قبل عدة أيام أنهيتُ قراءة رواية "أنا يوسف" للكاتب الكبير أيمن العتوم ..
و مهما كتبت فلن أفِيَها حقَّها أبداً..
رواية متميزة، فيها تفاصيل دقيقة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، تفاصيل لم أكن أعرفها كلَّها، على الرغم من قراءتي المتعددة لسورة يوسف..
لا يَسَعُني القول: إلّا أنّ هذا الكاتب لديه أسلوب إبداعي ساحر !..
وهو غني عن التعريف لمن يقرأ رواياته.
و اليكم هذا النصَّ المقتبسَ
وعنوانُه:
" شكراً لسيدنا يوسف"
وهذا نصه:
1- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ..
ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻮﻙ ﻷﻧﻚ..
ﺟﻤﻴﻞ..
ﻭﻃﻴّﺐ ..
ﻭﻻ ﺗﺸﺒﻬﻬﻢ..
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻳُﺬَﻛِّﺮُﻫُﻢ ﺑﻨﻘﺼﻬﻢ !
2- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻧﺤﺘﺴﺐ، ﻭﺃﻧﻚَ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ !
3- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃَﻗْﺼُﺺَ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻛﻞَّ ﺧﻴﺮٍﻭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ..ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺿﻴﻘﺔ..ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﺿﻴﻖ..
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ..ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .
4- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ..
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲُ ﻷﺑﻴﻚَ ﺁﺩﻡ من قبل:
" ﻫﻞ ﺃَﺩُﻟُّﻚَ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓِ ﺍﻟﺨﻠﺪ..."...
ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻷﺑﻴﻚَ ﻳﻌﻘﻮﺏ:
" ﺇﻧَّﺎ ﻟﻪ ﻟﻨﺎﺻﺤﻮﻥ"،
" ﻭﺇﻧّﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ"!
5- وﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﻫﻢ..
ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺎﻙ ﺃﻗﻞُّ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺷﺮًﺍ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ:
" ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ"!
6- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺑﻮﺡ ﺑﻤﺨﺎﻭِﻓﻲ، ﻛﻲ ﻻ ﻳﺤﺎﺭﺑَﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﺑﻬﺎ، فقد قال ﺃﺑوك:
" ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋﺐُ ".. وﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻚ.
7- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻧَّﻪُ ﻻ توﺟﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔٌ ﻛﺎﻣﻠﺔ...ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡَ ﺗُﻮﻗِﻊُ ﺑﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞُ ﺻﻐﻴﺮﺓٌ ﻓﺎﺗَﻪُ ﺃﻥْ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ..
ﻓﻘﺪ ﻧﺴﻲ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺃﻥ ﻳُﻤَﺰِّﻗﻮﺍ ﻗﻤﻴﺼَﻚ..
ﻓﺄﻱُّ ﺫﺋﺐٍ هو ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺱُ ﺻﺒﻴًﺎ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻗﻤﻴﺼُﻪ ﺳﺎﻟﻤًﺎ؟!!
8- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ليسا ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎء..ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔِ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣِﻨﺎ ﻟﻬﺎ !
ﻓﻘﻤﻴﺼُﻚَ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺃﺩﺍﺓَ ﻛﺬﺏ..ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺩﻟﻴﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ
.. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓًﺩﻭﺍﺀً..و شِفاء.. !
9- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺌﺲ ﺩﺍﺭٌ ﺗُﺒﺎﻉُ ﻭﺗُﺸﺘﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖَ، ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ !
10- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺃﺳﺒﺎﺑًﺎ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠِّﻢَ ﺍﻟﺤﻖَّ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﻟِﻨُﻌَﻠِّﻤَﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞِ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ"..
" ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺣﻜﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ ".
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺐُ ﺍﻟﻌﻠﻢَ ﻋﻠﻰ ﻗﺪْﺭِ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ..
" ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪَ ﻭﻳﻌﻠِّﻤُﻜُﻢ ﺍﻟﻠﻪُ".
ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔَ ﻋﻘﻮﻝٍ، ﺑﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﻠﻮﺏ !..
11- ﺷُﻜﺮًﺍ لِسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻ يَغدُر ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤُﺮَّ ﻻ ﻳﻘﺎﺑِﻞُ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥَ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻ ﻳّﺒْﺼُﻖُ ﻓﻲ ﺑﺌﺮٍ ﺷﺮﺏَ ﻣﻨﻪ..
ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺗﻘﻮﻝ:
" ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦَ ﻣﺜﻮﺍﻱَ!"
13- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡَ هو ﻣَﻦْ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻤَﻔﺘﻮﻥَ ﻣَﻦْ ﺗﺮﻛَﻪُ ﺍﻟُﻠﻪ ﻟِﺸﻬﻮﺍﺗِﻪ، ﻭﺃﻥَّ ﻣَﻦْ ﻛﺎﻥَ ﻣَﻊَ ﺍﻟﻠﻪِ ﻓﻲ ﻳُﺴْﺮِﻩِ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺷِﺪّﺗِﻪ !
14- كما ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠَّﻪُ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳُﺠْﺒِﺮَﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞِ ﻣﺎ ﻻ ﺃُﺭﻳﺪُ ﺃﻥْ ﺃﻓﻌﻞ..
ﻓﺘﻮﻗﻔﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠُّﻞِ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ!
ﻛﺎﻧﺖِ امرأةُ العزيز ﺳَﻴِّﺪَﺗُﻚَ، ﺃﻏﻠﻘﺖْ ﻋﻠﻴﻚَ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏَ، ﺭﺍﻭﺩﺗﻚَ..
وقد ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ:
ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ..
ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ..
ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ..
ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﻷﻧﻚَ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ !
15- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩَﺃﻥْ ﻳُﻈﻬِﺮَﺃﻣﺮًﺍ، ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞُّ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳَﺘْﺮَﻩ.
16- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ مظلومين ﻛُﺜُﺮا، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻨﺎﺱَ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴِّﺠﻦَ ﻋﻘﺎﺑًﺎ، ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻈُّﻠﻢَ ﻗﺪﻳﻢٌ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
17- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓَ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻐﻠِﺐُ ﻣﺮﺍﺭﺓَ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥَّ ﺣﻼﻭﺓَ ﺇﻳﻤﺎﻧِﻚَ ﺃﻧﺴﺘﻚَ ﻣﺮﺍﺭﺓَ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﺧﻨﺖَ - ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ - ﻟَﺼﺎﺭَ ﺍﻟﻘﺼﺮُ ﻋﻠﻰ ﺍﺗًِﺴﺎﻋِﻪ ﺿَﻴِّﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻚ .
18- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎنٍ مُتَّسَعٌ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ.
ﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ،كُنتَ ودﻋﻮتَ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﺠﻴﻨًﺎ كُنتَ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦِ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، وﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲِّ ﺍﻟﻤُﻠﻚ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
19- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﻌﺪِﻥَ ﺍﻷﺻﻴﻞَ ﻻ ﺗُﻐﻴِّﺮُﻩُ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ:"ﺇﻧّﺎ ﻧﺮﺍﻙَ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ". ﻭﻋﻠﻰ ﻛُﺮﺳﻲّ ﺍﻟﻤﻠﻚِ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮَ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﻙَ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ!!!
20- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيِّدِنا ﻳﻮﺳﻒ، فمن قِصّتِهِ ﺗﻌﻠَّﻤْﺖُ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺤﺴﺪَ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭَّﻝُ ﺫَﻧْﺐٍ عُصِيَ الله ُ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﺭﻓﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲُ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩَ ﻵﺩﻡَ إلّا ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐٍ ﻋُﺼِﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ُ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ؛
ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞُ ﺃﺧﺎﻩ هابيلَ ﺇلّا ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻣﺎ ﺃُﻟﻘِﻴْﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺠُﺐِّ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ .
21- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ، ﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻭﺃﻧَّﻚَ ﺣﻴﻦ ﻧﺠﻮﺕَ ﺑﺄﻫﻞِ ﻣِﺼْﺮ َﻣِﻦَ ﺍﻟﻘﺤﻂِ ﻟﻢ ﺗﺄﺕِ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩَ ﺟﺪﻳﺪﺓٍ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔٍﺇﺩﺍﺭﻳﺔٍ ﺟﺪﻳﺪﺓٍ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
22- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺪُﻧْﻴَﺎ ﺣﺮﺏٌ ﻣُﺴْﺘَﻌِﺮَﺓٌ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖِّ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞِ ﻻ ﺗﻬﺪﺃُ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡِ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ ﻫﻢُ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮﻭﻥ، ﺻﺮﺍﻋُﻚَ ﻣﻊ امرأةِ العزيزِ ﻫﻮ ﺻِﺮﺍﻉِ ﺍﻟﻌﻔﺔِ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓِ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﺻﺮﺍﻋُﻚَ ﻣﻊَ ﺇﺧﻮﺗِﻚَ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉُ ﺍﻟﺤُﺐِّ ﻭﺍﻟﺒُﻐْﺾِ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ.
23- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥْ ﺃُﺧَﻄِّﻂَ ﻭﺃُﺩَﺑِّﺮَ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢﺇﻻّ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ؛ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ٌﻭﺗﺪﺑﻴﺮ، ﻭﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻚ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ!
24- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭُ ﺳﻼﺣًﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔِ ﻻ ﻳﺨﻄﺮُ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺃﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﺃﻥ ﻳُﺮﺳﻞَ ﻣﻼﺋﻜﺔً ﻟِﻴُﺤَﻄِّﻢَ ﺟﺪﺭﺍﻥَ ﺍﻟﺴِّﺠﻦِ ﻭﻳُﺨْﺮِﺟَﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍلملك ﺣُﻠُﻤًﺎ !
25- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒﻻ ﺗﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖَ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻤﻠﻜﻬﺎ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﻮﺯﻋﻬﺎ، ﻭﻟﻮعلِمْتَ ﺃﻗﺪَﺭَ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ!
26- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﺐ ﺭﺍﺋﺤﺔًﻻﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺪَ ﺃﺑﻮﻙ ﺭِﻳﺤَﻚَ ﻗَﺒْﻞَ ﺃﻥْ ﻳَﺼِﻠَﻪُ ﻗﻤﻴﺼُﻚَ !
27- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ قِصّتِهِ ﺗﻌﻠَّﻤﺖُ ﺃﻻّﺃﺷﻜُﻮ َ ﺑﺜﻲ ﻭﺣُﺰﻧﻲ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣّﺎ ﻣﺤﺐٌّ ﻭﺇﻣّﺎ ﻣُﺒﻐِﺾ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺐُّ ﺳﻴﺤﺰﻥُ ﻷﺟﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺒﻐﺾُ ﺳَﻴَﺸْﻤَﺖُ ﺑﻲ، ﻭﻛﻼﻫُﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚُ ﻣﻦ ﺃﻣﺮِ ﺣُﺰﻧﻲ ﺷﻴﺌﺎً، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ بَثِّيَ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺑِﻴَﺪِهِﺍﻷﻣﺮُ ﻛﻠُّﻪ؟!
28- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ قِصّتِهِ ﺗﻌﻠَّﻤﺖُ ﺃﻥْ ﺃﺗﺠﺎﻫﻞَ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻭﺩ، ﻭﺃﻥ ﺃﺗﺼﺮَّﻑ ﻛﺄﻧِّﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢْ، ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺮﺭﺗَﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴِﻚَ ﻭﻛﻨﺖَ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥْ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞَ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ؛ ﻭﻗﺪْ ﻗﺎﻟﺖِ ﺍﻟﻌﺮﺏُ: ﺳَﻴِّﺪُ ﻗَﻮْﻣِﻪِ ﺍﻟﻤُﺘَﻐﺎﺑِﻲ.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى.