كتب الأستاذ محمد محسن عن المثلية في أوروبا
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن عن المثلية في أوروبا
محمد محسن
28 تشرين الثاني 2022 , 09:15 ص

كتب محمد محسن.. 

هل وصلت الفلسفة اللبرالية الغربية، إلى (فردانيتها القصوى)، فألغـــت الأسرة الخلية الاجتماعية الأولى، وتبنت(المثلية)؟

فاللبرالية تنمي (الفردية)، على حساب (لاجتماعية) وتعتبر رغــــــــبات الفرد هي محور الحياة، فتنتفي الأسرة.

هل سيعتبر الغرب (المثلية الجنسية) أعلى مراحل الديموقراطية، وأهم مطلبٍ من مطالب حقوق الانسان؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا تقللوا من خطورة هذا النهج في الغرب، فهو القنبلة التي تفجر المفهوم (الاجتماعي الإنساني)، من خلال قضائها على الأسرة الخلية الاجتماعية الأولى، التي على أساسها تبنى المجتمعات، لأن تبني (المثلية) في الدساتير الغربية، واعتبارها أعلى مراحل (الفردانية)، يؤدي إلى تزرير المجتمعات، وتفتيتها،وهذه غاية الامبريالية العالمية

وهذا الواقع الإنساني الفرداني، الذي يسعى الغرب الآن وبقوة لتطبيقه، هو الابن الشرعي للرأسمالية، بل غايته القصوى، وأعلى مرحلة من مراحله، لأنه يقضي على مفهوم المجتمعية، والقضاء على هذا المفهوم، يتحول العالم كله من مجتمعات متمايزة، بمشاعرها، بولائها، بثقافتها، بتعاضدها، بالدفاع عن مصالحها، بحيث يتحول البشر، إلى مجموعة من الشركات، الكل يعمل في شركة، وبدون هوية اجتماعية

لذلك كانت (المثلية) أهم عناوين مهمات الغرب الراهنة الساعي لتطبيقها، ولو عن طريق القوة، حيث تجرم الدساتير الغربية، من لا يتبناها، كما وتعتبر الدول التي تعارضها، دول متخلفة، وعدوة للديموقراطية، وحقوق الانسان، وما موقف بريطانيا، وألمانيا من أولمبياد قطر إلا تأكيد على ذلك.

حيث بات أمراً طبيعياً أن تشاهد بنتين تقبلان بعضهما في قلب شوارع أوروبا، او شابين يفعلان ذلك بشكل غرائزي، أو أن ترى وزيراً (رجلاً) يرتدي لباس امرأة، أو شاباً(متبرجاً) يسير في الشارع متباه، وهو يفتش عن من يبادله هذه الرغبة الشاذة!!

كما وتجد رايات المثليين منتشرة على شرفات المنازل، أو مرفوعة في الساحات العامة، وقد تجد مقاه، أو مطاعم مخصصة (للمثليين) من الجنسين، وغالب المعترضين على هذا النهج، هم من المهاجرين من العالم الثالث، الذين لايزالون يتبنون مفهوم الأسرة وقيمها.

ألم تتابعوا الحملة الإعلامية الغربية المنددة بقطر، التي اشترطت على الهيئات الرياضية العالمية، عدم السماح لفرقها، ومشجعيها من ارتداء أي لباس، أو وضع أية شارة، تدلل على (المثلية)، لأن ذلك يخالف القيم الإسلامية والقيم الإنسانية، قيم الشرق.

ولكن ورغم ذلك التحذير الواضح، لم تتقيد به حتى وزيرة الداخلية الألمانية، وفريقها الرياضي، حيث دخلت الوزيرة (المثلية)، إلى الملعب (بجاكيت) عادية، وعندما جلست على المدرج، خلعتها، لتظهر على ذراعها، شارة (المثلية الجنسية)، كما قام جميع أعضاء الفريق الألماني بإغلاق أفواههم عند ترديد نشيدهم الوطني.

فهل سيتخذ الغرب شعار (المثلية الجنسية)، سبباً اضافياً للصراعات الدائرة بينه، وبين دول الشرق التي تعتبره تهديداً لبنية الأسرة، اللبنة الأولى في بناء المجتمعات، ومخالفاً (لنواميس الحياة) في ذات الوقت الذي يعتبره الغرب مطلباً هاماً وجدياً، ومعياراً لتقييم مدى التزام أية دولة بالديموقراطية، وحقوق الانسان.

وهل يمكن أن نعتبر تبني (المثلية الجنسية)، هو الابن الشرعي للبرالية الغربية؟ وأن الرأسمالية الغربية قد وصلت إلى القمة، التي تستدعي بالضرورة (تزرير المجتمعات)، و (تفتيتها)، لأن الفلسفة الرأسمالية، تعتبر أن الفرد هو الغاية، والنهاية.

لذلك اعتبر الرئيس بوتن هذا التناقض، بين الشرق وقيمه، قد أصبح من التناقضات الرئيسية مع الغرب، ودعا إلى الاحتفاظ بالأسرة، واعتبارها الخلية التي يجب رعايتها وعدم التفريط بها.

أي ان مفهوم الأسرة الإنساني، الذي لاتزال تتبناه دول الشرق، والذي تعتبره بلداننا، الخلية الاجتماعية الأولى، لذلك كان الاهتمام بها ضرورة أساسية، لبناء المجتمع المتكاتف، والمتعاون، والذي يعتبر الهدف الأسمى والضروري لتحقيق الإنسانية.

فهل يستيقظ الشرق للخطر التي تشكله فلسفة اللبرالية الغربية، التي تعتبر (المثلية الجنسية) أعلى مراحل الديموقراطية؟ وهل نضيف هذا الخطر، الى الأخطار التي يشكلها الغرب على حياة الشرق.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري