قبل أن أتكلم آمُل أن لا يتم تصنيفي أني من المثبطين للعزائم أو من الذين يقللون من أهمية الحدث...
مع احترامي للرؤساء الثلاثة، لم يكن مطلوباَ منهم هذه الغزارة من التحيات والتشكرات شرقاً وغرباَ لمن هم أساس بلائنا وفقرنا وحصارنا وتسلط الفاسدين علينا.
أمام غزارة هذه التشكرات التي سمعناها لفرنسا وبايدن وهوكستين ودوروثي شيا، ظننا أن الغاز بدأ يتدفق، وأن المساحات البحرية أضحت تحت سيطرتنا وانسحبت منها كل القوات المتصهينة والمعتدية والمتجلببة برداء ما يسمى باليونيفل، وأن الأنابيب بدأت تضخ والأموال بدأت تتدفق على لبنان وشعبه وأن الأزمات المتشابكة قد حُلَّت بمسحة الوسيط الهوكستيني وبكفالة ماكرون المتلهف لابتلاع خيراتنا وبطيب خاطر بلينكن وبتسامح العدو وعفة نفسه.
أين كان كل هؤلاء والعدو يحفر منذ سنوات طويلة بمساعدتهم ودعمهم، ويمدد أنابيبه ويستولي على ١٤٣٠ كم٢ من مياهنا؟
وأين كان بايدن ودولته المتغطرسة منذ زمن، ولماذا لم تتحرك إلا اليوم، ولمصلحة من هي تتحرك؟
ثم تقولون أن لبنان قد أصبح دولة نفطية؛ أين هي تلك الدولة وأين هو ذلك النفط؟
أين هي الشركة الوطنية للنفط؟
أين هو الصندوق السيادي الذي تتكلمون عنه؟
وكم يبلغ عدد الشركات الوسيطة التي تم تأسيسها للسمسرة وتقاسم الأرباح؟
وماذا يضمن لنا أن لا يبقى الفاسدون الذين ما زالوا يحكموننا، هم أنفسهم يشرفون على ما يسمى الغاز اللبناني؟
إن العدو وفرنسا وأميركا والغرب قاطبةً، والطبقة الفاسدة، يعتبرون أنهم اليوم قد هدأوا روعنا وقاموا بإلهائنا بأن الترسيم قد تم، وأننا سَنَعِدُ أنفُسَنا بِسَمَكٍ في البحر، وأنهم قد اتقوا شرنا ليتفرغوا لشفط كل شيء، وعلى الأرجح لن يتركوا لنا شيئاً، هذا إذا اتفقنا في لبنان على البدء باستخراج الثروات، وإذا ترك لنا الفاسدون منها شيئاً يُذكر.
من جهة أخرى، البعض يقولون أن فلسطين ستتحرر وسيعود الحق لأصحابه؛
فهل ستطلبون الخط ٢٩ من الفلسطينيين مجدداَ بعد أن سامحتم الصهاينة به يا جهابدة المفاوضات والتنظير؟ كما يقول المثل "جحا لا يقدر إلا على خالته"، هل ستتشاطرون على الفلسطينيين يومها؟
وللحديث صلة...