؛ لمعرفة ما إذا كانت هناك اختلافات في النشاط المناعي بين النساء الناشطات جنسيًا وأولئك الذين لم يكونوا كذلك.

 

عملت الدراسة على فحص قدرة جهاز المناعة لديهن على قتل مختلف مسببات الأمراض المعدية في نقاط مختلفة من الدورة الشهرية. وبينما تشير النتائج إلى أنه قد يكون هذا صحيحا، فإن المؤلفين يؤكدون أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل استخلاص أي استنتاجات.


في دراسة لمجلة “JAMA” لوحظ أن كثرة القذف يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ولقد تحققت الدراسة من ذلك من خلال إجراء بحث على ما يقارب من 30 ألف رجل. كما درست عدد مرات القذف في أوقات مختلفة من حياتهم. وخلص الباحثون إلى أن أولئك الذين يقذفون أكثر من 21 مرة في الشهر لديهم مخاطر أقل للإصابة بهذا الورم من أولئك الذين ينزلون فقط 4 إلى 7 مرات في الشهر.


يُذكر أنه في عام 2016، مدد الباحثون هذه الدراسة لمدة 10 سنوات إضافية لمواصلة التحقيق في خطر إصابة المشاركين بسرطان البروستاتا، ثم أكدت هذه المتابعة النتائج الأولية. ولقد تبيّن أن الرجال الذين يقذفون بشكل متكرر أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا من أولئك الذين يقذفون بشكل أقل.


من ناحية أخرى، يمكن للجنس أن يكون وسيلة طبيعية لتخفيف التوتر. نظرت إحدى التجارب في تأثير العلاقة الحميمة مع الشريك على مستويات الكورتيزول. مع العلم أن الكورتيزول هو هرمون الستيرويد الذي يدور في الجسم استجابة للإجهاد.



علاوة على ذلك، يؤدي الجنس إلى إطلاق هرمون الأوكسيتوسين والإندورفين وغيرهما من الهرمونات التي تساعد على الشعور بالسعادة والتي قد تكون مسؤولة عن هذا التأثير المخفض للتوتر. فيما يتعلق بالراحة، تقترح مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية أن النشاط الجنسي له فوائد هرمونية للنوم. هي نفسها الهرمونات التي تقلل التوتر والقلق مسؤولة أيضًا عن تحفيز النوم.


وبحسب الصحيفة الإسبانية، فإن العلاقات الحميمة تؤدي إلى إفراز الأوكسيتوسين والدوبامين والإندورفين في جميع أنحاء الجسم. فهل الجنس يؤثر على الصحة العقلية؟ تم العثور على الإجابة في البحث نفسه، ما يدل على أنه بالإضافة إلى توفير الراحة من التوتر، فهو مفيد لزيادة احترام الذات ويجعلك أكثر ذكاءً. إن ممارسة الجنس يغير كيمياء دماغك بشتى الطرق وهناك دليل على أن الجنس في الواقع يزيد من قدرتك المعرفية.



المصدر: موقع اضاءات