كتب الأستاذ محمد محسن,,
كيف سيستثمر أردوغان، جريمة (استـــــــنبول)، التي اتهم بها حزب العمال الكردي الانفصالي.
لماذا رفض وزير داخلية تركيا، تعزية السفارة الأمريكية، بحجة دعمها للانفصاليين الأكراد.
هل سيتخذ أردوغان من هذه الجريمة، سبباً لهجوم عسكري، على الشمال السوري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذه الأيام وبالرغم من صرف أردوغان، جل اهتمامه باتجاه الاستثمار في الحرب الروسية الأوكرانية، هو متعبٌ بالبحث عن حلول للوضع المهدد على حدود بلاده الجنوبية، بمشاكله الثلاثة، أهمهم الانفصاليون الأكراد السوريون، الذين يتلقون الدعم الأمريكي.
ولكن ليس الانفصاليون الأكراد وحدهم، من يثقل كاهل أردوغان، بل هو في سباق مع الزمن لحل قضاياه الأخرى.
يحتل اللاجئون السوريون الأولوية فيها، لأن المجتمع التركي بات يُحَمِّلُ أردوغان مسؤولية وجودهم الذي بات مرفوضاً، ولأن المعارضة التركية اتخذت من هذه القضية سلاحاً تحارب فيه أردوغان، وذلك بأن تعهدت بحل هذه المعضلة مع دمشق إن وصلت إلى سدة الحكم.
فهل يتخذ أردوغان من العملية الإرهابية في استنبول، سبباً للبدئ بترحيل الكثير من اللاجئين السوريين؟ بعد أن اتهمت أنقرة سيدة تحمل الجنسية السورية مسؤولية الانفجار؟
أم سيتخذها أردوغان ذريعة، لشن حرب مباشرة على الانفصاليين الأكراد في شمال سورية، بعد أن اتهمهم بتدريب، وتمويل المرأة السورية المسؤولة عن التفجير، وأدخلوها الأراضي التركية، مع مساعديها، كما حملوا أمريكا المسؤولية المباشرة عن الجريمة، لأنها الداعم الأساسي لهذا الفصيل الانفصالي؟
ولكن يبقى الجواب هنا معلقاً، هل سيسمح الأمريكان لأردوغان بشن حرب واسعة، على المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الأكراد، والتي تقع تحت حمايتهم؟
بالرغم من أهمية هذين الخطرين، الضاغطين على اردوغان، يبقى أمامه الخطر الثالث، ألا وهو الموقف من الارهابيين القابضين على ادلب، وبعض المناطق في الشمال السوري، والموزعين على عشرات الفصائل والمسميات، المتناحرة، والذين استخدمهم أردوغان في حربه ضد سورية عبر السنوات العشر، كما استثمر فيهم في أكثر من عملية عسكرية، خارج سورية، وفي أكثر من دولة.
وبالرغم من أن الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين، يؤمنون بأن هذه الآلاف من الإرهابيين، لايزالون أداة طيعة في يد أردوغان، ولكن السحر انقلب على الساحر، فلقد باتوا هماً كبيراً يؤرق أردوغان، ولو بدت مواقفه المعلنة تشير عكس هذا.
تعليل هذا الرأي يقوم على قدمين، أولهما:
إلى متى سيبقى أردوغان يتحمل مسؤولية هؤلاء الإرهابيين، كما هم عليه، وفي نفس المواقع، وتحت حماية الجيش التركي؟
إذاً هو مضطر لإيجاد حلٍ لهم مع دمشق بصيغة من الصيغ، ويسمح للجيش السوري ببسط سيطرته على المنطقة، عندها ترتاح تركيا من وجودهم كإرهابيين تحت ابطها، كما يستخدم أردوغان هذا الحل، كإنجاز يسجل لصالحـته في الانتخابات القادمة.
أو يبقون على حدوده محاصرين من الجيش العربي السوري، وتبقى الأراضي التركية ملعبهم، وطريقهم إلى الهجرة فراراً من الواقع الذين يعيشون فيه، أو تكون المدن التركية، مجالاً واسعاً لأعمالهم الإرهابية، وفي كلا الحالين، بات خطرهم على تركيا يفوق أضعاف خطرهم على سورية، بذلك سيبقون عقبة أمام أردوغان.
هنا نكون قد وضعنا أردوغان أمام خيارات صعبة، وكلها مترابطة مع بعضها، وتتطلب الحل من أردوغان، وبالسرعة وقبل الانتخابات التركية القادمة في حزيران من العام القادم.
لذلك ولما كان قد حمل مسؤولية الانفجار إلى الحركة الانفصالية الكردية في سورية، بات الاحتمال المرجح القيام بعمليات عسكرية متفرقة، ضد الحركة الانفصالية في سورية، مراعياً الوجود الأمريكي هناك، وقد تكون هذه الأعمال العسكرية، مدخلاً للبدئ بحل القضايا الأخرى التي يجب أن يجهد أردوغان لحلها.