كتب الأستاذ حليم خاتون:
"قممٌ، قممٌ، قممٌ، قممُ...
مَعزى على غنم..."
رحم الله مظفّر النواب...
لا حاجة لأي تعليق على اجتماعات حكام العرب!...
هؤلاء خارج التاريخ!...
الشعوب التي تخضع لهم،
هي أيضا، خارج التاريخ!...
يبدو أن الناس عندنا على دين ملوكها الناقص!
دعونا من هذه الجيَف النتنة...
من أكبر حمار فيهم، إلى أصغر كلب إبن كلب...
دعونا نصب جام الغضب على من عمل فأخطأ، وليس على من عاش ميتا على هامش الدنيا، وسوف يموت وكأنه لم يولد...
دعونا نصب جام الغضب على محور المقاومة...
على الأقل، هؤلاء عندهم كرامة وشرف...
لا يُلام الا من كان عنده كرامة وشرف...
صار من شبه المؤكد أن محور المقاومة لم يكن يوما محورا بكل ما في الكلمة من معنى...
لم تكن المشكلة فقط في الفجوة التكنولوجية بين إيران وإسرائيل...
إضافة إلى التفوق التقني؛ كان هناك قصورا كبيرا جدا في فهم طبيعة العدو ومدى عدوانيته، وبالأخص مدى استعداده لارتكاب المجازر دون رادع...
كنا أفرادا في قطيع!
رغم كل ما حصل، لا تزال معظم قوى محور المقاومة غير قادرة على اتخاذ سياسة واضحة تجاه العدو الحقيقي الذي شن، ويشن الحروب على الأمة؛ هذا العدو هو الإمبريالية الأميركية نفسها، ومعها كل منظومة حلف الناتو...
إذا كان النظام الرسمي العربي منبطح بالكامل أمام النظام الإمبريالي الغربي؛ فإن كل قوى محور المقاومة بالجملة والمفرق لا تتوقف عن الرهان البالغ السذاجة والبالغ الغباء على تحييد الامبريالية عن الصراع ضد اسرائيل...
لقد اثبت السابع من أكتوبر أن إسرائيل ليست أكثر من قاعدة أو حصن من حصون الإمبريالية ما أن انهار حتى تداعت كل قوى هذه الإمبريالية لدعمه حتى يقف مرة أخرى على رجليه، ويكمل حروبه التي لن تنتهي طالما بقي هناك عربي واحد أو مسلم واحد عنده كرامة...
في حرب فيتنام، كان العدو واضحا جدا للفيتناميين...
لم يغرق الفيتناميون في وهم أن نظام دولة سايغون هو العدو...
هم عرفوا منذ اليوم الأول أن جيش الاحتلال الفرنسي هو العدو قبل أن يدخل الأميركيون الحلبة ويصبحون هم أنفسهم القوة الأساسية في الحرب ضد مصالح الشعب الفيتنامي...
فاوض الفيتناميون الإمبريالية الأميركية الند للند من منطلق كونها العدو المحتل الذي يجب طرده من البلد؛ بينما فاوض الإيراني الإمبريالية الأميركية من موقع دوني يسعى دائما إلى استحصال أذونات على أمور سيادية لا دخل للامبريالية بها...
رحم الله الإمام الخميني...
رحم الله جيل الثورة الأول الذي داس على جبين الإمبريالية...
أما المقاومة الفلسطينية والمقاومة الإسلامية في لبنان، فقد وصل الأمر معهما إلى التعامل مع العدو الإمبريالي الأميركي من موقع أنه وسيط، وليس من موقع إنه عدو...
وصل الأمر بحزب الله إلى طلب ضمانات من هذا العدو ثم الصراخ في كل مرة إنه تعرض للخداع...
"إذا انت حمار، شو منعملك؟"
"لا يُلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين"؛
حزب الله لُدِغ ولا يزال يتلقى اللدغات وهو لا يزال مصرا على مد يده إلى نفس الجحر وتلقي اللدغات ثم البكاء تحت حجة إنه خُدِع...
ليس وضع حماس اليوم أفضل بكثير من وضع حزب الله، وإن كانت خياراتهم أقل بكثير...
الجماعة تعرضوا للخداع أكثر من مرة، حتى أنهم تعرضوا لهجوم الدوحة وهم يبحثون في ورقة أميركية أقل ما يُقال فيها، إنها إملاءات يجب الرد عليها بالعنف الثوري وليس عبر ارسال وفود للتفاوض...
أما الحشد الشعبي...
فحدّث ولا حرج...
ما أن يتم توجيه تهديد اليهم حتى يأخذون زاوية ويتصرفون مثل الولد الشاطر بانتظار قطعة جزر من يد الجلاد...
في كل محور المقاومة، وحده اليمن تصرف مثل الفتناميين، وفرض نفسه قوة يحسب لها الأميركي والاسرائيلي ألف حساب...
ثلاثة أخطاء ارتكبها ثلاثي يحي السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى:
١- التعويل على وجود نبض حياة في شعوب عربية وإسلامية شبع الموت منها وفيها...
٢- راهن الثلاثي على نبض ثوري في قوى محور المقاومة تبين إنه لم يعد بتلك القوة والعزيمة في إيران بعد أن تحولت الثورة الى دولة...
أما عند حزب الله في لبنان، فإن التحول من ثورة وحركة تحرر وتحرير إلى جهاز بيروقراطي داخل نظام السلطة في لبنان كان قد بدأ...
وإن تكن عملية التحول هذه لم تكتمل بعد على كل المستويات حتى ضمن الشخص الواحد؛ فالسيد نصرالله الذي مثّل قمة الثورية داخل حزب الله كان مربوطا بالكثير من قيود التركيبة البرجوازية الطائفية للمجتمع اللبناني التي دخل حزب الله في دهاليزها ولم يعد يعرف كيفية الخروج...
لذلك دخل حزب الله الحرب رجل إلى الأمام، ورجل إلى الوراء...
وما أن اُستُشهِد السيد نصرالله حتى قامت القيادة الجديدة بالكثير من الخطوات التي يمكن وضع ألف علامة استهجان وتعجب حولها...
وبات الشيخ نعيم ومعه معظم قيادة الحزب ينتقلون من خطأ الى خطأ آخر في سياسة دونية تجاه العدو الإسرائيلي ومن ورائه الإمبريالية الأميركية، كما تجاه الداخل...واتبع سياسة الذوبان المتزايد لحزب الله داخل إطار حركة أمل التي تنبثق في كل سياساتها من كونها جزء مهم لا يتجزأ من التركيبة الطائفية اللبنانية...
٣- الخطأ الثالث الذي ارتكبه ثلاثي السنوار الضيف عيسى تجسد في محدودية عملية طوفان الأقصى؛ محدودية ناتجة عن قصر نظر وتعويل على الوصول إلى تهدئة بانتظار جولات جديدة...
اكتفت حركة حماس بإرسال حوالي الف مقاتل لاختراق غلاف غزة بدل إرسال موجات متتالية واخذ رهائن والتمترس في مدن ومستوطنات الغلاف وقيادة حرب استشهادية خلف خطوط العدو بحيث يتأجل أي غزو لغزة إلى ما بعد الانتهاء من هذه الجيوب...
تبين أن الإمبريالية كانت أكثر تصميما وأكثر تجذرا في اتخاذ المواقف من الضحايا؛ فخاضت حربا طاحنة بكل قوتها واستفردت بالجبهات الواحدة تلو الأخرى على كل المستويات؛ خاضت الإمبريالية حرب شاملة ضد محور متفكك لا يزال الى اليوم يتخبط ويعجز عن التركيز واتباع خطة مفيدة واحدة يكون لها أثر...
إن اية قوة مقاومة لا يتم القضاء عليها بشكل مُبرم تستطيع البقاء والصمود وفرض وقائع في الميدان...
هذا الأمر ينطبق على غزة واليمن حصرا؛ بينما نرى العراق وقد صار خارج الملعب...
أما حزب الله، فهو خاضع لإملاءات ينتقدها بالكلام وينفذها وكأن ليس باليد حيلة...
يتحدث عن الكرامة والشرف، ويتصرف كمهزوم لا يملك حتى رؤية واضحة إلى درجة أن جمهور المقاومة يسبق قياداتها بأشواط وإليه وحده يعود الفضل في الصمود الذي نعيشه اليوم...
لو تركت الأمور في يد قيادة حزب الله حصرا، لكنا منذ زمن بعيد أصبحنا برتبة حسن علي خليل...
هل يمكن الإطمئنان إلى المستقبل؟
الأمل... كل الأمل هو في ثورة داخل حزب الله تضع يسار المقاومة في القيادة لأن اليمين الذي قاد الحزب طيلة الفترة السابقة من ضمن مؤسسات السلطة في لبنان فشل حتى في تنفيذ خطط كان قد وضعها هو نفسه لكتيبة الرضوان التي لم تبرح مكانها، وتلقت الضربات دون أي رد؛ أو للقوة الصاروخية التي لم تُستعمل بانتظار انتهاء حياكة سجادة الصبر الاستراتيجي...
أن يصل عدد الموقوفين في إيران بتهمة التعامل مع العدو إلى أكثر من ٢٢ الف شخص ليس إنجازا...
هي مصيبة عدم الاستعداد الكافي بالشكل الكافي...
ناهيك عن الحديث عن تضعضع الجبهة الداخلية بنسب أعلى بكثير عندنا مما حصل عند العدو...
مشكلتنا هي باختصار شديد:
الغرق في السذاجة على المستوى الخارجي كما على المستوى الداخلي...
خارجيا لم نحسم أمرنا باتجاه نقل الحرب إلى جبهة المصالح الغربية عامة والأميركية تحديدا...
الأميركي يشن علينا حربا ضروسا دون أن تسقط له اية خسائر...
في الثمانينيات، تم الهجوم على قاعدة للمارينز...
في الثمانينيات، تم تفجير السفارة الأميركية حيث فقدت أميركا معظم الكادر الاستخباراتي الذي يدير المنطقة...
يصول الأميركي ويجول على كامل مساحة الشرق الأوسط دون أن تسقط له شعرة...
ليس هكذا تورد الإبل...
على المقاومة في حزب الله الخروج من الكليشيهات المملة والعودة إلى الينبوع الثوري عبر تكبيد الاميركيين والغرب عموما خسائر تجعلهم يُعدون للعشرة قبل التجرؤ على إذلالنا كما يفعلون اليوم...
عدم فعل ذلك يعني أن الحزب يسير برجليه إلى المقصلة والى تسليم السلاح كما فعل خائبا جنوب الليطاني...
أما داخليا... لم تبدأ النكسة اليوم...
هي كانت موجودة منذ العفو عن عملاء لحد سنة ٢٠٠٠ والدخول في وحول النظام اللبناني وتكريس الانهزامية في الدوحة سنة ٢٠٠٨...
الكل يتحدث عن اكتمال الجهوزية...
لنرى...
عند الامتحان، يكرم المرء أو يهان!
نحتاج إلى أكثر من تفجير مارينز!
نحتاج إلى قرار...
نحتاج إلى قلب الطاولة على رؤوس الجميع حتى لو اضطررنا إلى قتال أميركا عشر سنين...
الشهادة ولا المذلة...