أمرٌ مُحزنٌ، ومُخزٍ للغاية،أن تحكم بلد العِزّة والكرامة لبنان طبقة لا تُراعي كرامةَ مواطنيها،ولاشهامتهم ولاعزّتهم، وخاصة في زمن العتمة الظالمة والقاسية، بفضل تقديس وتقديم المنفعة الخاصة، وتشويه استخدام السلطة، وعدم مراعاةالسيادة والاستقلال.
واللهٍ عيبٌ، إن كنتم تعرفون العيب،أن توصلوا لبنان إلى هذا المستوى من اللاقيمة واللااحترام واللّاوزن.
بلد سالت دماء غالية لتحريره،ولا تزال استمراراً في الدفاع عنه.
آخر مآثر هذه السلطة بعد العرض الإيراني السخي لإقامة محطات كهرباء وتقديم فيول مجاناً .
وبعد المماطلة والتسويف يقولون: إنّهم حصلوا على عدم ممانعة أمريكيةلقبول هبة الفيول الإيرانية، لكن بشرط ألا يكون هناك أي تواصل سياسي حول الأمر، وهو ما دفع برئيس الحكومة إلى الطلب من وزير الطاقة وليد فياض إرسال وفد تقني وفني، من الوزارة ومن شركة الكهرباء إلى طهران، ولا يكون وزير الطاقة على رأسه، إضافة إلى شروط أخرى أكثر وقاحةً باشتراط حجمها ونوعها والكمية المُنتجة لخمس ساعات يومياً.
نسمع بالمثل الذي يقول شحاذ ومشارط، أما أن نرى شحاذاً بلا لياقة ولا دبلوماسية، ويفرض شروطه، "ومربِّّح حاله جميلة": أنّه راح يقبل الهبة! فهذا ما لم نسمع به.
أنا كمواطن لبناني، أعتذر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها الحكيمة والسخية في عروضها للبنان المنكوب، خاصةً هذا العرض، تحقق ام لم يتحقق،قبلت بهذه الشروط أم لم تقبل .
أمّا أنتم الطبقة السياسية الحاكمة فلا ترفعون يدًا عن رجل، إلّا بإشارة من الدول المتسلطة والمهيمنة، وكذلك مرجعياتكم العربية،تفضلوا بهذه الضائقة هل تجرأون ولو على طلب المساعدة من البحر النفطي العائم عند العرب.
لبنان وأهله أعزاء.
أفأنتم بهذا الأداء والسلوك تُمثلون لبنان ومواطنيه؟
كلّا، أنتم لا تُمثلون لبنان الحقيقي.
