جورج حدادين

انخدعت القيادة الروسية عدة مرات:

عندما وثقت، بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي، بحلف الناتو الذي وعد بعدم التقدم الى حدود الاتحاد السوفياتي، بقواعد عسكرية وعدم ضم الدول الاشتراكية سابقاً للحلف،

عندما وثقت بمعاهدة منسك، بخصوص وضع أوكرانيا فما كان من المستشارة الألمانية ميركل أن صرحت بأنهم خدعوا القيادة الروسية، فحصل الإنقلاب الفاشي في أوكرانيا عام 2014 .

عندما وثقت بوعد الغرب بحل سلمي لوضع أوكرانيا، عندما حاصرت القوات الروسية كييف وكانت ساقطة عسكرياً شعرة من أقتحام كييف وإسقاط نظام كييف، اتصلت الإدارة الأمريكية ببوتن وطلبت منه سحب قواته مقابل حل سلمي يضمن مطالب القيادة الروسية، حصلت مباحثات استنبول، بعدها صرح بوتن ذاته بأنه خدع بوعدهم. 

إيران، بايدن يصرح بانه طلب من الفاشية التوراتية الصهيونية بعدم ضرب المفاعلات النووية وعدم ضرب منشاءات النفط، في الوقت ذاته يكلفوا الكيان بإنفاذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يعني من بين أمورأخري  تغيير النظام الإيراني 

لبنان، بايدن يصرح أنه طلب من الفاشية التوراتية عدم الأستمرار في قصف بيروت، العدوان أخذ فترة استراحة ثم تابع.

غزة، بايدن يطلب من الفاشية التوراتية، تخفيف قتل المدنيين، تحولت إلى حرب إبادة بوحشية لم يشهد لها التاريخ البشري مثيل.

الأنظمة التابعة تتركها بلا حماية في حال واجهت غضب الجماهير، لا بل ترفض حتى دخول رجالها السابقين الى بلادهم، هذا ما حصل مع شاه إيران، وتأمرت على قتلهم كما حدث مع السادات وغيره كثر.

الخلاصة:

لا تثقوا بأقولهم بل شاهدوا افعالهم، الحرب القائمة تخضع لقانون التناقض التناحري، تصادم مشروعيين يجب أن يسود مشروع ويتنحى المشروع المقابل، تحرر أو هيمنة.

على صعيد المنطقة، التناقض التناحري، بين مشروع التحرر الوطني مقابل مشروع أستمرار الهيمنة على ثروات الأمة ومقدراتها واستغلال موقعها الجيوسياسي الهام ومحو تاريخ حضارة هذه الأمة.

ضمان الإنتصار غير المرتد يشترط ربط مهمات التحرر الوطني بالتحرر الاجتماعي، تحرير الوطن مرتبط بالتحرر الإجتماعي، تحرير الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة والمهمشين والفقراء والحدّين، من الظلم والإضطهاد والفقر والجوع والبطالة، الاتفاق على مشروع يمثل مهمات مرحلة التحرر الوطني:

كسر التبعية، تحرير الإرادة الوطنية، تحرير الثروات والمقدرات الوطنية المحتجزة، تنمية متمحورة حول الذات الوطنية وبناء دولة الأمة.