من ابتلاءات العصر الذي نعيش فيه توجُّهُ كثيرٍ من المسلمين إلى البلاد الغربية، إمّا طلباً للعلم، أو بحثاً عن فرص العمل الكريم، أو هروبا من الأحداث الأمنية والعسكرية التي يعاني منها كثير من بلادنا الإسلامية.
بعض المسلمين المهاجرين يتزوج من أجنبيات غير مسلمات، أو من مسلمات، وينجبن منهن أولادا، وتستقر حياتهم الِاجتماعية والِاقتصادية.
قسم من هؤلاء أصلا غير ملتزمين بأحكام دينهم، وقسم آخر يبقى متمسكا بدينه، ويحرص على أن يمارس شعائره الدينية.
إن أكبر مشكلة تواجه معظم أولاد هؤلاء، هي أنّ روح الغرب والثقافة تُغرس فيهم، وحتى لو حاول أهلهم إبعادهم عن عادات الغرب وثقافته،فإنهم حتما يتلوثون ببعضها، بل إنّ المناهج التربويةالمفروضة عندهم،في مدارسهم، تَزرعُ في نفوس الأولاد التّبرُّمَ والنُّفورَ، من كثيرٍ من أحكام الدين الإسلاميّ الحنيف.
هذا أوّلا، والأمر الثاني والخطير أيضاً، هو أنّ ما يُفرَض من قوانين صارمة تمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية، من خلال منع الفتيات من الدخول إلى المدارس والجامعات، أو العمل في المؤسسات، إلا أن يخلعن (الحجاب)، أو تمرد الفتيات على أهلهن وجلب الشرطة إن تعارض توجيه الأهل مع ميول الفتاة، بحيث لو كانت في بلدها الأم لكانت في طوع أهلها، ولمارست شعائرها الدينية...
إنّ بقاء العائلات، هناك مع عدم قدرتهن على ممارسة الشعائر الدينية، يعتبر من مصاديق التعرُّبِ بعد الهجرة، والذي هو من الكبائر التي يتوعد اللهُ عليها بدخول جهنم، بالتالي لا يجوز البقاء في بلد لا يستطيع المسلم فيه أن يمارس شعائره الدينية، وغيرها مِمّا أوجب الله عليه.