مقـــــــــــــال للوطـــــــــــــني الملـــــــــــــــتزم
أرضنا محتلة ، من الأمريكي ، الإسرائيلي ، التركي ، الارهابي ، هل هناك بديل غير المواجهة ؟؟
للحروب ويلاتها ، موت ، ودمار ، وجوع ، وتشرد ، فكيف بحرب عالمية لعشر من السنوات
لو لم تدرك روسيا والصين هذا التوصيف للحرب ، بأنها حرب عالمية ، لما نزلتا إلى الميدان ، حتى أنها أخرجت الصين ولأول مرة ، من مرحلة التهادن مع أمريكا ، إلى مرحلة التحدي .
والكل يعلم غرباً وشرقاً ، أن تدمير سورية والسيطرة عليها ، وتفتيتها ، ليست إلا المحطة المهمة التي كانت ستنطلق منها أمريكا ومعسكرها باتجاه بحر الصين ، ومنه يتم حصار روسيا ، وإيران .
لأن سورية تشغل موقعاً استراتيجياً في غاية الأهمية ، بالنسبة لكلا الدولتين الصين وروسيا ، فهي بوابتهما إلى الغرب ، ومن الغرب .
فبدون سورية سيبقى خروجهما من مجالهما الاقليمي ، إلى مجالهما الحيوي العالمي ، الذي يؤهلهما لتشكيل القطب المشرقي المنتظر . أمراً أقرب للمستحيل .
فسورية ستقدم الشاطئ الشرقي للمتوسط بكل اتساعه ، للقطب المشرقي الشاب ، مرفأً ، وامتداداً لطريق الحرير ، القادم من الصين ، مروراً في ايران والعراق ، وستكون روسيا أهم روافده ، ومنه وعليه تنفتح دول الشرق على العالم .
لذلك وللأهمية السورية في المعادلات الدولية ، تحولت الحرب من حرب على سورية مبتدأً ، إلى حرب عالمية بكل المعايير ، يشتبك فيها القطب الأمريكي ، بكل تفريعاته ، ولواحقه ، وأدواته .
والقطب المشرقي الذي أوجدته الضرورة الموضوعية ، لملاقاة القطب الأمريكي المعتدي في ميدانه الأول ، فكانت سورية هي الميدان ، وهي أرض الميلاد الأول للقطب المشرقي ، الذي لم يوقف الهجمة فحسب ، بل أعلن بداية أفول القطب المعتدي .
إذن نحن لا نواجه عدواناً من دولة ضد دولتنا ، بل باتت سورية ميداناً لحرب تتوافر فيها جميع شروط الحرب العالمية ، وبأسوأ شروطها .
هذا الفهم يتطلب من المناضلين في دروب الوعي والمعرفة ، ومن الرابضين في الميادين ، العسكرية ، والفكرية ، أن يتعاملوا مع الواقع السوري الذي نعيشه على هذا الأساس .
فنحن لسنا في لعبة ، ولا في واقع مهتز ، بل نحن في حالة ( حرب وجود ) بكل ما في هذه الكلمة من معنى .
حرب الوجود هذه تعني :
أننا لا نعيش حياة عادية ، مستقرة ، تتوفر فيها كل الحاجات حتى الضرورية ، بل نحن في حياة غير مستقرة ، حياة حرب ، وموت ، ودمار ، وتشرد ، وحصار ، وجوع حد العوز .
يلعب في مستنقعها العملاء ، وطوابير من الانتظاريين الحاقدين ، وأرتال من الفاسدين المفسدين ، يلف كل هؤلاء ويساندهم ، حرب اعلامية مضللة ، ومحرضة تقودها مئات المحطات الاعلامية المعادية ، وحرب نفسية تنبش في كل المزابل لعلها تقع على مسلبة .
تحميل الحكومة كل المسؤولية لا يفيد شيئاً ، ولعن الفساد والفاسدين ، وحده لا يكفي ، والكل يعرف حجم الفساد الذي شمل كل المرافق ، حتى وصل بيت بعض من لاعني الفساد ، أو بات في منازل جيرانهم . والنبش في قبور الماضي واستخدام (اللو) لا يقدم ولا يؤخر .
الوطن ينادي العقلاء ، والشرفاء ، والمناضلين ، في كل التشكيلات الاجتماعية ، أو في كل المهن والمواقع :
إلـــــــــــــــــى التــــــــــــــحمل .
وأن الوطن أمانة في أعناقنا نحن البنائين ، فعلى كل منا أن ينهض بعمله في موقعه بمنتهى الإخلاص ، وأن نمد العون المادي ، أو على الأقل المعنوي ، للمواطن المتعب كل بحسب طاقته .
وأن نلعن السلبيين ، المتشائمين ، السوداويين ، الذين لا يرون إلا الظلام ، همهم النقد السلبي ، وغير البناء ، وتعقيد الواقع ، واغلاق ابواب المستقبل ، والتبشير بالهزيمة .
فهم وقود الإعلام المعادي ، والحروب النفسية ، ويلعبون ذات الدور الذي كان من مهمات العملاء ، ألا هو امتصاص صمود المواطن .
ومع اعترافنا بواقعنا الاقتصادي الصعب ، ومعاناة شعبنا الصابر الصامد ، هذه حقائق ، ولكن :
بكل صدق وموضوعية نعترف أيضاً :
أن ما تَحَمَّلَهُ شعبنا من ويلات ، وما تجرَّعَهُ من آلام لم تحدث في التاريخ الحديث ، أيضاً ولكن :
ما حققه شعبنا العظيم الصابر ، رغم ظروفه تلك ، لم يحققه شعب في العالم ، ليس في هذا أدنى مبالغة ، كانوا يريدون سورية :
[ لا ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــورية ]
[ وإذا بسورية تتحمل وزر حرب عالمية مع الحلفاء والأصدقاء ، وتحقق انتصارات أذهلت العالم المعادي قبل الصديق ، ولا زلنا في الميدان ، النصر طريقه الصبر ، والتحدي أس الانتصار المؤكد .