يشير الدكتور ديميتري موروزوف، أخصائي أمراض المسالك البولية والذكورة، إلى أن الحفاظ على صحة الرجال الجنسية والإنجابية يرتبط ارتباطا وثيقا بتوازن العناصر الغذائية الدقيقة، وبشكل خاص الزنك وفيتامين D، واللذان يؤدي نقصهما إلى ضعف الانتصاب وتراجع الخصوبة، بل ويصل الأمر أحيانا إلى العقم.
-الزنك: معدن حيوي في دعم الهرمونات الذكرية
يعد الزنك من أهم المعادن التي تلعب دورا حاسما في الأداء الهرموني الذكري، إذ أظهرت الأبحاث أن تركيز الزنك في بلازما السائل المنوي يفوق تركيزه في الدم بكثير، مما يشير إلى دوره المحوري في عملية القذف وجودة الحيوانات المنوية.
ويؤكد الدكتور موروزوف أن الزنك يساهم مباشرة في إنتاج هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن الرغبة الجنسية والانتصاب، وقد يؤدي نقصه إلى العقم الإفرازي، حيث تفقد الحيوانات المنوية حركتها وتضعف قدرتها على تخصيب البويضة.
وينصح الأطباء بزيادة تناول الأغذية الغنية بالزنك، مثل:
المأكولات البحرية، خاصة المحار والروبيان
المكسرات، كالجوز واللوز
البقوليات
الحبوب الكاملة
- فيتامين D: شمس الحياة الهرمونية
فيتامين D ليس مجرد عنصر غذائي، بل هو هرمون فعّال يتم تصنيعه في الجلد عند التعرض لأشعة الشمس، ويلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على التوازن الهرموني لدى الرجال.
ويحذر الدكتور موروزوف من أن قلة التعرض للشمس، إضافة إلى ضعف مصادره الغذائية، يؤديان إلى نقص هذا الفيتامين الحيوي، مما ينعكس سلبا على إنتاج الأندروجينات ويؤثر مباشرة على القدرة الجنسية والخصوبة.
- المصادر الغذائية الطبيعية لفيتامين D:
الأسماك الدهنية (مثل السلمون والتونة)
صفار البيض
الزبدة والقشدة الحامضة
كبد البقر
الحليب المدعّم
ورغم توافر هذه الأطعمة، إلا أن الكمية المطلوبة يوميا تتراوح بين 400 إلى 600 وحدة دولية، مما يجعل من الصعب الحصول على الكمية الكافية من الغذاء وحده دون التعرض للشمس أو استخدام مكملات غذائية عند الحاجة.
- تأثير نقص الزنك وفيتامين D على الصحة الإنجابية
بحسب ما أوضحه الطبيب، فإن نقص هذين العنصرين يؤدي إلى:
انخفاض عدد الحيوانات المنوية وجودتها
تراجع الرغبة الجنسية والانتصاب
خلل في التوازن الهرموني الذكري
العقم الإفرازي وضعف الخصوبة
وقد أظهرت دراسات حديثة أن دعم الجسم بالزنك وفيتامين D يرفع من النشاط الإنزيمي في خلايا الخصيتين، ويزيد من حجم القذف وعدد الحيوانات المنوية الناضجة.
- خطوات عملية للوقاية والعلاج
ينصح الدكتور موروزوف بضرورة إجراء فحوصات دورية لمستويات الزنك وفيتامين D، خاصة لدى الرجال الذين يعانون من مشكلات في الخصوبة أو ضعف الرغبة الجنسية.
وفي حالات النقص البسيطة، يمكن تحسين الوضع من خلال تعديل النظام الغذائي، والتعرض المنتظم لأشعة الشمس، مما قد يغني عن التدخلات الدوائية أو الجراحية.
ويختتم الطبيب قائلاً: "الكثير من مشكلات القدرة الجنسية والإنجابية لدى الرجال تعود ببساطة إلى نقص عناصر غذائية أساسية يمكن التحكم بها، لا حاجة للذعر، بل للوعي والتصرف المبكر."