لم يكن مترددا ولا هيابا ،كان فدائيا حقيقيا ، سلاحه بيده ويهاجم ..
الفدائي مهاجم وليس مدافعا إلا في الضرورة القصوى ..
الفدائي يطلق حممه فجأة .. هو الذي يحدد مكان المعركة وزمانها . بينما العدو ومهما كان متحفزا ومهما كانت سعة عيونه ، إنما يتلقى الدفقات الأولى من الحمم وغالبا تصعقه المفاجأة ويكون قد دفع الثمن .
عدي هاجمهم في المرة الاولي وصعقهم وأسال دمهم وفاز بالسلامة . هذا هو قانون النضال الفدائي وهذا هو الدرس الاهم الذي شرحه لنا عديّ وغرسه في أرواح الشباب .
هو استرجع القانون الأساسي للنضال ضد اغتصاب وطننا ، هذا النوع من النضال لا يقوى عليه العدو . وهذا النوع من النضال هو أساس كل نضال ، ثم تاتي الأشكال الأخرى مساندة ومولّدة له .
إن غياب القيادة الملهمة للجماهير والمتصلة بالجماهير بمئات الاسلاك الموصلة ، غياب القيادة التي توتر القوس ،غياب القيادة التي توجه أساسيات النضال وتعمم الإبداعات والتجارب ـ وترفع صوت النقد الذاتي وتكرس استمرارية الكفاح بكل الاشكال ، إن غياب القيادة التي تمنهج النضال وتثمّر أقل النتائج ، غياب القيادة التي تحفظ صيرورة التضحيات والكفاح من التبديد بل ترفعه طوبة طوبة وتستند عليه للتقدم إلى الأمام .. وبالمعنى الواسع غياب دور القيادة هو مثلبة كبرى أمام هذه التضحيات الجسام.
ولذلك نرى نرى تضحية واحدة منهجا ثوريا يحتذى .
هكذا نرى عدّي التميمي ووصيته الثورية قبل استشهاده .
هاجمهم مرة وربما مرات قبل المرة الأخيرة وبمسدس .. كان فاعلا أكثرمن عشرات البنادق المجمعة في مجابهة حربية . نتيجتها إزعاج العدو وجرأة عالية في الهجوم عليه واستعداد عال للتضحية في سبيل الوطن وحريته وسد منيع في وجوه أصحاب أجندات التسوية وتحد كبير للتنسيق الأمني وسياسات السلطة ... ى بأس .
ولكن أن ينفرد بعضهم فرادى أو مجموعات .. فإن الامر سيختلف طبعا.
قبل عدي هناك آخرون ومحاولات أخرى لا حصر لها وكان بعضها درسا لعدي ولغير عدي . وجاء عدي وأضاء الفانوس وقرع الجرس وأشر بدمه نحو طريق الحرية
يجب أن لا ننطلق في كل مرة وكأننا نبدا من الصفر . ربما نبدأ من جديد ولكن النضال الفلسطيني من الخصوبة بحيث أنه راكم تجارب عديدة يمكن تمحيصها والتركيم عليها للتقدم للامام .
والفدائي هو الحالة المثلى لتحريك المستنقع الآسن وطمر ما هو رجعي ومتخلف والسير بالإيجابي والتقدمي إلى الأمام نحو تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر حرة عربية خالية من الأعداء والمستعمرين .
