كشف علماء النفس في جامعة تكساس في أوستن عن سرّ العلاقات الزوجية الأكثر انسجاما وشغفا، وأوضحوا أن الأزواج الذين يشعر كلٌّ منهم بأن آراءه ورغباته تحظى بالاهتمام نفسه، يتمتعون بحياة جنسية أكثر توازنا ورضا متبادلا.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية (Journal of Social and Personal Relationships – JSPR).
دراسة الحياة الزوجية السعيدة
حلّل الباحثون بيانات 1,668 زوجًا وزوجة من الولايات المتحدة، كانوا متزوجين منذ أقل من ثلاث سنوات، استمر البحث على مدى عدة سنوات وشمل ثلاث مراحل من الاستطلاعات.
خلال تلك المراحل، تحدث المشاركون عن كيفية اتخاذ القرارات داخل العلاقة، ومدى شعورهم بـ«توازن القوى»، وكذلك عن تقييمهم لحياتهم الجنسية.
أظهرت النتائج أن الإحساس بالمساواة بين الزوجين يرتبط ارتباطا مباشرا بزيادة الانسجام الجنسي والعاطفي.
فعندما يشعر الطرفان بأن قراراتهما وآرائهما متساوية في الأهمية، تصبح العلاقة الحميمة جزءا طبيعيا من حياتهما المشتركة، دون شعور بالتحفظ أو الخجل من المبادرة.
وعلى النقيض من ذلك، عندما يشعر أحد الزوجين بنقص في النفوذ أو التأثير داخل العلاقة، يبدأ الابتعاد العاطفي بالظهور تدريجيا، مما يؤدي إلى انخفاض في الرغبة والمشاركة الجنسية.
التوازن المتبادل يعزز الرضا العاطفي والجسدي
اللافت أن الأثر الإيجابي كان متبادلاً بين الطرفين، فإذا شعر أحد الزوجين بتوازن أكبر في العلاقة، انعكس ذلك تلقائيًا على الطرف الآخر، مما زاد من مستوى الرضا الجنسي لكليهما.
يشير الباحثون إلى أن هذا التفاعل المتبادل يثبت أن الاحترام المتبادل والدعم العاطفي يعززان ليس فقط القرب النفسي، بل أيضا الانسجام الجسدي والجنسي،
تفسير نفسي عميق
استند العلماء إلى نظرية تقرير المصير (Self-Determination Theory)، التي تؤكد أن الإنسان يحتاج إلى الشعور بالاستقلالية وحرية الاختيار للحفاظ على دافعيته الداخلية وسعادته العاطفية.
فعندما يُدرك الشريكان أن العلاقة تقوم على المساواة والاحترام المتبادل، يشعران بحرية أكبر في التعبير عن رغباتهما واحتياجاتهما — بما في ذلك الرغبات الجنسية — مما يعزز التواصل العاطفي ويقوّي الروابط بينهما.