كتب الأستاذ محمد محسن,,
نحن مع بوتن، وكل من يناصره، في حربه ضد الغرب، الذي مزقنا، وأفقرنا، وجهلنا،
من يعتقد أن بوتن سيخسر الحرب، بالرغم من مواجهته لخمسين دوله، هو مثقف متغرب، أو عميل
هل يمكن أن ينسى السوريون العرب، ما فعله الغرب بسورية، من تدمير، وذبح، وتشريد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبهورون بالغرب، سيستخدمون كل الكلمات التي في قواميسهم، ضد هذا الرأي، وهذا ما يجب أن يكون، لأننا ما سنؤكد عليه في هذا المقال يمس معتقداتهم، وتبعيتهم لثقافة الغرب، وإلا سيكون جهدنا غير مفيد.
هل هناك عاقل يستطيع أن ينفي، أن كل الثروات التي جناها الغرب الأوروبي ــ الأمريكي، هي من مستعمراته في العالم الثالث، التي استعبدها، وسرق خيراتها، وطاقاتها البشرية، والمادية؟ ثم يعود ليتعامل مع تلك الشعوب المفقرة، بكل عنصرية، واحساس بالتفوق.
حتى الاختراعات، والمكتشفات العلمية، وبحسب دراسة أمريكية، تؤكد أن 85 % من المخترعين في أمريكا، هم من دول العالم الثالث، تشتري عبقرياتهم الشركات الأمريكية العملاقة، وتعود لتحتكر ما تنتجه تلك العبقريات، ثم تعود فتبيع ما أنتجوه إلى العالم الثالث بالأسعار التي تفرضها تلك الشركات.
هذا العالم الرأسمالي الغربي المتوحش، نظامه الرأسمالي الذي يقوم على نهب دول العالم المستعبد، لا يعيش بدون حروب، لأن نظامه يتطلب ذلك، للسيطرة على الأسواق، ولفرض الوصاية، حتى يحافظ على تفوقه، الاقتصادي، والسياسي، والثقافي، واغتيال كل حركات التحرر الوطني.
لذلك نحن مع بوتن الذي يواجه هذا الغرب، بدوله الخمسين، على أمل سيحققه، ألا وهو إيقاف هذا الوحش الغربي، الذي دأبه فرض وصايته على كل شعوب العالم، ليبقي تلك الشعوب متعبة، ومفقرة، وتحتاج إلى حمايته.
هذا الغرب المتنقل من حرب إلى حرب، همه تمزيق البلدان كما فعل في يوغسلافيا، والعراق، وفي سورية، لأن ذلك يضعف تلك البلدان ويبقيها تحت وصايته، ولا يسمح لها بالنهوض، حتى لا تطالب بحريتها.
ولكن ورغم كل ما فعله في دول العالم، من تدمير وافقار، وتجهيل يبقى ما فعله في وطننا العربي، هو الأكبر، والأشد إيلاماً، حيث أعطى الحق للصهاينة المبثوثين في كل العالم، من تشكيل دولة دينية يهودية، على أرض فلسطين، بعد أن شرد أهلها التاريخيين، في كل الدول العالم.
وناصر هذه الدولة، وسلحها، ووقف وراءها، ومن أمامها في عشرات الحروب التي ساهم بالتخطيط لها، لاغتيال أية حالة نهوض، أو تطلع نحو الحرية، كما فعل في حرب عام 1967التي تعتبر حرب اغتيال لمستقبل أمتنا.
ويدعي هذا الغرب، بأنه ديموقراطي، وهمه حماية حقوق الانسان، في الوقت الذي يساند جميع الأنظمة الديكتاتورية، وهناك عشرات الأمثلة، وعلى رأسها الممالك والإمارات الخليجية، التي يسيطر على قرارها السياسي، وثرواتها الاقتصادية، ويوظفها للتآمر على الأنظمة العربية المتطلعة نحو الحرية.
وهل يمكن أن ينسى أي سوري، ما فعلته أمريكا وحلفائها وتابعيها، وأدواتهم المتوحشة التي صنعوها وسلحوها، وقتلوا وذبحوا مئات الآلاف، وشردوا الملايين، ودمروا ما بناه شعبنا عبر قرن من الزمن، ولا يزالون يدمرون، ويسرقون ما تنتجه أرضنا من نفط، وغاز، وقمح، وسواها.
لذلك نعتبر الحرب الروسية، التي تواجه فيها المعسكر الغربي كله، بدوله الخمسين، مالاً، وسلاحاً، واعلاماً مضللاً، هي حربنا، وحرب جميع الشعوب المتطلعة للحرية، لأننا مع كل من يواجه هذا الغرب، ويوقف حروبه التدميرية.
ولأننا نثق أن لا تقدم، ولا حرية، ولا استقلال، لشعوب العالم الثالث، بدون الخلاص من الهيمنة الأمريكية ــ الغربية، ووضع حد لغطرستها، ولفلسفتها اللبرالية، التي تقوم على تمزيق المجتمعات، والخلية الأولى الأسرة، بتبنيها [المثلية الجنسية] التي تعارض قوانين الحياة، وقيم الأرض.
وهذا ما نأمل تحقيقه.