كتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كتَبَ د. إسماعيل النجار: "إسرائيلُ"، أياً كان رئيس حكومتها: لابّيد أو بينيت أو نتانياهو، هيَ كلبٌ مسعورٌ من عدة ألوان، وتبقى كلباً مسعورا.
د. إسماعيل النجار
27 تشرين الثاني 2022 , 16:46 م


لفتَني حديثٌ سياسيٌّ في أحد الصالونات السياسية اللبنانية، حيثُ كانَ الحوار يدور حول شكل الحرب الصهيونيةِ القادمةِ على لبنانَ، في ظِلِّ تَوَلِّي رئيس حزب الليكود، بينيامين نتانياهو لرئاسةِ الحكومةِ الصهيونيةِ القادمة؟!

كان الأسوَأُ في هذاالنقاش، أنَّ جُلَّ المتحدِّثينَ وصفوا الوضع بأنه سيكون مأسَوياً ومُدَمِّراً، على لبنان بغض النظر عن رَدِّ المُقاوَمَةِ على الجيشِ الصهيونيِّ وجبهتِهِ الداخلية.

بصراحة،كانَ نقاشاً سطحياً وغيرَ عِلمِيٍّ ولا مُوَفقاً، لأنّ الأراءَ التي نوقِشَتْ فيهِ، كانت بمجملها، إمّا نابعةً من سوءِ معرفةٍ أو تقدير، أو جهلٍ تامٍّ بعلم الحروب والظروف التي تحيط بكل معركة.

فقد نسيىَ هؤلاءِ الأصدِقاءُ المثقفون أمراًمهماً للغاية، وعاملاًحاسماً،ولاعباًأساساً في أسباب إشعالِ الحروب سواءٌ كان في توقيتها أوفي غير ذلك من حيثياتها والموجبات لها، ومدى أحقِّيَّتِها وحجمِ خَطَرِ تلافِيها، إلى ما هنالك من مبرِّراتها ، ألا وهوَ حجمُ القضيةِ ونوعُها، وأيُّ عدوٍّ تقاتلُ إسرائيل، فأعداؤها لا يشبه بعضُهم بعضَهم الآخر...

بكل الأحوال لِمَن يريدون أن يثنونا عن الرّدِّ على أي خطوةٍ عسكريةٍ في عهدِ نتانياهو، أوَدُّ أن أذكٍّرَهم بشيءٍما،من جميل مامضى والذي، وإن كانَ مؤلماً في ذلكَ الوقت، لكننا نعيش مُنذ ذلك الزمنِ نشوَة عِزِّهِ وانتصارِهِ اليوم كما عشنا مآسيه.

"تريدينَ إدراكَ المعالي رخيصةً

ولا بُدَّ دون الشّهدِ من إبَرِ النّحلِ".

عام 1982 عندما غَزَت الجيوش الصهيونية لبنان بآلتِها الحربيةِ الفتاكة،كانت المقاومةُ في بَدْءِ انطلاقتِها وكانت في حوزتها قدراتٌ عسكريةٌ رقمهاصِفر،لكنها لم تقف مكتوفةَ الأيدي، تتفرجُ وتَعُدُّما يتساقطُ على أهلها وألنائها، إنما انطلقت، من مبدأ الواجب الشرعي والديني والأخلاقي الذي يُحَتِّم عليها أن تفعل ولا تُنَظِّرُ في الصالونات.

من هناكانت رحلة الشهداء الِاستشهادِيّين:أحمدقصير وأبو زينب، والشيخ أسعد برو، وبلال فحص، وغيرهم من الأبطال الذينَ زَيَّنوا الأرض والصُّحُفَ، بصوَرِ أشلاءِ الصهاينةِ التي تناثرت على أرض لبنان.

وستمرّتِ المقاومةُ وكَبُرَ حجمُها، وازدادت قوّتُها وخاضت ثلاث حروب كبيرة، من العام 1993 حتّى العام 1996، وتلتها حربُ تموز 2006 التي انتهت بهزيمةٍ للصهاينةِ مُدوِّيةٍ، وكان من نتائجها وِلادةُلجنة ڨينوغراد التي فَنَّدَت فادحَ أخطائهم وكشفت زيف إدعاءاتهم وبَيَّنَت ضعفهم وتقصيرهم ورُعبَهم.

كل تلك الأعوام التي مَرَّت لم تكُن سهلةً علينا، ولا كانت بسيطة أبداً، إنما كانت حروباً طاحنةً مُرَّة، تكبَّدنافيها الكثيرمن العناء وقدمنا العديد من الشهداء والجرحى والأسرى الأحياء والأموات، ولا نزالُ نسيرُ بخُطىً ثابتةٍ نحو الهدفِ الأساسِ، الّذي لم ولن يتغيّر،ألا وهوَ تحرير لبنان وفلسطين، وعنه لن نحيد.

لاشيءَ سيتغيَّرُ،عادَ نتانياهو

إلى رأس السلطةأم لم يعُدْ؛ فهو لطالما كان على رأسها، وبقيَ فيها أكثر من اثني عشر عاماً لم يجرؤ خلالها على تجاوز حدود لبنان متراًواحداً،فهل شَرِبَ نتنياهوحليبَ الِّسباعِ بعدما خرج من الحكم في الكيان، ويريد العودة لِتأديبنِا؟!

كيف يفكرُ بعضُ الجهابذةِ اللبنانيين! الله أعلم؟!!

على كل حال نحنُ في لبنانَ لدينا مقاومةٌ رِجالُها خُلِقوا لكلِّ العصورِ والدُّهور، مؤمنون بأنّهم على الحق، لا يهابون أَوَقَعَ الموتُ عليهم أم وقعوا عليه،ولا يحسبون له أي حساب، بل يفرحون بلِقاء الله،رجالٌ عاهدوا الله وصدَقوا، فمنهم مَن قضى نَحبَه، ومنهم مَن يَنْتَظِرُ وما بدلوا تبديلآ.

إسرائيل إزدادت قوة، هذا صحيح، لكنّ المقاومةَ أيضاً إزدادت إيماناً وقوّةً واقْتِداراً وتصميماً وثباتا،ولايستطيع أن يَفُتّ من عَضُدِها،أو ينالَ من عَزِيمتِها أحدٌ، أو شيءٌ مهما علا شأنُه وتعاظمَت قوّتُهُ.

لِنَثِقْ أوّلاً باللهِ مانح القوة والعِزَة، وبأنفُسِنا ثانيةً،ولا نتركْ مجالاًللشك بأنّنابِعَوْنِ الله أقوياءُ قادرون، وأن لا أحدَ أو شيئاً يُمكِنُهُ أن يَثْنِينا عنِ اِستكمالِ التحريرِ وحفظِ حدود بلدِنا لبنانَ وحماية ثرواتِهِ وناسِه.

نتانياهو كلبٌ مسعورٌ لونهُ أبيض.

يائير لابّيد كلبٌ مسعورٌ آخَرُ لونهُ أسود.

ونفتالي بِينِيت هوأيضاً كلبٌ ثالِثٌ مسعورٌ كذلك، ولونهُ أَبْرَصُ،وكُلُّهم أنيابهم هشَةٌ وضعيفة.

نحنُ رجالُ اللهِ على الأرض، في كلِّ زمانٍ ومكان.

وما النصرُ إلا من عند الله القوِيِّ العزيز.

بيروت في...

27/11/2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري