كَتَبَ د. اسماعيل النجار: اللبنانيون اليوم يقفون على ضفتين متقابلتين وأيادي بعضهم مغلولة.
مقالات
كَتَبَ د. اسماعيل النجار: اللبنانيون اليوم يقفون على ضفتين متقابلتين وأيادي بعضهم مغلولة.
د إسماعيل النجار
20 تشرين الثاني 2022 , 19:12 م


ولا يجب الِاستمرار بهذا التوجُّه السياسي والِانقسام غير المفيد للبنان، في ظل انهيارٍ اقتصاديٍّ وماليٍّ كبيرين مستوردَين من الخارج بيدٍ عاملة داخلية!

لقد قلنا مراراً وتكراراً: إنّ حزب الله ليس لديه أي أجندات خارجية، ولا يتلقى تعليماتٍ من أحد وسياسته صناعة لبنانية مئة بالمئة، وإنّ كل الِاتهامات التي تكيلها أبواق السفارة الأميركية له ليست ذات قيمة سياسية أو معنوية، إنما فقط مادية مدفوعٌ ثمنها حتى ترددها أبواق الفتنة المواليةُ لعوكر علناً ولتل أبيب ضمناً،

أما مواقف الآخرين فواضحة وضوح الشمس وجَلِيَة مثل نورها، توجهات أميركية سعودية ينفذها هؤلاء من دون أي تردد وإبطاء، فيبقى دورهم التعطيل وإذكاء روح الطائفية والمذهبية التي لا تؤدي إلَّا إلى الفتنة والِاقتتال.

الخلافات السياسية اللبنانية غالباً ما تكون مُعَلَّبَة ومستوردة وموسمية، تلتقي مع الأجندات الخارجية الأمريكية، هذه الدولة الشيطانية التي لا تستطيع الجلوس من دون أن ترىَ مَن حولها يتألمُ ويئِنُّ من ألم الجوع، لتتلذذ هي بمآسي الشعوب،

وفي لبنان ترى جنادبها تسيرُ بخُطَىً ثابتةٍ في جميع أجنداتها، من دون أي تَلَكُّؤٍ وتأخير.

اليوم يواجه لبنان أزمة انتخاب رئيس للجمهورية تكون مواصفاته مطابقة لمعايير منع الفتنة والحرب الأهلية،

أي رئيس لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يغدُر بها، مواصفات حددها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير،

لذلك نحن نتمنى رئيساً لكل لبنان، وليسَ على شاكلة ميشال سليمان،

فاللبنانيون يريدون رئيساً للجمهورية لا يُباع ولا يُشتَرَى، وما بينباع ولا بينشري،

فأين نحن من إميل لحود ثاني وقد انقرضوا،

لذلك على الطرف الآخر في الضفة الأميركية المواجهة للمقاومة أن يفهموا ويعوا أن لبنان محكوم بالتوافق وبضوابط صارمة محددة المعايير والمواصفات وغير ذلك تكون الفئَة الضالة تدفع بالأمور نحو مؤتمر تأسيسي يحدد الأحجام وينظم الحياة السياسية اللبنانية في ظل استماتة سعوديةٍ للحفاظ على أسوء دستور اسمه (الطائف) الذي يجب أن يرحل مع زبانيته عن لبنان.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري