لا شيء ينبت هنا بدون جذور .. قصة حقيقية ترويها عجوز يهودية
ثقافة
لا شيء ينبت هنا بدون جذور .. قصة حقيقية ترويها عجوز يهودية
7 تشرين الأول 2022 , 22:14 م

قصه روتها عجوز يهوديه عمرها 106 سنه

روت عجوز يهودية احتفلت قبل أيام بعيد ميلادها ال ١٠٦ ،حيث قالت : كنت قبل مائة عام طفلة ذات ست سنوات في ذلك الوقت كلفت بإعطاء ونستون تشرشل باقة ورد وهو صاحب فكرة وعد بلفور مع وزير خارجيته آرثر جيمس بلفور عام 1917 وكان تشرشل داعما للفكرة على الأرض عسكرياً وسياسياً ولوجستياً قدمت له باقة الورد عندما زار فلسطين كوزير للمستعمرات عام 1921 ،وذهب لزيارة بلدية تل أبيب التي انشأها الانجليز عام 1909 لتكون البذرة الأولى التي زرعوها لتكبر فيما بعد لتكون إسرائيل الوطن المنشود لليهود العالم على حساب اهل الأرض العرب الفلسطينيون . قالت العجوز أنه ومن ضمن تزيين منطقة استقبال تشيرشل في حديقة بلدية تل أبيب اضطر منظمو الحفل إلى قطع أشجار صنوبر بالقرب من حدود لبنان واحضارها على عجل إلى تل أبيب وغرزوها في الأرض الرملية في حديقة البلدية لتجميلها لتبدو أمام الضيف اكثر جمالاً ورونقاً واقرب إلى حدائق أوروبا !

قالت الطفلة ٱنذاك ،الطاعنة في السن هذه الايام ،انها شعرت بالملل بعد دقائق من بدء الضيف إلقاء كلمته ،وتنحت جانبا مرتكزة على إحدى الأشجار ،فما كان من الشجرة أن مالت وبان جذعها المقصوص وأدى ذلك إلى ميل عدد آخر من الأشجار وظهرت الخديعة .

قالت شاهدت تشيرشل ينفجر ضاحكاً ومال على رئيس البلدية وهمس في إذنه بكلام علمت الطفلة (العجوز) لاحقا أنه قال لرئيس البلدية :

" أخشى أن تسقط دولتكم يوما ما حتى لو ساعدناكم وساعدكم كل العالم على إنشائها ..

فلا شيء ينبت هنا بدون جذور !

نعم ولن يكون لهم جذور طال مكوثهم أم قصر.. لأنهم عابرون سارقون


عابرون في كلام عابر

أيها المارون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم وانصرفوا

وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة

وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا

انكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء

ايها المارون بين الكلمات العابرة

منكم السيف - ومنا دمنا

منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا

منكم دبابة اخرى- ومنا حجر

منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر

وعلينا ما عليكم من سماء وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا

وادخلوا حفل عشاء راقص... وانصرفوا

وعلينا، نحن، ان نحرس ورد الشهداء

وعلينا، نحن، ان نحيا كما نحن نشاء

ايها المارون بين الكلمات العابرة

كالغبار المر مُرّوا اينما شئتم ولكن

لا تمرّوا بيننا كالحشرات الطائرة

فلنا في ارضنا ما نعمل

ولنا قمح نربّيه ونسقيه ندى اجسادنا

ولنا ما ليس يرضيكم هنا

حجر... او خجل

فخذوا الماضي، اذا شئتم الى سوق التحف

وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم

على صحن خزف

لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل

ايها المارون بين الكلمات العابرة

كدِّسوا اوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا

وأعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس

او الى توقيت موسيقى المسدس

فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا

ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف وشعب ينزف

وطن يصلح للنسيان او للذاكرة

ايها المارون بين الكلمات العابرة

آن أن تنصرفوا

وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا

آن أن تنصرفوا

ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا

فلنا في ارضنا ما نعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الاول

ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل

ولنا الدنيا هنا... والاخرة

فاخرجوا من ارضنا

من برنا... من بحرنا

من قمحنا... من ملحنا... من جرحنا

من كل شيء، واخرجوا

من مفردات الذاكرة

ايها المارون بين الكلمات العابرة!

محمود درويش