فلسطين
"السلام في المنطقة برنامج كل جماعة الكنيست"\ رجا اغبارية
6 تشرين الأول 2022 , 15:40 م

ارجا اغبارية، عضو المكتب السياسي لحركةأبناءالبلد

بالامس كتبت عن المساواة المرتبط ببرنامج السلام ، وهو في الحقيقة برنامج الجبهة الديمقراطية للسلام في المنطقة بين "اسرائيل " والدول العربية جميعاً والمساواة في" اسرائيل" (ما شرحته امس ) .

اما السلام المنشود لاحزاب الكنيست ، فهو مبني على ان "اسرائيل" في حدود ٦٧ هي "اكسيومه" ، اي بديهية لا حاجة لاثباتها او الاعتراض عليها.

أمر واقع مفروغ منه ، طبيعي ويجب المصالحة معه على هذا الاساس . المشكلة الصغيرة التفصيلية في جوهر برنامجهم تبقى " اقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع الى جانب اسرائيل"، وهذا جوهر اتفاقية اوسلو ايضاً ، وما ادراك ما اوسلو واين وصل اوسلو الذي لم يبقى منه الا "التنسيق الامني المقدس"...

لا دولة ولا دويلة واقعياً ، حقيقة مشفوعة بالقسم من حكام الكيان يميناً ويساراً ، تقول "ان الواقع الاستيطاني والعسكري وموازين القوى في المنطقة وداخل الساحة السياسية الصهيونية ، يحول دون ذلك" . غانتس ، لبيد ، ناهيك عن بينيت وشاكيد ونتنياهو ...

من هنا حصل تطوران اثنان ؛ الاول حدده ايمن ومنصور ، بان مسالة " حل الدولتين" ستبقى شعاراً وحبراً على ورق لانها لن تتحقق على ارض الواقع ... " لذلك يجب دخول الحكومة والتصرف كاسرائيليين لكل شيء وهذه فرصتنا للاندماج بالدولة اليهودية تحت ذريعة مواجهة ظاهرة العنف في مجتمعنا وتحقيق ميزانيات للسلطات المحلية" ، خاصة بعد

ان تم مصادرة نحو ٩٢% من اراضي الوطن في ال٤٨ ...

و "ان وجودنا في الحكومة او عدمه بحسب منصور ، لن يؤثر على اتخاذ قرارات الحرب في الحكومة واستباحة المسجد الاقصى وتقسيمه زماني حتى الآن ، وقتل المقاومين الفلسطينيين ... الخ فهذا امر مفروغ منه ايضاً ...

اي تم قطع كل الخطوط الحمر التي كانت تحكمهم ...

اما التطور الثاني الذي شجع على الاندماج والسلام ، هو اتفاقات ابراهام السلامية (التطبيعية) بين الدول العربية العميلة و"اسرائيل" ، التي لم تخوض اي حرب مع "اسرائيل" ..

لقد علمنا ان عدداً من اعضاء الكنيست العرب لهم دور في انجاز هذه المهمة . والحقيقة المحزنة ان نفراً منهم ومن ناشطي احزابهم يدينون التطبيع!!!

اما قاعدتهم الشعبية التي تدين التطبيع بشكل حقيقي ، متأثرة من المزاج الوطني والشعبي العربي العام فهي تثير الشفقة ولا تعرف حقيقة برنامج احزابها ولا تعرف لماذا تصوت ... هي ملتزمة حزبياً ، حتى وراثياً او مصلحياً ...

وتدفن رأسها بالرمل تغاضياً عن برنامج احزابها المبدئي المبني على اساس اقامة علاقات سلام بين "اسرائيل"وكل الدول العربية والاسلامية والافريقية ، ان شئتم ..(دولة طبيعية وليست دولة اغتصاب ) ..

فهؤلاء الاغلبية من المصوتين غير المبدئيين من ابناء شعبنا، هم اساس العمل لمعسكر المقاطعة لانتخابات الكنيست الصهيوني، تماماً كما يعمل جماعة الكنيست على المقاطعين غير المبدئيين .

اننا نعلم ان كثيرين من نشطاء الأحزاب الكنيستية زاروا دول الخليج برمتها ، قبل وبعد " اتفاقات ابراهام" السلامية التطبيعية ، هم وغيرهم ويتحصلون على ميزانيات خفية وغير قانونية ، منها لدعم الإنتخابات ومنها لاغراض اخرى ..

اذن مسالة اقامة السلام في المنطقة والتسليم بالامر الوقع لقيام دولة اليهود هو في صلب المشاركة بالكنيست مبدئياً ، وصولاً الى دخول الحكومة في الانتخابات السابقة واللاحقة ، حيث لم تعد هذه مسألة تكتيكية ، كالاعتراف بيهودية الدولة والادلاء بيمين الولاء وكل رموزها كالعلم والرئيس ... الخ

كلها اصبحت طبيعية وحتى مبدئية ... وهذا ما يجب ان يعرفه المصوتون قبل اتخاذ قرار التصويت . انها قضية انتماء وممارسة الانتماء وتوحيد مصير شعب باكمله وليس لعبة برلمانية "لا نخسر من ممارستها اي شيء " ، يشبهونها احياناً بالعادة السرية عند المراهقين...

اننا نخسر وطن باكمله عندما نشرعن الدولة المغتصبة، بكسر الصاد ...

ونخسر جمهور المصوتين الذين تحشدهم رغباتهم في مسرحية التأثير بكرامة وبدون كرامة ، حيث لا يوجد اي كرامة في الكنيست الصهيوني ، لا شخصية ولا وطنية ....

فلنصوت مع غالبية شعبنا ونقاطع مؤسسات دولة الاحتلال والاستيطان والعنصرية ونحن ضد التطبيع والسلام مبدئياً وتكتيكياً بين دولة اليهود والدول العربية والاسلامية واي دولة في العالم . يجب محاصرتها ومقاطعتها كدولة احتلال وتمييز عنصري ...

موقفنا مستمد من موقف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية التي تقاطع الكيان ولا تلتزم بانظمتها ... اننا في هذا الموقع من القرار ... لذلك ان كنت معنا ندعوك :

#قاوم #قاطع

ملاحظة للرفاق والاصدقاء : ارجو تحمل الاطالة في عرض الموقف. الزمن مهم ، لكن مصير شعبنا اهم .

المصدر: موقع إضاءات الإخباري