



بيان الجزائر لم يختلف كثيرا عن مسودته الاولية واقتصر التغيير على حذف بعض العبارات الخلافية بهدف تمرير البيان لا اكثر ولا اقل , ومنها على سبيل المثال عبارة الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية , وان جرى االتاكيد عليها لاحقا في الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية حيث جرى التاكيد على التزام الحكومة بقرارات الشرعية الدولية ,
بعد قراءة البنود , يلاحظ عدم وجود اي اشارة للبرنامج السياسي او السقف السياسي الذي تقوم عليه هذه المصالحة , فلا ذكر للميثاق القومي التاسيسي او الكفاح المسلح او المشروع الوطني الفلسطيني الجامع للكل الفلسطيني , وهذا يشير ان سقف المجتمعين لم يتجاوز سقف اوسلو ,ويؤكد على هذا الاعتقاد خلو البيان من اي اشارة الى الغاء اتفاق الذل والعار اوسلو والتنسيق الامني وسحب الاعتراف بالكيان ,
فهل نحن على ابواب هرولة فصائلية جماعية نحو اوسلو ونهج التنازل والتفريط , ثم ناتي الى البند الاول وعبارة ( في اطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ) وهذا يدفعنا ايضا للتساؤل عن اي منظمة تحرير يتحدث هذا البند , بعد ان قزمها عباس وجعلها تتبع لسلطة اوسلو بعد ان كانت هي المرتكز والاساس ودون اغفال المغزى السياسي وراء قرار عباس باتباع المنظمة للسلطة بعد ان كان العكس هو الصحيح ,
وكيف يمكن للمنظمة التابعة لسلطة اوسلو ان تكون ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني , ماذا عن شعبنا في اراضي 48 وفي الشتات , كيف يمكن للمنظمة التى تخلت عنهم في اتفاق اوسلو ان تدعي تمثيلهم ,
ثم ناتي للبند الرابع وعبارة ( يتم انتخاب المجلس الوطني وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة ...الى ان نصل لعبارة خلال عام من توقيع الاتفاق), يعني عيش يا كديش , ثم عن اي صيغة وقوانين يتحدث البيان ثم من يمثل اهلنا في الشتات واهلنا في اراضي 48 ؟,
الا تدعون بوحدانية التمثيل , فباي منطق تريدون تمثيل اهلنا في الشتات وفي اراضي 48 ولا تريدون اشراكهم في المجلس الوطني!! . ونذهب الان الى البند الخامس وعبارة ( الاسراع في اجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ) يعني الهدف اعطاء الشرعية لفاقدي الشرعية وهنا ايضا نتسائل عن اي انتخابات رئاسية وتشريعية يتحدث البيان , عندما نقول رئاسية يعني رئيس فلسطين , طيب كيف يمكن ان يكون رئيسا لفلسطين ولا يشارك في انتخاب هذا الرئيس اهلنا في الشتات وفي اراضي 48 , الا اذا اختزلتم فلسطين بالضفة والقطاع فقط , اما في البند الثامن فقد وردت عبارة ( تفعيل الية العمل للامناء العامين للفصائل لتسهيل عمل الحكومة والشراكة السياسية لمتابعة الانتخابات الفلسطينية ) هذا النص ورد في المسودة الاولية للبيان , يعني حدد دور الشراكة السياسية بمتابعة الانتخابات , اليس من الافضل تعيين الامناء العامين كاعضاء في اللجنة الانتخابية , وبهذا يستطيعون متابعة الانتخابات بشكل افضل . واخيرا ناتي الى عبارة رفع العتب والتي جائت في اخر البيان كعبارة خارج البنود , واقصد هنا عبارة ( تؤكد القوى التزامها بتطوير المقاومة الشعبية وتوسيعها , وحق الشعب في المقاومة باشكالها كافة ) عبارة رفع عتب تخلو من اي اشارة واضحة وصريحة للكفاح المسلح كطريق وحيد للتحرير واقامة الدولة .
ان عدم الذكر الصريح للكفاح المسلح في البيان يدفعنا للتساؤل , هل جاء هذا التجاهل للكفاح المسلح كنوع من التساوق وارضاء لعباس الرافض للكفاح المسلح . بالمختصر , نستطيع القول ان مسودة البيان خالية من اي مضمون , ولا تشكل حلا للازمة في الساحة الفلسطينية , وكيف لها ان تشكل حلا وهي لم تتطرق للسبب الحقيقي للازمة والمتمثل باتفاق الذل والعار اوسلو وسياسة الهيمنة والتفرد , ان اي بيان او اتفاق يخلو من الاشارة الى اتفاق الذل والعار اوسلو والغاء الاتفاق ووقف التنسيق الامني وسحب الاعتراف بالكيان ..هو بيان او اتفاق غير وطني ويشكل تراجع وتساوق مع نهج التنازل والتفريط في الساحة الفلسطينية , ان نص البيان هو ترحيل للازمة والذهاب في اطار التقاسم الوظيفي تحت سقف اوسلو لا اكثر ولا اقل , وللاسف نستطيع القول ان الفصائل التى توافق على هذه المسودة , انما هي تلعب دور شاهد الزور