عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
يعيش قادة العدو الصهيوني والمستوطنين حالة قلق وهلع وتخبط نتيجة العمليات الفلسطينية الجهادية النوعية التي ينفذها الأسود المنفردة؛ فما أن يأخذ العدو العبر من أية عملية ويأخذ الإجراءات لمنع تكرار مثلها؛ تأتي عملية أخرى تذله وتقصم ظهره. وكان أقسى تلك العمليات التي ينسحب فيها منفذ العملية من أرض العملية ضاربًا بعرض الحائط كل الإجراءات الأمنية الإستثنائية التي يتخذها العدو؛ ومنها عملية الشهيد رعد حازم الذي حطّم نظرية القدرة الفائقة لأجهزة الشاباك والموساد ووحدة الk9 ومجموعات البدو لتقصي الأثر في جمع المعلومات وتقصي أثره. فقد إستطاع المجاهد الفلسطيني رعد الوصول إلى وسط تل أبيب وتنفيذ عمليته في أكثر الشوارع إزدحامًا وأهمية فيها وهو "شارع ديزينغوف"، واستطاع الإنسحاب بالرغم من استدعاء أكثر من 1000 جندي من وحدات النخبة ووصل إلى يافا ودخل إلى المسجد فيها لإداء صلاة الفجر لشدة إطمئنانه بأنه بات غير ملاحق والفترة بين إنسحابه والعثور عليه لاحقًا تثبت ذلك. والظهور على الكاميرا في المسجد كانت وراء كشف مكانه والإشتباك مع نخبة العدو وإستشهاده.
والعملية التي قصمت ظهر العدو هي العملية الفريدة والنوعية للمغوار الشهيد عدي التميمي الذي ترجل من سيارة وتوجه بخطى ثابتة نحو جنود موقع حاجز شعفاط واطلق الرصاص على جنود الحاجز المقدر عددهم ب 10 جنود غير آبه بكثرتهم؛ حيث هام من نجا منهم على وجهه باحثًا عن مخبأ يحتمي به؛ فأستغل المجاهد حالة الإرباك والفوضى بين الجنود المرعوبين فانسحب بسرعة البرق وفشلت كافة أجهزة العدو في تحديد مكانه أو جمع أية معلومة عنه طيلة 12 يومًا؛ وكان طيلة هذه المدة مطارَدًا ولكنه كان يفكر في عمليته الثانية؛ فهو كان مطارِدًا لوجود الإحتلال جاثِمًا على أرض فلسطين. واستطاع الشهيد عدي التميمي الإنتصار على العدو وإذلاله حين نجح في الخروج من مخيم شعفاط بالرغم من محاصرة المخيم ومحيطه والوصول إلى مركز حرس مستوطنة معاليه أدوميم شرقي مدينة القدس ونفذ هجومًا ثانيًا على حراس المستوطنة حيثُ أصابَ مُجددًا حارس أمن إسرائيلي قبلَ أن يشتبكَ مع عناصر جيش العدو واستمر في إطلاق الرصاص بالرغم من إصابته بعدة رصاصات حتى ارتقى شهيدًا. لقد ارتكب لعدو خطيئة لا تغتفر حين عرض فيديو لحظات استشهاد البطل عدي التميمي ظنًا منهم بأن ذلك يرفع بعضًا من معنويايتهم المنهارة فجعلوا منه ايقونة للبطولة والإستشهاد بشجاعة لا مثيل لها.
ولنتعرف على ما قاله عدي التميمي في وصيته : “أنا المطارَدُ عدي التميمي من مخيم الشهداء شعفاط، عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهادر”.
وتابع: “أعلم أنني سأستشهد عاجلا أم آجلا، وأعلن أني لم أحرر فلسطين بالعملية، ولكن نفذتها وأنا أضع هدفًا أساسيًا، أن تحرك العملية مئات من الشباب ليحملوا البندقية بعدي”. وهذا يذكرنا بوصية الشهيد البطل إبراهيم النابلسي الذي أوص" بأن لا يتخلى أصحابه عن البندقية" . وكانت شهادته مميزة بحيث عجزت عدة مجموعات لقوات النخبة من النيل منه إلا بعد إستعمال الصواريخ المضادة للدبابات.
وقد استطاع الشهيد محمد مراد صوف بسط سيطرته على الأرض الفلسطينية المحتلة محطمًا كافة الأنظمة والإجراءات الأمنية والعسكرية لمدة عشرين دقيقة مَتنقلا فيها بين 3 مناطق؛ وانتصر عليهم بواسطة سكين وقلب فولاذي لا يعرف الخوف أَو التراجع. وقد لخصت وسائل إعلام العدو المشهد؛ "بأن "عملية أريئيل" والتي استمرت لـ 20 دقيقة وفي 3 أماكن.. لا يتقبلها عقل".
هذه العمليات من الأسود المنفردة هي لتلقين العدو دروسًا في البطولة والشجاعة بعد إستباحة المسجد الأقصى والإعتداء على سكان الشيخ جراح وعلى قاطفي الزيتون في مدن وبلدات القطاع وعلى وجودهم غير الشرعي على أرض فلسطين.
إن هذه العينة من العمليات النوعية التي أذلت العدو وكسرت هيبته وأذلته وحطمت تفوق إجراءاته الأمنية ما هي إلّا حلقة في سلسلة لا تنفك عن بعضها حتى تحرير فلسطين؛ كل فلسطين.
وإن غدًا لناظره قريب
18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022