الحكومة الأميركية تحث
أخبار وتقارير
الحكومة الأميركية تحث "إسرائيل" العمل على تأمين استقرار السلطة حتى لا تنهار\ محمد دلبج
8 أيلول 2022 , 07:06 ص


واشنطن-  محمد دلبح


حثت إدارة بايدن الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق الاستقرار في السلطة الفلسطينية ، التي يقول المسؤولون إنها تضعف بشكل متزايد وتفقد سيطرتها في الضفة الغربية المحتلة. ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي هم مسؤلين إسرائيليين قولهم إن الحكومة الأميركية تشعر بقلق عميق من أن تدهور الوضع في الضفة الغربية وزيادة العنف قد يؤدي إلى أزمة كبيرة، خصوصا أن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها سلطة الحكم الذاتي في رام الله جعل من الصعب عليها دفع الرواتب ، مما زاد من تآكل شرعيتها وسيطرتها في المدن الكبرى مثل الخليل وجنين ونابلس.

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف قد أجرت محادثات مع مسؤولين كبار في رام الله وتل أبيب خلال زيارتها لفلسطين المحتلة أواخر الأسبوع الماضي، لكن اللافت للنظر أنها لم تلتق برئيس سلطة الحكم الذاتي محمود عباس، وهو أمر غير معتاد. غير أنها التقت بحسين الشيخ ومدير مخابرات السلطة ماجد فرج.

وأبلغ رونين بار، مدير جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشاباك) المسؤول عن جمع المعلومات الاستخبارية في الضفة الغربية وغزة ليف إنه يشعر بقلق بالغ إزاء وضع السلطة الفلسطينية وقدرة قوات الأمن الفلسطينية على العمل، غير أن المسؤولين في سلطة الحكم الذاتي ألقوا باللوم على الكيان الصهيوني في إضعاف قوات أمن السلطة.

وذكر موقع أكسيوس أن بار أكد "الوضع على الأرض أسوأ مما يبدو" ، وزعم أن الكيان الصهيوني لا يريد إرسال قوات احتلاله للتوغل في المدن الفلسطينية ، ولكن لم يكن لديهم خيار آخر أ بسبب العنف المتزايد.

وأضافت المصادر الإسرائيلية أن بار أبلغ ليف أن الشاباك يدعم تعزيز السلطة الفلسطينية ، لكن من الصعب اتخاذ قرارات في هذا الوقت بسبب انتخابات الكنيست الإسرائيلي القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر.

كما التقت ليف باللواء غسان عليان (عربي درزي)، منسق الشؤون المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربيّة وقطاع غزّة، الذي رسم أيضًا صورة قاتمة للوضع.

وقالت مصادر إسرائيلية إن عليان أبلغ ليف أنه يبذل كل ما في وسعه لتحقيق الاستقرار في الوضع لكنه يعتقد أنه قد لا يكون كافيا "لوقف كرة الثلج". وأضاف أن الخطوات الأكثر أهمية تتطلب قرارات سياسية.

والتقت ليف بعد ذلك بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا فيما وصفت مصادر إسرائيلية الاجتماع بأنه كان صعبا. وأكدت ليف أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تنهار وأن "الكرة في ملعب إسرائيل" عندما يتعلق الأمر بتقويتها وتثبيتها.

ومن المتوقع أن يعقد رئيس حكومة الكيان الصهيوني يائير لابيد اجتماعا يوم غد الخميس لتقييم الوضع في الضفة الغربية ومناقشة الإجراءات الممكنة.

وأعرب مسؤولون في حكومة سلطة الحكم الذاتي عن خيبة أملهم من أن زيارة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الأخيرة للمنطقة انتهت دون نتائج سياسية للفلسطينيين.

وذكر موقع أكسيوس أن حكومة بايدن تحاول إقناع قيادة السلطة الفلسطينية بوقف محاولاتها في مجلس الأمن الدولي للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة. كما تريد حكومة بايدن من السلطة الفلسطينية أن تفعل المزيد لاستعادة السيطرة على قوات الأمن في العديد من مدن الضفة الغربية.

ونقل موقع أكسيوس عن حسين الشيخ قوله أن ليف شددت على موقف حكومة بايدن ضد تحرك فلسطيني في مجلس الأمن الدولي. وأضاف الشيخ "لقد أخبرنا ليف أنه وسط الجمود في عملية السلام ، فإن الحصول على وضع العضو الكامل في الأمم المتحدة لفلسطين هو أفضل طريقة للحفاظ على حل الدولتين على قيد الحياة. لكن حكومة بايدن لا ترى الأمر على هذا النحو ، لكننا نواصل الحديث عنه. لا يزال هناك وقت ".

وأخبرت ليف الشيخ وفرج أن التحرك في الأمم المتحدة لن يساعدهم على استعادة السيطرة في مدن مثل جنين ونابلس ، حيث اكتسبت الجماعات المسلحة موطئ قدم بشكل متزايد.

وقال الشيخ إن المسؤولين الفلسطينيين ردوا بالقول إن الولايات المتحدة بحاجة إلى "الضغط على إسرائيل لوقف خطواتها الأحادية الجانب على الأرض وتوغلاتها في المدن الفلسطينية".

وأكد الشيخ أن ليف طلبت لقاء عباس غير أن الاجتماع لم يعقد بسبب ازدحام جدول رئيس السلطة الفلسطينية. غير أن مسؤولا سهيونيا عزى عدم الاجتماع إلى انها إشارة من عباس إلى خيبة أمله لأنها لم تأتي بأي مواقف سياسية أميركية جديدة.

وألقى الشيخ باللوم على عمليات التوغل والاقتحام الليلية التي تقوم بها قوات الاحتلال في المدن الفلسطينية. رافضا المزاعم الإسرائيلية بأن إضعاف الأجهزة الأمنية الفلسطينية هو سبب تصاعد العنف في الضفة الغربية. وقال إن قوات أمن السلطة لا يمكنها العمل عندما تدخل قوات الاحتلال الصهيوني "مدننا كل يوم وتعتقل الناس تيقتل الناس". وأضاف الشيخ أن "إسرائيل" تقول إنها تريد تقوية السلطة الفلسطينية لكنها تفعل العكس. وقال إن السلطة الفلسطينية اقترحت أن توقف "إسرائيل" بشكل متبادل كل الخطوات الأحادية الجانب مثل التوغلات من أجل تحسين الأجواء لكن الإسرائيليين رفضوا." واضاف "اسرائيل هي التي تضعف السلطة الفلسطينية بخنقها اقتصاديا ثم تشتكي من ضعف قواتنا الامنية. ونحن نخبر الاسرائيليين منذ عام الان ان افعالهم تضعف السلطة الفلسطينية وتؤدي الى التصعيد". 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري