مقالات
"المباحثات ناجحة والقيادات كاذبة"\ محمود فنون
16 تشرين الأول 2022 , 18:15 م


هل حقا تسير مباحثات المصالحة بين فتح وحماس و باقي الفصائل و المستقلون من فشل إلى فشل ... هكذا وكأن شيئا لم يكن ؟

الجواب لا و نعم .

.

أولا : لا : فيما يخص المصالحة و العودة عن القسمة الجغرافية ، فهذا لم ينجح و لم يحصل أي تقدم . و قد ورد بند رقم ثلاثة في اتفاقية الجزائر لعام 2022م التي تم توقيعها في 13/10/2022 ورد بند خاص يدعو للمصالحة. أي ان المصالحة لم تقع بالرغم من التصفيق والتوقيع وخلق المناخات .

أما برمجة انتخابات التشريعي والرئاسة والوطني فهي مدحورة لعام كامل مما يؤشر على المماطلة .

و لم يتم تشكيل حكومة يتقاسمها الاطراف ...

ثانيا : نعم : هنا الامر الخطير. هنا تم الاتفاق على برنامج الدولة في الضفة و القطاع .

ماذا يعني هذا : هذا يعني أن الرفض ممثلاً بحماس و الشعبية قد جلس إلى جانب فتح ما قبل أوسلو. و لكن فتح ما قبل أوسلو تركت موقعها و ذهبت إلى الحكم الذاتي كجزء من إدارة الإحتلال الاسرائيلي للضفة و القطاع و دون القدس . فالرفض إذن ذهب إلى مكان فارغ و لا يستطيع ملء الفراغ فيه.

و ذهب الرفض الى هذا المكان عبر سياق متصل من الحوارات الذاتية تم تتويجه يوم الاتفاق برعاية الجزائر الرسمية و بعرابة تبون شخصيا عام 2022م .

و لكن مبارك كان قد اوصل الأطراف لهذه النتيجة عام 2009م كما جاء في اتفاقية القاهرة في ذلك العام حيث ورد " و في النهاية يثمن المجتمعون الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، و يقدمون أسمى معاني الشكر و التقدير للسيد الرئيس "محمد حسني مبارك"؛ على رعايته للحوار، و للجهد الدؤوب الذي أدى إلى توقيع اتفاقية الوفاق الوطني؛ بما يتيح إعادة حقيقية لترتيب البيت الفلسطيني كخطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما يتقدم المجتمعون بكل الشكر و التقدير للدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، و ستظل فلسطين ترى أن الدول العربية هي عمقها الحقيقي"

هذ يعني أن النقاش السياسي كان له سياق متصل و تنازلات متصلة جرى تلبيعها في حلوق قواعد الفصائل و خاصة قواعد حماس و مريديها.

و كان تبون قد صرح قبيل الاجتماع بأنه يجمع الفصائل على لقاء سياسي هو المبادرة العربية في مؤتمر قمة بيروت ، ثم صرح في ختام اللقاء بأنه يحلم برؤيا " و الرائي يرى خيرا إن شاء الله " بأن يرى الدولة الفلسطينية على الاراضي التي احتلت عام 1967 و عاصمتها جزء من القدس الشرقية .

في مقالات عديدة سابقة أوضحت أن جسر الخلاف بين حماس و فتح لا يتطلب الضغط على فتح السلطة لتتنازل لأنها أصلا في الحضيض. و لكن كل الضغوط توجه لحماس لتتنازل سياسيا من برنامج تحرير فلسطين بحدودها الانتدابية كما ورد في مواثيقها إلى برنامج دولة في الضفة و القطاع و هذا دائما ينجح و تتزحزح مواقف حماس السياسية هبوطاً حتى تصل إلى جوار فتح بعد جولات أخرى.

إذن هنا نجحت اللقاءات و لم تنجح المصالحة.

و لكن ماذا عن القيادات بربطات العنق و الابتسامات العريضة و الطلات البهية.

كل هذا كان ادوات الكذب على الناس "عدّة الشغل"

ما لم تذكره الاوراق و كان حاضرا و مفهوما للجميع : موقف إسرائيل و هو الموقف الحاسم و المقرر و لا قيمة لتبون و لا عباس ولا هنية في هذا الموضوع إذا لم توافق إسرائيل على كل البنود بندا بندا.

و حينما طرح عزام الاحمد ممثل السلطة ممثل فتح أخذ موافقة الرباعية كان يصرح و يلمح إلى موافقة إسرائيل التي لا يمكن ان توافق الرباعية على شيء دون موافقتها (إسرائيل).

فكثير من حكام العرب أقزام و لا يستطيعون فرض إرادتهم الحرة بل هم عرابون لمصلحة الاعداء و القادة الفلسطينين المجتمعون كانوا يتكاذبون على بعضهم و يكذبون على الشعب العربي الفلسطيني.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري