كتب جاسر خلف.. العراق و إمكانية قلب المعادلة\ جاسر خلف
منوعات
كتب جاسر خلف.. العراق و إمكانية قلب المعادلة\ جاسر خلف
31 تموز 2022 , 15:46 م


كتب جاسر خلف

Gasser Khalaf


تقول غالبية الآراء المضادة للحراك الصدري في العراق الآن و الذي تم تتويجه بإحتلال مبنى البرلمان و الإعتصام فيه بأن هدف الحراك هو قطع الطريق على تشكيل حكومة لن تكون على ما يبدو طيّعة تماماً بيد الأمريكان و حلفائهم في مستوطنات الخليج، إضافة للكيان الصهيوني طبعاً و أن الحكومة ستكون ربما قريبة من إيران بشكل ما.

لذلك لاحظنا شعارات الحراك المعادية لإيران و لكل الأحزاب القريبة من إيران و طالب بإنتخابات و حتى تفاهمات جديدة بعد فتح حوارات "وطنية جامعة" رغم أن الجامع الوحيد لكل أحزاب العراق الرسمية هي الولاء للأمريكي و الصهيوني و ثم الإيراني الذين قاموا بتنصيبها على أنقاض مؤسسات العراق القومية و العروبية من خلال إغتصاب إرادة العراق بدستور بريمر الذي إعترف بالطائفية و الإثنية و بالمرتزقة الكرد كمرجعيات أساسية و مقررة.

اللافت للإنتباه و منذ بداية الحراك أن بعض الأصوات و المعروفة بطائفيتها الشديدة و المقيتة كانت تتهم البعثيين و الصداميين بالوقوف خلف الحراك بوصفهم عملاء أمريكا كما تتهمهم تلك الأبواق.

نعرف جميعاً و يقيناً و سواء إعترفنا بذلك أم لم نعترف بأن البعثيين العرب في العراق و هم من كل الطوائف طبعاً هم أشدّ و أشرس من قاتل الإحتلال الأمريكي الأطلسي و أن هذه الأحزاب التي تحكم العراق الآن هي من قاتل إلى جانب الإحتلال ضد شعبها و دولتها و هي من تبنّت قانون إجتثاث البعث و هو الحزب الوحيد العربي و الجامع لكل الشعب العراقي.

الآن و بعد إقتحام الحشود للبرلمان و الإعتصام فيه حصل هناك تطور دراماتيكي يشير أن تلك الجموع إبتدأت بالتطور بمعزل عن القيادات الصدرية !!

المعتصمون في البرلمان الآن يطالبون بإلغاء دستور بريمر الذي لم تكتبه أيادٍ عراقية و إجراء إنتخابات برلمانية جديدة.

هذا يعني إنقلاب ثوري حقيقي و صحّي و تصويب للثورة و أهدافها.

السؤال هو: هل ستسكت المرجعيات الدينية عن ذلك و خصوصاً أنها دعمت هذا الدستور الطائفي و أصدرت الفتاوى بالتصويت له ؟!

و هل يبقى التيار الصدري مسيطراً على قرار المعتصمين و خصوصاً أن مطالبهم الجديدة بإلغاء الدستور لا ترضي أمريكا و الصهاينة و كازيات الخليج ؟!

ثم هل يلتقط العروبيون الحقيقيون و الشرفاء الفرصة و ينضمّون للحراك على قاعدة إلغاء الدستور ؟

إنها مجرد تساؤلات

المصدر: موقع إضاءات الإخباري