كتب محمد النوباني,

مع حلول فصل الصيف عادت إلى الواجهة مجدداً الاحاديث عن مشكلة المعاناة وصنوف الإذلال التي يتعرض لها الفلسطينيون أثناء استخدامهم لمعبر الكرامة الحدودي مع الاردن الذي تسيطر عليه إسرائيل من الجهة الفلسطينية.
لقد دفعت هذه الازمة المتجددة أكثر من طرف لطرح حلول لتجاوز هذه الازمة الإنسانية المستعصية ومنها المطالبة التي تقدم بها الرئيس الامريكي جو بايدن للإسرائيليين بفتح معبر الكرامة مع الاردن لمدة ٢٤ساعة،وهو أمر لم تستجب له الحكومة الإسرائيلية حتى اللحظة، كما طرحت بعض الجهات الإسرائيلية إمكانية إستخدام مطار رامون الواقع في أقصى الجنوب لغرض سفر الفلسطينيين، ويوم امس طلب رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد إشتية إسرائيل بإعادة تشغيل مطار قلنديا والسماح للفلسطينيين بالسفر من خلاله كحل لهذه المشكلة.
لقد نسي او تناسى د. إشتية وهو يتقدم بهذا الطلب أن الإحتلال يعتبر منطقة قلنديا ومطارها الذي كان يستخدمه الفلسطينيون في حلهم وترحالهم، قبل عدوان الخامس من حزيران عام ١٩٦٧، جزء من مدينة القدس المحتلة " التي يعتبرها الصهاينة بدورهم، عاصمة إسرائيل الأبدية، و"قلب الشعب اليهودي" حسب الميثولوجيا الصهيونية.
كما نسي او تناسى أن إسرائيل تخلت حتى عن مظاهر السيادة الشكلية التي منحتها للفلسطينيين بموجب إتفاقات آوسلو ومنها مطار غزة وباتت ترى فيها كماليات لا داعي لها.
بعبارات أخرى فإن مطالبة د. أشتيه للمحتلين بإعادة فتح مطار قلنديا الذين ينوون بناء شقق سكنية للمستوطنين على انقاضه هو اشبه بمطالبتهم بتفكيك مشروع إحتلالهم وإستيطانهم ، والرحيل عن كل فلسطين التاريخية طوعاً وليس على قاعدة جمال عبد الناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
بكلمات أكثر وضوحا فإن حل مشكلة سفر الفلسطينيين بحرية عبر مطاراتهم ومعابرهم الحدودية يتطلب السيطرة والسيادة الفعلية على الارض،
وهذا لا يمكن ان يتحقق إلا بالغاء إتفاق آوسلو واتفاق باريس الاقتصادي والعودة بالقضية إلى مربع التحرر الوطني.
وأي خيار آخر قد يكون مهارة، ولكنها من النوع الذي لا يفيد أحداً.