ضربة بوتين القاضية\ مها علي
مقالات
ضربة بوتين القاضية\ مها علي
20 تموز 2022 , 20:28 م

مها علي,,


لا يحتمل العالم أي خطأ مهما كان بسيطاً فهو يغلي كطنجرة ضغط بخارية قابلة للانفجار النووي في أية لحظة , ففي ظل هذه القمم العالمية المتوالية تتجه الأمور إما نحو تسويات عالمية ترضي جميع الأطراف أو عقد اتفاقيات كبرى, فخلال أسبوع كانت قمة جوبايدن مع دول الخليج في الشرق الأوسط , ثم تلتها قمة بوتين ورئيسي وأردوغان مباشرة.

والضربة القاضية من بوتين إلى الغرب كانت في قمة طهران حيث أن شركة غازبروم الروسية عقدت اتفاقاً مع إيران لتطوير حقل فارس حقل الشمال المتشاركة فيه مع قطر , بالإضافة إلى حقل غاز ثاني اسمه كيراش, وهذين الحقلين

لا تستطيع إيران إخراج الغاز منهما رغم أنهما يحتويان على كميات هائلة من الغاز, وذلك لأن عليها عقوبات شديدة من الولايات المتحدة, لذلك قام بوتين بتمزيق هذه العقوبات وعقد اتفاق مع إيران على أكبر حقول الغاز, لضرب مخططات أمريكا في إقامة خط أنابيب غاز من حقل الشمال ويدخل تبريز ثم إلى تركيا فأوروبا, وهذا المشروع من أمريكا كان سيخنق روسيا, وسينعش أوروبا, ويجعلها تستغني عن نفط وغاز روسيا, لذلك كانت هذه الحركة وهي أخذ حقل الشمال واستثماره لسنوات بمثابة ضربة قاضية وذكية من بوتين للغرب, إذاً روسيا ستأخذ النصف والصين دخلت في 5% فقط لتضع لنفسها موطئ قدم,

قمة طهران لها رسائل متعددة الوجوه, فالبنسبة لروسيا تُظهر نفسها على انها لاعب موازي للاعب الأمريكي, أما بالنسبة لإيران تريد أن تقول أن لديها عدة خيارات غير خيار الملف النووي الذي تعثر مع دول الغرب,

أما عن تركيا, فمن حيث المصالح نعم هناك مصالح مشتركة بين الثلاث دول, ولكن تركيا اليوم ستكون مجبرة على الرضوخ أمام روسيا وإيران فيما يخص سوريا, وعليها أن تعيد الأراضي التي احتلتها إلى السيادة السورية, فهي لم تأخذ ولا ضوء أخضر من أحد ولا حتى من الولايات المتحدة لضرب الأكراد والتوغل في سوريا, كما عليها أن تخرج من إدلب أيضاً, ولا ننسى أنها تعتمد على الواردات من الطاقة من روسيا ومن إيران , بنسبة 45% من الغاز الطبيعي من روسيا, و15% من احتياجها من النفط, فيما تأخذ من إيران بنسبة 16% من الغاز الطبيعي وفقاً لبيانات إيرانية رسمية,

والجدير ذكره أن فلاديمر بوتين و ابراهيم رئيسي أعلنا في قمة طهران أن وجود القوات الأمريكية شرق الفرات في سوريا غير مبرر

وعليها المغادرة فوراً, و أكدا على أنه لا يوجد سوى الحل السياسي في سوريا, مشيراً لعدم وجود صدام عسكري مع تركيا, كما أدان رئيسي العدوان الصهيوني على سوريا, واكد على وجوب عدم تكراره, لأنه يعد انتهاكاً للسيادة السورية, وقال رئيسي حان الوقت أن تنعم سوريا بالإستقرار والأمان.

بالعودة إلى قمة السعودية, لاحظنا أن أمريكا عادت بخُفي حنين ولكن إن توقفنا قليلاً عند ما قاله جوبايدن في القمة بوضوح: أنهم لن يغادروا المنطقة ويتركوها إلى الصين أو روسيا أو إيران, سنندفع للتفكير بأن جو بايدن سيعمل على الإنتقام من السعودية وذلك بإحياء قانون جاستا ضدها, وقد سمعنا أمس أن البيت الأبيض طلب من القاضي الذي يبحث في إعطاء الحصانة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعدم ملاحقته في قضية الخاشقجي, طلب منه تأجيل البت في هذا الموضوع لمدة 60 يوماً, فهل هذا سيؤثر على موقف بن سلمان وسيؤدي لتراجعه أم لا؟ الحقيقة لانستطيع التأكيد وسوف ننتظرحتى يوم الثالث من آب القادم موعد اجتماع منظمة أوبك, لكن بالمقابل علينا ألا ننسى أن الصين قامت بتسريب خبر عن طلب السعودية ومصر وتركيا للانضمام إلى دول البريكس نهاية هذا العام, وهذا يعني أنهم أداروا ظهورهم إلى أمريكا, ولم يعد لديهم ثقة في سياساتها.

والسؤال هل تهدد هذه القمة في طهران الدول الغربية من حيث قدرتها على النفوذ وامتلاكها للطاقة والقدرة على الإنفلات من العزلة بالنسبة لروسيا والعقوبات بالنسبة لروسيا وإيران معاً؟؟ 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري